إن قوة الروائي واسيني الأعرج التجريبية التجديدية تجلّت بشكل واضح في روايته الجديدة «كتاب الأمير» والتي شارك بها في الملتقى الدولي «الأمير عبد القادر.. رجل عابر للزمن» بتلمسان، في إطار احتضانها لتظاهرة «تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية»، والتي صنعت الحدث لعظمة ما احتوته هذه الرواية من تاريخ وثقافة. * ماذا تقول عن مشاركتك في الملتقى الدولي «الأمير عبد القادر.. رجل عابر للزمن» بتلمسان؟ - أنا أتشرف بهذه المشاركة القيّمة، وجد سعيد بتواجدي في تلمسان.. هذه العاصمة التي يعتز بها كل الجزائريين بما تحتويه من عزة أثرية وتاريخية يفتخر بها كل جزائري، وما زادني سعادة هو مشاركتي في الملتقى الدولي الأمير عبد القادر.. رجل عابر للزمن»، هذا الرجل الأسطورة الذي سخّر حياته للجزائر لا يكفي أن نكافئه بأربعة أيام للتحدث عنه، فللأمير خصال ومزايا كثيرة يطول الحديث عنها. * وهل ترى أن الملتقى وصل إلى مستوى الحدث؟ - بالطبع، فاسم الأمير عبد القادر يعرفه الجميع والكل يريد أن يتحدث عنه ويحكي عن مشواره الثوري والثقافي والأدبي، وإلا بماذا تفسر هذه المشاركة والكوكبة التي تضم عددا من الأساتذة والأدباء والدكاترة وكذا الباحثين الذين قدموا من أصقاع العالم ليقدموا رؤياهم الخاصة حول حياة الأمير عبد القادر.
* انتقدت من خلال دخولك في خصوصيات الأمير في محاضرتك، ما ردك؟ - أنا قدّمت محاضرتي عن الأمير وتحدثت عنه بأسلوبي الخاص، يعني بأسلوب واسيني الأعرج وقلت إن الأمير عبد القادر له حياته الشخصية العادية لأن الكل يرى الأمير عبد القادر من جوانب محدودة، لكنهم تناسوا الجانب الشخصي، ومن خلال محاضرتي، أخذت مثالا عن قصة حب مرّ بها الأمير في حياته عندما أحب امرأة أوروبية ومدحها في جمالها ورشاقتها لأعود وأقول أن الأمير ليس ملك نفسه، لذلك تناولت هذا الجانب من حياته ليعرف الناس شيئا جديدا عن الأمير عبد القادر بدل التفاصيل التي نعرفها جيّدا. * ماذا تقصد في هذه النقطة بالضبط؟ - أقصد أنه حان الوقت أن نؤرخ شخصية الأمير في روايات متناولة بأساليب ورؤى مختلفة بحسب مخيلة الكاتب، وهذا أمر مهم لأننا سئمنا من الحفر والبحث في التاريخ عن أمور يمكن أن نجدّدها ونضيف لها تفاصيل لم يكن يعرفها القارئ من قبل. * حدّثنا قليلا عن روايتك «كتاب الأمير» الجديدة؟ - هي أول رواية عن الأمير عبد القادر، لا تسرد التاريخ لأنه ليس هاجسها، لا تتقصى الأحداث والوقائع لاختبارها، فليس ذلك من مهامها الأساسية، تستند فقط على المادة التاريخية، وتدفع بها إلى قول ما لا يستطيع التاريخ قوله، تستمع إلى أنين الناس وأفراحهم وانكساراتهم، إلى وقع خطى مونسينيور ديبوش، قس الجزائر الكبير، وهو يركض باستماتة بين غرفة الشعب بباريس وبيته للدفاع عن الأمير السجين بأمبواز..رواية «كتاب الأمير»، فوق كل هذا، درس في حوار الحضارات ومحاورة كبيرة بين المسيحية والإسلام، بين الأمير من جهة ومونسنيور ديبوش من جهة ثانية.
* أنت ابن مدينة تلمسان، هل لديك ما تقوله عنها؟ - أظن أن تلمسان، الجوهرة العربية، وباحتضانها تظاهرة العاصمة الإسلامية، أنها أخذت حقها الكامل، لأنها تستحق هذا الاسم عن جدارة، كما أنها المدينة التي أنجبت الكثير من الأسماء الثقيلة ثقافيا وأدبيا، لذلك، أريد أن أهنئ تلمسان بهذا الفوز الكبير. * ماذا تقول في ختام هذا الحوار؟ - أشكركم جزيل الشكر على هذا الاهتمام وإعطائي الفرصة للتعبير عن رأيي على صفحات جريدتكم حول حدث مهم وهو ملتقى الأمير عبد القادر، هذا الرجل الأسطورة والفذ.