أجمع المشاركون في أشغال ندوة تضامن مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية مع الصحراء الغربية المحتلة ببريتوريا، على الدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، داعين المجتمع الدولي إلى الضغط على المغرب لكي يحترم لوائح الأممالمتحدة. ودعا وزراء الدول الاعضاء في الندوة الذين قدّموا مداخلات خلال اليوم الاول من اشغال الندوة المجتمع الدولي الى إنهاء معاناة الشعب الصحراوي ودعم حقه في تقرير المصير، مؤكدين أن إفريقيا لا يمكنها ان تنعم بالاستقرار ويسدوها السلم دون حصول الصحراء الغربية على استقلالها. وفي هذا السياق، صرحت وزيرة العلاقات الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية جنوب إفريقيا، لينديوي سيسولو، في كلمتها الترحيبية، أن القضية الصحراوية قضية نبيلة، مذكرة أنه بعد 28 سنة من وقف اطلاق النار مع المحتل المغربي لا يزال ينتظر الصحراويون استفتاء تقرير المصير الذي تنص عليه لوائح الأممالمتحدة. وبعدما أكدت أن الوقت قد حان لتجاوز هذا الوضع الذي طال أمده كثيرا، أكدت رئيسة الدبلوماسية لجنوب إفريقيا أن ما يطالب به الشعب الصحراوي ليس مستحيلا. واسترسلت سيسولو تقول: نحن هنا للحرص على أن يكون للصحراويين الحق في اختيار مستقبلهم ، مشيرة الى أن أغلب البلدان الإفريقية نالت حريتها بفضل تضامن الدول الأخرى. وفي نفس الإطار، أكدت نائب الوزير الأول، وزيرة الشؤون الخارجية لناميبيا، نيتومبو ناندي ندايتواه، أن الوقت قد حان لكي تكون الدول الإفريقية معا لمساعدة ودعم الشعب الصحراوي للحصول على حقه في تقرير المصير وفي وضع حد للاستعمار المغربي لأراضيه. وبعدما أكدت دعمها للجهود التي يقوم بها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الى الصحراء الغربية، هورست كوهلر، تأسفت ناندي ندايتواه، التي ترأس كذلك مجلس مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية مع الصحراء الغربية المحتلة، للوضع المأساوي الذي يعيشه الصحراويون في مخيمات اللاجئين. دعوة منظمة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي إلى تحمّل مسؤوليتهما وأكد وزير الشؤون الخارجية للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، محمد سالم ولد السالك، الذي أشاد بمبادرة ندوة تضامن مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية بتنظيم هذه الندوة التضامنية مع الشعب الصحراوي في بلد نيلسون مانديلا، القائد التاريخي لجنوب إفريقيا، أن إفريقيا الجنوبية أظهرت تمسكها بالمبادئ المؤسسة للاتحاد الإفريقي. وبهذه المناسبة، صرح ولد السالك أن هذه المبادرة تأتي في ظرف حاسم حيث أن تصفية الاستعمار في إفريقيا تبقى غير مستكملة طالما أن الصحراء الغربية لم تمارس بعد حقها في تقرير المصير مثلما نصت عليها لوائح الأممالمتحدة. وخلال مداخلته، ندد رئيس الديبلوماسية الصحراوية بالاحتلال المغربي للأراضي الصحراوية مضيفا أن المخزن يضرب عرض الحائط جميع اللوائح و النصوص التي صادقت عليها الأممالمتحدة حول القضية الصحراوية. كما اشار المسؤول الصحراوي قائلا: بعد مرور 28 سنة عن اتفاق وقف إطلاق النار، لا يزال الشعب الصحراوي يعاني من الإحباط ونحن نعتقد أنه حان الوقت ليتحمّل الاتحاد الإفريقي مسؤولياته حتى يضع المغرب حدا للاحتلال ويتوقف عن الاستغلال غير الشرعي للموارد الطبيعية للصحراء الغربية . في نفس السياق، دعا الرئيس السابق لنيجيريا، أوليسيغون أوباسنجو، الاتحاد الإفريقي الى وضع برنامج خاص ومنتظم لدعم حق الصحراء الغربية في تقرير المصير. كما يرى أنه من الضروري إعداد تقارير دورية حول تطور الملف الصحراوي معتبرا أن انضمام المغرب الى المنظمة المغربية يتعين استغلاله من طرف الدول الأعضاء من أجل ان تحترم المملكة القرارات المتخذة من طرف منظمة الأممالمتحدة لتسوية النزاع في الصحراء الغربية.