تسلم مفتي مدينة صيدا اللبنانية، الشيخ سليم سوسان، مسجد «بلال بن رباح» الذي كان معقلا لأنصار الشيخ أحمد الأسير قبل هجوم الجيش اللبناني عليه، في حين أعلن عن سقوط قتيلين وخمسة جرحى في انفجار عبوة ناسفة وتبادل لإطلاق النار بمدينة طرابلس شمالي لبنان. وقال سوسان من أمام باب مسجد «بلال بن رباح»، الواقع في بلدة عبرا في شرق صيدا، إن المسجد سيصبح تحت إدارة الأوقاف الإسلامية، مشيرا إلى أنه سيعاد فتحه، ليؤكد على دوره في حماية السلم الأهلي والوفاق الوطني في لبنان. وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت الأحد بين مناصري الأسير وعناصر من الجيش اللبناني الذي شن عملية عسكرية انتهت بعد ظهر الاثنين بسيطرته على المنطقة التي تسمى "المربع الأمني"، وهي تتألف من المسجد وبعض المباني المحيطة به، وقتل خلال العملية 18 جنديا وعدد من أنصار الأسير. وأشار مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية إلى أن عناصر الجيش سمحوا للصحافيين بدخول المسجد الذي تناثر زجاج بعض نوافذه بسبب حدة القصف في محيطه، وقال إنه أمكن رؤية بعض المعلبات من الطعام الجاهز داخل المسجد، ونسخ من مطبوعات عربية وأجنبية أجرت مقابلات مع الأسير. كما سمح الجيش اللبناني لسكان المباني المجاورة بتفقد منازلهم الواقعة ضمن "المربع الأمني" السابق للأسير، مع بدء إزالة الركام والسيارات المحترقة والحواجز من الطرق. ولئن لقيت عملية الجيش ضد الشيخ الأسير دعم كل القيادات السياسية، فإن البعض انتقد ما سماه "الكيل بمكيالين"، منددين بحرية استخدام حزب الله الشيعي لسلاحه ونقله للمشاركة في القتال إلى جانب النظام السوري مقابل استهداف المجموعات السنية المؤيدة للثورة السورية وتجريدها من سلاحها. في الأثناء، قالت مصادر أمنية إن شخصا قُتل في انفجار عبوة ناسفة كان بصدد إعدادها، في حين قتل آخر في إطلاق نار بين منطقتين سنية وعلوية في مدينة طرابلس في شمال لبنان، والتي شهدت مرارا اشتباكات على خلفية الثورة السورية. وقالت المصادر إن انفجار العبوة أدى بالإضافة إلى سقوط القتيل إلى إصابة اثنين آخرين، كانا يعدان العبوة الناسفة في منطقة البقار ذات الغالبية السنية في كبرى مدن شمال لبنان. وأوضح المصدر أن تبادلا لإطلاق النار حصل بعد الانفجار بين منطقة البقار المتعاطفة مع الثورة السورية ومنطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية المؤيدة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، تدخل فيه الجيش اللبناني الذي عمل على الرد على مصادر النيران. وأشار المصدر إلى أن أربعة أشخاص آخرين أصيبوا في تبادل إطلاق النار ينتمون لمنطقتي البقار والريفا حيث توفي لاحقا أحد المصابين متأثرا بجروحه، مما يجعل حصيلة ضحايا أعمال العنف الأخيرة قتيلين وخمسة جرحى.