يعد من بين الفنانين الجزائريين الذين حافظوا على مكانتهم الفنية وكون دائرة جماهيرية كبيرة، من خلال أعمال كوميدية أشهرها السلسلة المشهورة "أعصاب وأوتارّ" و"ناس ملاح سيتي" وأعمال درامية تليفزيونية مثل مسلسل "مفترق الطرق" ومسلسل "المشوار" وغيرها... كما كون ثنائيا جميلا مع الفنانة الكبيرة نوال زعتر، من خلال عدة أعمال من إنتاج محطة قسنطينة في الثمانينيات والتسعينيات.. إنه الفنان حسان بن زيراري الذي فتح قلبه ل"السياسي" من خلال هذا الحوار الشيّق. الفنان حسان بن زيراري نرحّب بك على صفحات جريدة "السياسي"؟ أهلا بكم، أنا كذلك أرحب بكم ولي الشرف الكبير أن أكون على صفحات جريدة "المشوار السياسي"، التي أكن لها كل الإحترام والتقدير. السياسي: ما هو جديدك الفني بعد مشاركتك المتميزة في سلسلة "جمعي فاميلي" في رمضان؟ في الحقيقة ليس لديّ جديد يذكر في الوقت الحالي، لكن هناك أعمال قيد الدراسة، كما أن هناك بعض الأعمال في جعبتي الفنية، أنا أقرأ البعض منها لكن لحد الآن لم أعط الموافقة أو الرفض حتى أقتنع بالعمل الذي سأظهر به من جديد لجمهوري، خاصة وأنني أصبحت أنزعج من المادة الفنية المقدمة في التلفزيون الجزائري، والتي هي بعيدة بعدا تاما عن الدراما التليفزيونية الحقيقية، لهذا أرجع وأقول أنني أولي اهتماما كبيرا لما سأظهر به لجمهوري من حين لآخر، من خلال أعمالي الفنية. لكن ما قدّمته في رمضان الماضي عكس ما تقوله الآن.. ما ردك؟ كيف هذا، ظهرت من خلال سلسلة "جمعي فاميلي" في حلقة خاصة ومميزة لم تكن تافهة أو على شكل "بريكولاج" أو شيء من هذا القبيل، بل كان ظهور مميزا لي وقدّمت الدور عن اقتناع بعد أن قرأته عدة مرات، كما أنني لم ألاحظ خروج الدور عن موضوع مغامرة عائلة الجمعي، والأهم أن الشخصية التي أديتها حقّقت نجاحا في الشارع الجزائري، وهذا ما لاحظته شخصيا. لكن السلسلة لاقت انتقادا لاذعا بعد عرضها، عكس ما كان متوقعا، ما تعليقك؟ نحن في الجزائر تقريبا لا نعترف بالإحترافية ولا نأبه إذا كنا قد قدّمنا عملا جيّدا أم لا، المهم أننا أنجزنا مسلسلا أو بالأحرى عملا فنيا من حلقات وانتهى الأمر، وقد نضحك على أنفسنا قبل أن نضحك على جمهورنا، لأن الجمهور أصبح يعرف كيف يميز بين العمل الراقي ذو مقاييس عالمية والأعمال التافهة التي لا ترقى إلى المستوى المطلوب، ولكي نقدّم عملا طيّبا يجب أن تتوفر عدة نقاط مهمة والتي تعتبر ناقصة عندنا إن لم تكن منعدمة تماما. ما هي النقاط التي يجب أن تتوفر، لكي يكون العمل الفني متكاملا؟ الشيء المهم والأهم هو توفر النص ونحن في الجزائر نعاني من أزمة اسمها أزمة نصوص، وتعد هذه نقطة مهمة في نجاح الدراما ونحن اليوم نعاني من عدم وجود كتّاب نصوص يقدرون المسؤولية، رغم أنني أكن الإحترام لمن يحاولون أن يكتبوا للدراما الجزائرية لكن كتاباتهم ليست هي من ننافس بها الدراما في الدول العربية الأخرى، وأنا شخصيا لا أراها تمتلك عنصر التشويق ولا الحوار الذي أراه هو الآخر فارغا جدا، أضف إلى ذلك الظهور الفوضوي للأدوار وغير ذلك من مشاكل ليس لها أول من آخر. في رأيك ما هي الحلول التي تراها مناسبة لتحسين هذا الوضع؟ رأيي من رأي الفنانين ورجال الفن والثقافة، الذين يساهمون في إثراء الساحة الفنية بأعمال درامية لائقة، أما الحلول فهي عند الكل من أجل العمل كرجل واحد وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، كما يجب أن تصبح لدينا معاهد ومدارس مهتمة بتكوين ممثلين ومخرجين، ومن الضروري وجود كتّاب نصوص وسيناريوهات، من أجل إثراء الساحة الفنية الجزائرية بأعمال قيّمة، نستطيع من خلالها منافسة ومواكبة مستوى أشقائنا. وكفنان ما رأيك في الدراما الجزائرية أو بالأحرى الأعمال التي قدّمت في رمضان الماضي؟ مع احترامي لكل الأعمال الفنية بشخصياتها، لم تعجبن لا الدرامية منها ولا الكوميدية كما يمكنني أن أستثني عملا أوعملين من كانا في المستوى، كما أن هناك بعض الأعمال من خلت من الهدف وبدايتها كانت مثل نهايتها، بحيث أنها تحتوي على الهرج والمرج دون مبرر، وهذا في حد ذاته مشكلة وقع فيه الكثير من الممثلين الجزائريين ومن أجيال مختلفة، لكن عاد البعض منهم واعترف برداءة ما قدّموه لكن ما باليد حيلة، فالممثل الجزائري وبسبب النقص الفادح والكبير للأعمال، يضطر إلى قبول أي عمل سواء اقتنع به أو لم يقتنع، وهذا ما نتج عنه مشاكل أخرى منها ترتيب أسماء الممثلين وتدني رواتبهم.. وغيرها من المشاكل التي أصبح أهل الفن عندنا يتخبطون فيها. خضت تجربة مهمة وجديدة من خلال برنامج "ألحان وشباب" حدّثنا عنها؟ برنامج "ألحان وشباب" كان الشيء الوحيد الذي أحترمه جدا، لأنه يحتوي على تجارب شباب في ميادين مختلفة من خلال المدرسة، كما أنني أحبّبت الروح الأخوية والمحبة والوحدة التي ميّزت الطلبة المشاركين وحتى ممن لم يسعفهم الحظ في الدخول إلى المدرسة، وهم يجتمعون من أعماق جزائرنا الجميلة، وقد كنت، ومن خلال احتكاكي بهم، ألاحظ الإرادة والعزيمة التي كانت بداخلهم من أجل تحقيق أحلامهم وطموحاتهم في المجال الذي يحبونه. كلمة أخيرة لجمهورك؟ أولا أحييكم على هذه الالتفاتة الطيّبة، كما أعد جمهوري بتقديم أحلى ما عندي من أعمال لإسعادهم وأقول شيئا مهما أن حسان لا يملك في الدنيا غير فنه وجمهوره الغالي والعزيز، لذلك سأسعى إلى تقديم الأجمل والأرقى دائما، مع كل احتراماتي للطاقم الصحفي.