إنطلقت عملية بيع التذاكر لنهائي كأس الجزائر في كرة القدم لأنصار شباب بلوزداد امس ابتداء من الساعة التاسعة والنصف صباحا على مستوى شبابيك ملعب 20 أوت بالعاصمة الجزائرية حسبما أوضحه بيان النادي العاصمي للرابطة المحترفة الأولى. وكانت إدارة المركب الأولمبي محمد بوضياف قد أعلنت يوم الجمعة بأنها طرحت 40 ألف تذكرة للبيع للمباراة النهائية لكأس الجزائر في كرة القدم التي ستجمع غدا ابتداء من الساعة الرابعة مساء (16.00) شباب بلوزداد ووفاق سطيف بملعب 5 جويلية الجزائر العاصمة. وقد وزعت التذاكر (40.000) بالتساوي بين الفريقين المنشطين للمباراة النهائية، حيث يحصل كل فريق على 20.000 تذكرة حسبما أكده مدير المركب الاولمبي بلميهوب، ويتحمل كل فريق على مستواه بيع التذاكر العشرين ألف. من جهته مدير ملعب الثامن من ماي 1945 رشيد لاريو أكد أن يكون بيع التذاكر اليوم وستكون المباراة النهائية مسبوقة بالمباراة النهائية العسكرية التي ستجمع فريق الدرك الوطني بنظيره للناحية العسكرية الأولى. وقد اختار الوفاق البقاء في تلمسان للتحضير قبل الدخول إلى العاصمة غدا مساء فيما فضلن ادارة شباب بلوزداد منح راحة قصيرة للاعبيها الذين يعودون اليوم مساء للتركيز على المواجهة. صور رائعة ممزوجة بهستيريا التتويج يوجد أنصار شباب بلوزداد ووفاق سطيف في حالة طوارئ قصوى استعدادا للتنقل إلى ملعب 5 جويلية لإقامة الأعراس بمناسبة نهائي كأس الجزائر ال47 المقرر يوم الغد، خاصة وأن كل طرف مقتنع بالعودة إلى معاقله بالسيدة الكأس، حيث يراهن محبو الشباب على تجربة فريقهم في هذه المنافسة وتعوده على خطف هذه الكأس من منافسيهم، بدليل تتويج الفريق ستة مرات من أصل ثمانية، في حين نفس شيء ينطبق على أبناء »عين الفور« بامتلاك وفاق سطيف فريق قوي قادر على صنع إنجازات محلية وحتى قارية ، وبالتالي لا يمكن لصاحب عدد كبير من الألقاب رفقة إتحاد العاصمة أن يقهر خاصة وأنه يطمع للإنفراد بصدارة عدد تتويجات كأس الجمهورية. الأفراح والأغاني تنطلق في بلوزداد تعيش شوارع العاصمة هذه الأيام أجواء رائعة ومثالية تحضيرا لنهائي المرتقب الذي سيجرى يوم الغد بين شباب البلوزدادي وأبناء الفورة، حيث طغت أجواء النهائي كأس الجزائر 2012 على يوميات أنصار شباب بلوزداد، فقد تحوّلت معاقل والأحياء العقيبة لهذا النادي الكبير إلى قاعات أفراح مفتوحة على الهواء وعلى مدار 24 ساعة كاملة. وكل من يتواجد بنهج محمد بلوزداد، الذي أضحى الفريق يحمل إسم هذا الشهيد منذ بضع سنوات، فتحوّل من شباب رياضي بلكور إلى شباب رياضي بلوزداد، وبقي اسمه باللغة الفرنسية »سياربي«، يقف على الحركية الدائمة ومظاهر الأفراح التي بقيت في تزايد مستمر، من دور إلى آخر من تصفيات كأس الجزائر، إلى غاية بلوغ الفريق الدور النهائي، مما جعل كل محبي الشباب يعيشون نشوة جديدة لكأس الجزائر. وأصبح حي بلوزداد، المعروف باكتظاظه في أيام الأسبوع خاصة بسوق »لعقيبة«، أكثر اكتظاظا ليلا ونهارا، وتغيّرت شكل كل الأحياء، حين »ارتدى« الجميع اللونين الأحمر والأبيض اللذين يرمزان لشباب بلوزداد، كما علّقت رايات جديدة، تم تجهيزها خصّيصا لمباراة النهائي أمام وفاق سطيف، حيث شاهدت »السياسي« رايات عملاقة معلّقة بين المباني وعلى الشرفات وفي أغلب المحلات والمقاهي، منها مقهى »السياربي«، المعروف الذي يقع بالقرب من سوق »لعقيبة«. أشرطة ورقص حتى الصباح وأكثر ما يلفت الانتباه وأنت تتجول في الشارع الرئيسي ببلكور، هو الكمّ الهائل من بائعي »المناسبات«، حيث يقترح عليك الأنصار رايات من كل الأحجام وبأثمان مختلفة، فقد ارتفع عدد البائعين المستثمرين في بلوغ الشباب للنهائي الثامن، بعدما التف الجميع حول الفريق الذي أضحى على بعد ساعات من التاج. ولا يفوّت الباعة الفرصة للإلحاح على شراء شرائط والأقراص المضغوطة للأغاني التي تمجّد الفريق، والتي تدوّي الأحياء كل يوم وإلى غاية الصباح، حيث يرقص الأنصار ويغنّون لفريقهم الذي يعتبرونه الأقرب من رفع كأس الجزائر مقارنة بوفاق سطيف. ولم تقتصر مظاهر الاحتفالات اليومية لأنصار شباب بلوزداد على المعاقل المعروفة مثل بلكور والحامة والعناصر ونصيرة نونو وغيرها، بل اكتشفنا أن أنصار الشباب، لا يقتصر تواجدهم من ساحة أول ماي إلى العناصر فقط، إنما ثمة مناصرين أوفياء لهذا النادي الرمز، في أحياء أخرى من الجزائر وسط، المدنية، عين النعجة والعافية وغيرها، فقد علّقت في كل حي رايات بالأحمر والأبيض، جعلت من العاصمة بأكملها تعيش أياما غير عادية بفضل هذا النهائي الجديد الذي بلغه الفريق البلوزدادي. كل أحمر وأبيض صالح للبيع وقد كانت فرصة تأهل شباب بلوزداد مواتية للربح، حيث وقفت »السياسي« على أسعار مبيعات بعض السلع الخاصة بالمناصرين في أحدى المحلات المتواجدة ببلوزداد، فالرايات تباع ب(700دج)، الفيميجان(700دج)، قميص بألوان الفريق (1000 دج)، القباعات (300 دج)، الفوفوزيلا (300 دج)، وكل ما لونه أحمر وأبيض صالح للبيع. وأكّد لنا صاحب المحل وهو من مناصري الفريق أنّ كل هذه الأمور تمّ تجهيزها مباشرة بعد تأهل الفريق لنهائي الكأس على حساب شباب بلوزداد في الدور نصف نهائي،»الزبائن لا يسألون على السعر من شدة عشقهم للفريق، حتى ولو كانت السلع الخاصة بالنادي بأثمان باهظة« قال صاحب المحل ل»السياسي«، مضيفا بعد ذلك »الأسعار التي نبيع بها في متناول الجميع، وبأمكان كل المناصرين أن يشتروها، فالإقبال عليها يزيد من يوم إلى آخر«س. الأنصار يريدون تكرار إنجاز 2009 ويمكن القول أن نهج بلوزداد أصبح حي كرة قدم ولا شيء غير ذلك، فقد أجمع كل من تحدثنا إليهم بأن فريقهم أمام موعد لدخول التاريخ، لأنه لا أحد كان يراهن على إمكانية ظفر الفريق بلقب هذا الموسم أمام المنافسة الكبيرة للأندية الأخرى التي تضم لاعبين أكثر خبرة وتجربة، وتملك إمكانات مالية كبيرة تفوق بكثير قدرات فريقهم. وعاد سمير، أحد المناصرين الأوفياء للشباب إلى سنة 2009 ، حين فاز الفريق، بترسانة من نجومه السابقين على غرار معمري ومكحوت وأوسرير المتواحدين حاليا، بكأس الجزائر أمام أهلي البرج بركلات الترجيح، في نهائي كبير أهدى لأبناء لعقيبة اللقب الثامن في تاريخهم، وعرفت تلك المواجهة أجواء قاسية نظر للحرارة الشديدة التي شهدها ذلك اليوم حيث لا يمكن لأي مناصر من الشباب أن ينسى تلك اللحظات، فالبرغم من ذلك فقد تنقلت أنصار هائلة من نادي شباب بلوزداد إلى ملعب تشاكر بالبليدة. وأشار مناصر آخر ل»السياسي«، وهو سليم بوسدي من حي ساحة أول ماي بأن موعد 5 جويلية مهم جدا في تاريخ الفريق »لأننا نريد الفوز بنهائي آخر، كما أننا نريد أن نفرح بالكأس من ملعب 5 جويلية بالعاصمة، ونتسلمها من يدي رئيس الجمهورية بعدما استلمنها منه قبل ثلاث سنوات في ملعب تشاكر«. النهائي أنسى التلاميذ والطلاب الدراسة وقد تزامن تاريخ مباراة نهائي كأس الجزائر مع فترة قرب إجراء امتحانات الفصل الثالث لتلاميذ الثانوي والمتوسط وحتى الامتحانات الجامعية، وسينسي هذا الموعد حتما كل من هؤلاء الدراسة، فتفكير حاليا يدور حول النهائي المرتقب يوم الغد، ولحسن حظهم أن المباراة ستكون في يوم عطلة مما سيسمح لهم لتحضير للقاء إبتداء من صباح الثلاثاء. مناد: »سنرمي بكل ثقلنا من أجل الكأس السابعة« صرح المسؤول التقني الأول على النادي العاصمي مناد: »عندما تصل إلى دور متقدم في هذه المسابقة يصبح التتويج بها هدفا رئيسيا وهو ما نسعى للوصول إليه على الرغم من إدراكنا بصعوبة الرهان«. وأضاف: »مع اقتراب النهائي يتصاعد الضغط على أكتاف الجميع في الفريق، ولو أني شخصيا أعترف أن تفكيري في النهائي بدأ حتى قبل المباراة نصف النهائية أمام شباب قسنطينة وهي المباراة التي عشتها على الأعصاب«. ولعل ما يزيد من حجم الضغط المفروض على الهداف الأسبق للمنتخب الوطني ولاعبيه هو أن أنصار فريقه بدأوا يقتنعون بإمكانية تألق تشكيلتهم على جبهتي البطولة والكأس الوطنيتين, حيث أخبر مناد في هذا السياق أن كل من يلتقيه في الشارع من أنصار بلوزداد يلح عليه بضرورة التتويج بالثنائية (الكأس والبطولة). وتابع: »أتفهم موقف هؤلاء الأنصار الذين يأملون في رؤوية فريقهم يحصد الألقاب، ولكن عليهم أن يعوا أيضا بأن الأمور ليست بالبساطة التي يمكن أن يتصورها البعض«. سطيف تعيش أجواء النهائي منذ أسبوع قدامى لاعبي الوفاق يروون قصتهم مع السيدة الكأس لاتزال مدينة عين الفوارة تحافظ على تقليد كأس الجزائر التي تعودت على زيارتها بكونها المدينة التي تضم الفريق المتألق وفاق سطيف الذي حاز على أول تتويج منذ 49 سنة أمام ترجي مستغانم في 12 ماي 1963. وقد أصبح النهائي المرتقب لوفاق سطيف أمام شباب بلوزداد غدا حديث العام والخاص في كل ركن من هذه المدينة الجميلة حيث تم مناقشة كل السيناريوهات المحتمل حدوثها إلا خسارة النهائي فهي غير واردة ولا أحد يفكر فيها. للإشارة فإن فريق وفاق سطيف حقق الفوز في النهائيات السبعة التي خاضها ويرغب في مواصلة التألق مع السيدة الكأس حيث ينتشي روح الانتصار جماهير النادي السطايفي وكذا المدرب السويسري آلان غيغر وأشباله إلى جانب اللاعبين القدامى الذين كان لهم شرف لعب النهائي ومعانقة الكأس. سطيف والكأس "قصة حب طويلة وجميلة" وبالنسبة لحامل القميص رقم 10 للفريق »الأسود والأبيض«: »ما بين الكأس والوفاق قصة حب طويلة وجميلة« حيث ذكر بأسطورة النفس الطويل الذي تميز به الوفاق »كلما بلغنا النهائي إلا ووضعنا نصب أعيننا الفوز وعدم تخييب أنصارنا« مضيفا في ما يتعلق بسر هذا النفس الطويل »كنا نتدرب بكل صرامة تحت قيادة الراحل مختار عريبي حيث كنا نصعد قمة جبل مغرس بارتفاع 1.700 متر وهذا ما يمكننا من المحافظة على لياقتنا البدنية وتحمل عبء المقابلة أفضل من المنافس«. وفي ما يتعلق بالنهائي الثامن للوفاق يقول صالحي »ستكون مواجهة صعبة بين فريقين يتمتعان بخبرة في مثل هذه المواعيد ولا يمكن التكهن بنتيجة المباراة« مضيفا بأنه »إذا كان عبد المؤمن جابو الذي يمثل حسبه 50 بالمائة من إمكانيات الفريق في يومه إلى جانب باقي العناصر ستزور الكأس من جديد مدينة عين الفوارة«. كأس الجزائر تحب سطيف واعتبر اللاعب عبد الرحمان فلاحي المدعو رحمة ذي ال 63 سنة والذي لا تزال بعض أجزاء جسمه تحتفظ بعلامات تسبب فيها اندفاعه البدني في المقابلات الذي اشتهر به أن نهائي 1968 أمام حسين داي من أجمل الذكريات التي يحتفظ بها في مخيلته. كما يتذكر رحمة جيدا الجمهور أثناء تلك المقابلة حيث كان يترقب وراء خط التماس لملعب العناصر (20 أوت 1955 حاليا) ويقوم باسترداد الكرات الضائعة وكذا حكم المباراة السيد حاج خضير بن زلاط الذي كان يلقب ب »موزار الكرة الجزائرية«. ولايزال فلاحي الذي يملك متجرا صغيرا بحي المعبودة غرب سطيف للمواد الغذائية العامة يتذكر بأنه فرض مراقبة لصيقة على مهاجم النصرية سعدي حيث لم يترك له مجالا للمناورة. أنصار الكحلة منتظرون بقوة في ملعب 5 جويلية عشية انطلاق المباراة النهائية لكأس الجزائر لكرة القدم بين شباب بلوزداد ووفاق سطيف المقررة يوم الثلاثاء على الساعة الرابعة زوالا بملعب 5 جويلية الاولمبي يزداد الضغط على شوارع ولاية سطيف. وتزينت المدينة باللونين الأكحل والاسود كما أخذت وجها مغايرا بمناسبة إجراء اللقاء النهائي يوم الثلاثاء المقبل أمام شباب بلوزداد. وانتشرت حمى منافسة كأس الجزائر في كامل أرجاء المدينة حيث سخر السطايفيون كامل جهدهم لهذا الحدث الرياضي لجعله حفلا مميزا يبقى راسخا في سجل السيدة الكأس. كما يعيش أبناء الفورة طيلة هذه الأيام أجواء غير عادية بمناسبة نهائي كأس الجمهورية، حيث لا حديث في المقاهي وفي شوارع سطيف وحتى في المنازل، إلا عن مواجهة الثلاثاء، فكل من يقصد أحياء سطيف يلاحظ أمورا غير عادية بهذه الأحياء التي تزيّنت بالألوان الأكحل والأسود. وكل أنصار وفاق سطيف مجتمعين كبيرا وصغيرا على إيقاع »الديسك جوكي« والألعاب النارية فضلا عن رايات النادي الإيطالي جوفنتيوس الذي يحمل اللونين الأبيض والأسود.