عرقاب: اجتماعات السبت الفارط كانت استثنائية اعربت كل من الجزائر و السعودية عن تفاؤلهما بخصوص تحقيق استقرار سوق النفط وبالتالي تعافي الاسعار خاصة مع القرارات التي تمت المصادقة عليها خلال الاجتماع ال 179 لمؤتمر منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبيب) والاجتماع الوزاري ال 11 لأعضاء المنظمة وخارجها المنعقد السبت الفارط. و يتعلق الأمر خصوصا بقرار خفض انتاج النفط خلال شهر جوان الجاري ب 9.7مليون برميل يوميا، وب 9.6 مليون برميل يوميا خلال شهر جويلية، واقتطاع حجم 7.7 مليون برميل يوميا ابتداء من الفاتح أوت إلى أخر شهر ديسمبر 2020 . و يلي هذه التخفيضات، تخفيض الانتاج ب 5.8 مليون برميل يوميا بدءً من أول جانفي 2021 إلى غاية أفريل . وقال عرقاب خلال لقاء للتلفزيون العمومي ليلة أول أمس في رده على سؤال بخصوص تاثير اتفاق اوبك + على تعافي اسعار الذهب الأسود ان نتائج اجتماعات السبت الفارط كانت استثنائية خاصة ما تعلق باعتماد آلية تعويض بالنسبة للدول التي لم تتمكن من بلوغ التوافق التام مع اتفاق ال 12 أفريل الماضي خلال شهري ماي وجوان . وتابع بالقول اعطينا اريحية للبلدان المعنية لتدارك الفارق وتطبيق الاتفاق خلال أشهر جويلية وأوت 2020 مضيفا ان آلية التعويض التي لم تكن موجودة من قبل اعطت أكثر مرونة في تطبيق اتفاق خفض الانتاج وتجاوز حالة التشنج التي افرزها عدم الالتزام بتطبيق بنسبة 100 بالمئة لاتفاق خفض الانتاج من بعض الدول في حين ان دول اخري أوفت بالتزاماتها. ودعا الدول المعنية مرة أخرى الى تطبيق الاتفاق ب 100 بالمائة. كما اشار الى اهمية القرار المتعلق باجتماع اللجنة الوزارية المشتركة لمتابعة اتفاق خفض الانتاج كل شهر من أجل متابعة تنفيذ اتفاق خفض الانتاج. وأكد ايضا على التعاون التام بين اوبك وحلفائها من أجل سوق مستقرة بما يخدم المصلحة المتبادلة للدول المنتجة وتزويد فعال وآمن للمستهلكين وكذا في صالح الاقتصاد العالمي. وأشار الى ان التخفيضات الطوعية الإضافية للإنتاج التي أعلنت عنها المملكة العربية السعودية (1 مليون ب/ي) والإمارات العربية المتحدة (100.000 ب/ي) والكويت (80.000 ب/ي) وسلطنة عمان (بين 10.000 و15.000 ب/ي) المبرمجة خلال الشهر الجاري من شانها ان تساهم ايضا في انتعاش سوق النفط مضيفا ان اسعار النفط عرفت تحسنا وانتعاشا خلال الشهر الاول من تنفيذ اتفاق خفض الانتاج. بدوره، قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، الذي شارك في نفس البرنامج التلفزيوني عبر تقنية التحاضر المرئي، انه على يقين ان دول اوبك قادرة على مواجهة الوضع الذي افرزته تداعيات و باء كورونا على سوق النفط وستتعامل معه بكل ثقة ‘‘مؤكدا في ذات الوقت ان هناك عمل يجب أن يتم بمشاركة الجميع في إشارة منه الى ضرورة الالتزام التام لجميع الدول الموقعة على اتفاق التعاون بتطبيق اتفاق تخفيض الانتاج. و عن حديث بعض الخبراء عن موجة ثانية من الوباء قال سنتعامل معها. لا يجب ان ننقص من قدراتنا. ولا ارى في الافق اي انتكاسات علما ان هناك حديث بانه في افريل الفارط تم تسجيل تراجع ب 30 بالمائة في الطلب على النفط وهو امر لم يحدث من قبل عبر التاريخ . ولم ينكر الوزير السعودي ان الاجتماعات الاخيرة لاوبك واوبك + عرفت نوعا من التشنج بسبب عدم تطبيق بعض الدول لاتفاق اوبك بنسبة 100 بالمائة في حين ان دول اخرى مثل الجزائر والسعودية التزمت بالنسبة المطلوبة. ولكن، وفقا للوزير السعودي، سرعان ما تم تجاوز هذا (التشنج) لإدراك الجميع بضرورة تحقيق استقرار سوق النفط . كما اشار الى قناعته بضرورة التزام جميع الدول الموقعة على اتفاق التعاون بتطبيق اتفاق خفض الإنتاج لان عدم الالتزام ستكون له تداعيات تضر بالدولة المعنية والدول الاخرى. و أكد ان بلاده تترك كل الخلافات جانبا عندما يتعلق الامر بإنجاح اطار اوبك و اوبك + في المساهمة في تحقيق استقرار النفط . وينتظر ان تعقد اللجنة الوزارية المشتركة لمتابعة اتفاق خفض الانتاج احتماعها القادم يوم 18 يونيو الجاري بغرض متابعة امتثال الدول المعنية لاتفاق خفض الإنتاج المتفق عليه مؤخرا فيما سيتم عقد الاجتماع الوزاري المقبل لبلدان منظمة أوبك وخارجها بفيينا في الفاتح من ديسمبر 2020. وأكد وزير الطاقة السعودي، على دور الجزائر الذي وصفه ب المحوري في تقريب وجهات النظر بين دول منظمة أوبك و حلفائها للتوصل إلى اتفاقات من شانها أن تساهم في تحقيق استقرار سوق النفط. وقال أن للجزائر دور عجيب ليس من حيث حجم إنتاجها النفطي و إنما من حيث قيمتها السياسية و قدرتها على تقريب وجهات النظر بين الدول الأعضاء في منظمة أوبك و الدول غير الأعضاء في اطار اوبك. و أضاف أن الجزائر لديها قدرة التواصل مع الجميع خصوصا في الظروف الاستثنائية و هي دائما تبحث عن الحلول التوفيقة طويلة الأمد مؤكدا أن الدور المحوري للجزائر في إنجاح مساعي اوبك ليس فقط أثناء ترؤسها لمؤتمر المنظمة بل هو مشهود له منذ سنوات طويلة و الدليل على ذلك تواجدها في كل لجان المنظمة. اتفاق الأوبك لن يتأثر باستئناف الإنتاج الليبي وأكد وزير الطاقة ورئيس مؤتمر منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، أن استئناف ليبيا لإنتاج النفط لن يؤثر على اتفاق أوبك وشركائها المتضمن تخفيضات في الإنتاج لتحقيق استقرار سوق النفط التي عرفت صدمة غير مسبوقة بسبب تداعيات وباء كورونا على الطلب ومن ثم الأسعار. وقال عرقاب: نحن على دراية بالترتيبات التي تقوم بها ليبيا للعودة لإنتاج النفط ولن يؤثر استئنافها للإنتاج على اتفاق اوبك (اتفاق اوبك + لخفض الإنتاج) حيث كانت هذه العودة متوقعة‘‘. واضاف في هذا الصدد: ستتم دراسة التفاصيل خلال الاجتماع المقبل للجنة الوزارية المشتركة لمتابعة تنفيذ اتفاق أوبك.