تعهد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بأن الولاياتالمتحدة ستتعرف على من نفذوا تفجيرات بوسطن وستحاسبهم، بينما قال مسؤول بالبيت الأبيض، إن التفجيرات التي خلّفت ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى سيتم التعامل معها كعمل إرهابي. وقال أوباما في تصريحات تلفزيونية "لم نعرف بعد من فعل هذا أو لماذا ويجب ألا يتسرع أحد في الاستنتاج قبل أن نعرف كل الحقائق". واستدرك بقوله "ولكن لا يخطئن أحد، فسوف نتوصل إلى حقيقة ما حدث وسنعرف من فعلوا هذا ولماذا فعلوه". وكرر قائلا "سنكشف هوية من قام بهذا العمل وسنحاسبه". ولم يصف أوباما التفجيرات بأنها هجوم، وأكد أنه لم يعرف الكثير عنها، لكن مسؤولا في البيت الأبيض قال إن أي حدث بشحنات متفجرة متعددة كما يبدو في تفجيرات بوسطن "هو بشكل واضح عمل إرهابي وسيتم التعامل معه على هذا الأساس". وقال المسؤول إن منفذ الهجوم لم يعرف بعد، ويتعين أن يحدد تحقيق واف ما إذا كانت ما سماها جماعة إرهابية أجنبية أو محلية خططت له ونفذته. ولم يعتقل أي مشتبه به حتى الآن.
احتياطات أمنية
وأثارت التفجيرات قلق مسؤولي البيت الأبيض حيث زاد جهاز أمن الرئاسة الإجراءات الأمنية حول المكان. وقال أوباما إنه أصدر أوامر إلى الحكومة الاتحادية بزيادة احتياطات الأمن في انحاء الولاياتالمتحدة حسب مقتضيات الضرورة بعد الانفجارات. وفور إبلاغه بالتفجيرات، أجرى أوباما اتصالات مع رئيس بلدية بوسطن توم منينو وحاكم ولاية ماساتشوستس ديفال باتريك وعرض تقديم مساعدة اتحادية. واطلع مدير مكتب التحقيقات الاتحادي بوب مولر ووزيرة الأمن الداخلي جانبيت نابوليتانو أوباما على الموقف. من جهته، تحدث قائد شرطة بوسطن إيد ديفيس عن استمرار البحث عن قنابل أخرى طالبا من الناس التزام منازلهم وعدم مغادرتها. وأضاف ديفيس أن وحدات تفكيك المتفجرات قد تقوم بعمليات تفجير في الساعات المقبلة، وذلك في إطار سعيها للتعامل مع أجسام مشبوهة. وذكر أن عددا كبيرا من الذين غادروا موقع الماراثون تركوا خلفهم أمتعتهم، مؤكدا أن الشرطة ستتعامل معها على أنها أجسام مشبوهة، داعيا إلى التبليغ عن أي نشاطات غير طبيعية. أما المتحدثة باسم شرطة بوسطن نيفا كوكلي، فردت على ما يتردد عن اعتقال شخص سعودي الجنسية لتورطه بالتفجيرات، فقالت "لا أعرف من أين أتت هذه التقارير، ليس لدينا أي شخص موقوف".
سباق دامٍ
وكان انفجاران دويا في ختام سباق ماراثون بمدينة بوسطن الأمريكية، ما أدى إلى مقتل ثلاثة عدائين، وجرح أكثر من مائة. وذكرت شبكة "سي. إن. إن" الأمريكية أن 141 شخصا أصيبوا بجروح، وأن عشرة أطراف على الأقل بترت في الحادث. وأشارت الشبكة إلى أن الشظايا المتناثرة جراء انفجار القنبلة سببت جروحا خطيرة في الأرجل. وكان الفائزون في الماراثون قد عبروا خط النهاية بالفعل عندما وقع الانفجاران، ولكن الآلاف من المتسابقين الآخرين كانوا لا يزالون في مسار السباق، الذي شارك فيه نحو 26 ألف عداء. وأظهرت لقطات تلفزيونية انفجارا أسقط بعض العدائين على الأرض، ودخانا أبيض يتصاعد من منطقة يتجمع فيها المتفرجون. وشوهد رجال الشرطة والطوارئ وهم يهرعون لإجلاء الضحايا وإزالة حواجز أمنية للوصول إلى الجرحى. وكان انفجار ثالث وقع قرب مكتبة جون كنيدي الرئاسية، لكن مصادر من الشرطة رجحت أن يكون ناجما عن حريق وليس مرتبطا بالتفجيرين الآخرين في المدينة.