تجددت الاشتباكات وعمليات الكر والفر بين المتظاهرين اللبنانيين وقوات مكافحة الشغب في وسط العاصمة اللبنانية بيروت، بصورة مفاجئة عند حلول منتصف الليل، على نحو تحولت معه وسط العاصمة إلى ساحة للشغب والقتال والمواجهات العنيفة، حسب وسائل الإعلام. وكان المتظاهرون يتجمعون أمام مقر بلدية بيروت على نحو سلمي، ويرددون الهتافات المناهضة لعدد من أركان السلطة والطاقم السياسي، قبل أن يتم إطلاق قنبلة دخانية لم يعرف مصدرها، الأمر الذي استنفرت معه مجموعات المتظاهرين. وقامت مجموعات من الأشخاص ومعظمهم من الملثمين والذين بدا لافتا أنهم يرتدون الملابس السوداء ويحملون العصي الخشبية الغليظة، وكانوا يقفون إلى جوار الحاجز الأمني لمجلس النواب، بالاشتباك مع المتظاهرين والاعتداء عليهم بالضرب، الأمر الذي قام معه المتظاهرون برشق تلك المجموعات وكذلك القوى الأمنية بالحجارة واشتبكوا معهم. وإضطرت قوات مكافحة الشغب إلى إطلاق الرصاص المطاطي ووابل من القنابل المسيلة للدموع، لإيقاف الاشتباكات وحمل المتظاهرين على التفرق، واستعانت القوى الأمنية بعربتين مدرعتين مثبت أعلاهما قاذفات متعددة للقنابل المسيلة للدموع، لإطلاقها على مسافات بعيدة لمنع تجمع المتظاهرين وحملهم على التفرق وإبعادهم عن المنطقة المحيطة بالمجلس النيابي. وتراجع المتظاهرون إلى ساحة الشهداء ومنها إلى محيط مقر حزب الكتائب اللبنانية بمنطقة الصيفي في ما تقدمت تشكيلات قوات مكافحة الشغب إلى الأمام، وأقامت سياجا بشريا من عناصرها عند مدخل الساحة لمنع اقتراب المتظاهرين أو تقدمهم مجددا. وتصاعد الدخان الأبيض الناتج عن الإطلاق الكثيف للقنابل المسيلة للدموع في وسط العاصمة، على نحو حجب الرؤية بصورة كلية في ساحة الشهداء والتي تعد مركزا رئيسيا للتظاهر منذ بدء الاحتجاجات في لبنان ابتداء من 17 أكتوبر الماضي.