بن آشنهو: غياب النظافة من بين أسباب انتشار هذه الاوبئة انتشرت بدائرة الطالب العربي الحدودية بولاية وادي سوف، في الآونة الأخيرة، مرض الليشمانيوز بشكل كبير في وسط السكان، وخاصة الأطفال الصغار، كما انتشرت أمراض جلدية أخرى لم يتم تشخيصها، وهو ما جعل بالعديد من الأولياء يدقون ناقوس الخطر. تنتشر بدائرة الطالب العربي الواقعة بالمناطق الحدودية لولاية وادي سوف مرض الليشمانيوز ، والذي انتشر بشكل ملفت في صفوف الأطفال، ما جعل الأهالي يستنفرون وخصوصا بالمدارس، أين أصيب عشرات الأطفال المتمدرسون به إضافة إلى الأهالي ما جعل الوضع مقلقا. وإضافة إلى داء الليشمانيوز الذي تفشى بمنطقة الطالب العربي الحدودية، أصيب أطفال آخرون بأمراض جلدية معدية، أين ظهرت أعراض جلدية معدية في أوساط الأطفال تتمثل في حكة مفرطة واحمرار بالجسم إلى ظهور بثور وحبوب على أجساد الأطفال وخاصة على مستوى الوجه، ما جعل الأولياء يدقون ناقوس الخطر ويعلنون الطوارئ بانتشار الداء، خاصة أن اغلب السكان يعيشون في البوادي أومن عائلات البدو الرحل والذين عادة ما يصابون بأمراض معدية تنتشر وتتفشى بينهم بسبب الظروف الاجتماعية المزرية التي يعيشون بها، إضافة إلى غياب النظافة وانتشار البعوض. وقد أدى الأمر الى حالة طوارئ بالمنطقة، كما أدى إلى تحرك المؤسسة الاستشفائية بمنطقة الطالب العربي، والتي فتحت مناوبة للتحاليل الطبية واتخاذ الإجراءات والتشخيص، إضافة إلى التأكيد على أن أزيد من 61 حالة مؤكدة أصيبت بداء الليشمانيوز بالمنطقة. وقد أكدت المصالح الصحية ذاتها، أن الأدوية والمعدات متوفرة وان إجراءات خاصة قائمة على قدم وساق لاحتواء الوضع. وأشارت ذات الهيئة، أنها قامت بمراسلة السلطات المحلية للبلدية ودعوتها لرش المبيدات للقضاء والتقليل من النموسة البسكرية ، والتي تعد المسبب الأول لمرض الليشمانيوز ونقله بين الأشخاص. ومن جهته، تنتشر أمراض جلدية أخرى ما زال لم يتم تشخيصها لحد الآن. ومن جهتها، مصالح البلدية بمشاركة مديرية التربية أعلنت عن حالة الطوارئ بمدارس المنطقة، أين سخرت حافلات لنقل التلاميذ إلى المؤسسة الاستشفائية الطالب العربي لإجراء التحاليل الطبية وتقديم الأدوية اللازمة والعلاج للمصابين، فيما تعرض العديد من المرضى إلى تشوهات في الوجه وكافة الجسد جراء الليشمانيوز والأمراض الجلدية المنتشرة. ومن جهته، سخرت مصالح البلدية حافلات لنقل التلاميذ والمرضى وتأجيل الامتحانات الفصلية إلى حين التعرف على المرض ومحاصرته والتكفل به وشفاء المصابين من الأعراض. وقد انطلقت السلطات المحلية في بلديات دائرة الطالب العربي برش المبيدات لتقليل من حجم الكارثة الصحية، في انتظار محاصرة واحتواء المرض وخلو المنطقة منه. بن آشنهو: هكذا ينتقل الليشمانيوز وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه بانتشار مرض الليشمانيوز بوادي سوف، أوضح فتحي بن أشنهو، خبير في الصحة العمومية، في اتصال ل السياسي ، بأن داء الليشمانيوز ، كغيره من الأوبئة، ينتقل عن طريق العدوى من الحيوانات إلى الأشخاص أو من الأشخاص إلى الأشخاص، وفيه من يكون سطحيا يظهر على الوجه أو الجسم، فيما توجد إصابات داخلية تصيب الأعضاء تكون اخطر على صحة الإنسان وقد تودي بحياته. وأشار بن أشنهو في سياق حديثه، بأن داء الليشمانيوز ينتشر بكثرة بالمناطق الداخلية والحدودية وخصوصا في أوساط البدو الرحل، وذلك نظير الظروف الاجتماعية المزرية التي يعيشون بها على غرار غياب النظافة والتكفل الصحي وإستراتيجية وطنية للمنظومة الصحية التي يمكنها تجنيب إصابة الأشخاص وانتقال الأوبئة بينهم، وأضاف المتحدث بأنه لتفادي مثل هذه الأوبئة والأمراض يجب تنسيق صحي وطني ووقاية قبلا عن طريق وضع خطط واستراتيجيات من طرف المنظومة الصحية على غرار التكفل الفوري والتلقيح وإجراءات الوقاية.