يطالب سكان بلدية الدار البيضاء، شرق العاصمة، السلطات المحلية بإعادة الوجه الحقيقي لهذه البلدية التي تعد من البلديات الراقية والغنية، لكنها لازالت تفتقر لمشاريع التحسين الحضري، حيث تنعدم بالعديد من أحيائها التهيئة وكذا المرافق العمومية، ناهيك عن التزايد المذهل للبيوت القصديرية التي اتسعت إلى أزيد من 30 موقعا، الأمر الذي أرق سكانها كثيرا، وهو ما إستسقته "السياسي" خلال جولة ميدانية بالبلدية. عدم استكمال أشغال التهيئة يعرقل نشاط تجار الحميز 2 انطلاقتنا الاستطلاعية كانت من منطقة الحميز 2، التابعة لبلدية الدار البيضاء، وهي التي تغرق في مشاكل لا حصر لها، على الرغم من كونها منطقة تجارية تعرف حركة كثيفة على مدار العام وإلى غاية ساعات متأخرة من النهار نظرا لتوافد العديد من المواطنين والزبائن للتبضع بمحلات بيع التجزئة والجملة، ما جعلها تشكّل نقطة سوداء من ناحية الإختناق المروري، حوّلت المنطقة لحالة من الفوضى لا غير، خاصة مع أشغال التهيئة التي لا تسير بوتيرة سريعة، الأمر الذي أثار استياء المواطنين وخاصة التجار نظرا لتباطؤ الحركة التجارية، حيث أكد لنا أحد تجار البيع بالتجزئة، أن الزبائن يقصدون المنطقة لإقتناء مستلزماتهم من الأجهزة الكهرومنزلية، غير أنهم سرعان ما يعودون أدراجهم نظرا لأشغال تهيئة الطريق والتي باتت تعرقل تنقلاتهم. وفي سياق ذي صلة، لم يخف عدد من الزبائن الذي تواجدوا بعدد من المحلات التجارية خلال حديثهم ل"السياسي" الصعوبة البالغة التي يجدونها في الولوج إلى المنطقة بسبب أشغال التهيئة المتواصلة إلى غاية يومنا هذا. حي الورود.. اسم على غير مسمى قصدنا حي الورود الذي يبدو أنه قد حمل اسما بعيدا تماما عما يلاحظه القاصد إليه، حيث لم يتوان نزلاؤه في الحديث عما يعانوه في ظل ما أسموه بالصمت الرهيب الذي تمارسه في حقهم السلطات المحلية بإقصائهم من المشاريع التنموية رغم المراسلات والشكاوى التي رفعوها غير أنها لم تجد آذانا صاغية، ومن جملة ما ذكره لنا السكان، إنعدام التهيئة الحضرية، حيث أن طرقات ومسالك الحي لاتزال غير معبّدة إلى يومنا هذا، حيث تظهر للزائر الحفر المتواجدة على مختلف طرقات وشوارع الحي طيلة أعوام، والتي تعتبر أهم النقاط السوداء بالمنطقة، مما جعل الحي يشهد حالة من الفوضى العارمة، مؤكدين أنهم يعانون طول أيام السنة. ومن جهة أخرى، فقد أكد السكان على ضرورة أن تعمل السلطات المحلية على بناء مدرسة بالقرب من الحي، الأمر الذي سيعفي أبناءهم من التنقل إلى البلدية المجاورة كباب الزوار، كما أشار أولياء الأمور في سياق حديثهم إلى أن تنقل أبنائهم قد بات يشكّل هاجسا حقيقيا بالنسبة إليهم، خاصة وأن حيهم يقع بالقرب من الطريق الذي يشهد حركة مرور نشيطة، حيث باتوا يخشون على أطفالهم من حوادث المرور التي قد تودي بحياتهم. سكان المدينة الجديدة يطالبون بقاعة علاج طالب سكان حي المدينة الجديدة، السلطات المعنية بإنشاء مركز صحي متطور شامل، مؤكدين على حاجتهم الماسة لمثل هذه الهياكل الصحية التي من شأنها أن توفر لهم خدمات صحية أفضل تستوعب سكان المنطقة من دون الحاجة للتنقل إلى المناطق المجاورة، حيث دعا محدثونا إلى توفير مركز صحي جديد متطور، وأطباء من تخصصات مختلفة، وزيادة الممرضات، فضلاً عن توفير أجهزة طبية وسيارات إسعاف، حتى لا يضطر سكان المنطقة إلى الذهاب إلى المناطق المجاورة الأخرى، للحصول على العلاج المناسب، الذي يعد من حقوقهم الطبيعية. الأسواق الفوضوية تعوض الجوارية تعرف مختلف الأحياء والشوارع ببلدية الدار البيضاء انتشارا لظاهرة الباعة غير النظاميين حيث يستغلون المساحات والأرصفة العامة من أجل عرض كميات هائلة من السلع المختلفة على غرار الملابس، الأحذية والأواني المنزلية وطبعا الخضر والفواكه. فالمتجول يذهل من الأعداد الهائلة للباعة غير النظاميين، في ظل غياب سوق جواري يقنن نشاط الباعة، لتأخذ الظاهرة منحى تصاعديا، والأدهى أن الباعة الفوضويين يتعرضون بصفة شبه يومية للمطاردة من قبل أعوان الأمن الوطني الذين يجبرونهم على ترك المكان وقد يصل الأمر إلى غاية حيازة سلع الباعة كإجراء عقابي، إلا أن إصرارهم يعيدهم إلى احتلال المكان من جديد، على غرار كل من حي سوفرانو والمدينة الجديدة والحميز 2، مخلفين آخر كل نهار أكواما من القاذورات المتكدسة، ليبقى المواطنون في حيرة من أمرهم عن دور السلطات المحلية ومصالح «نات كوم» التي تبدو غائبة، فيما تبقى حجة الشباب في أسباب مزاولتهم لنشاطهم التجاري بصورة غير قانونية هي قلة ذات الحال وأنها مصدر رزق لهم ولعائلاتهم التي يعولونها، ليبقى السكان في انتظار إنجاز سوق بلدي، هذا الأخير الذي وعدت به الهيئة المحلية السابقة غير أنه ظل حبرا على ورق. بؤر قصديرية شوّهت النسيج العمراني تعرف بلدية الدار البيضاء انتشارا متزايدا للأحياء القصديرية، حيث قام قاطنوها بتشييد تلك المنازل في أماكن خطرة وفي محيط تنعدم فيه كافة الشروط الضرورية للعيش، وهو الأمر الذي وقفت عليه "السياسي" خلال محاولتها الحديث مع عدد من السكان وتحديدا بالحي القصديري المحاذي للمقبرة، حيث لم يخف البعض منهم تذمرهم الشديد لما وصفوه بالتهميش الكلي المنتهج ضدهم من طرف السلطات الوصية، حيث أن تلك البيوت تفتقد لأدنى المقومات الضرورية للحياة على غرار الغاز، الماء الشروب، قنوات الصرف الصحي ناهيك عن اهتراء الطرق وغياب الإنارة العمومية، مؤكدين أنهم قاموا في العديد من المرات برفع شكاوى تحمل في طياتها جملة المشاكل والانشغالات التي نغّصت حياتهم لكن دون جدوى، وفي هذا الصدد، اشتكى ذات المتحدثين من المشاكل والنقائص، خاصة فيما يتعلق بغياب قنوات الصرف الصحي التي زادت من تأزم الوضع ناهيك عن تلوث المحيط وانتشار الروائح الكريهة، مضيفين أن العديد منهم أصيب بأمراض مزمنة بالنظر إلى مختلف الحشرات الضارة التي أصبحت تشكّل خطرا على صحتهم، بالإضافة إلى غياب الغاز والمياه الصالحة للشرب، الذي لايزال يعانون في جلبه لا سيما وأنه من المواد الضرورية، إلى جانب غياب التهيئة الحضرية خاصة المتعلقة باهتراء الطرق، وقد أضاف السكان مشكلة أخرى عكّرت صفوه حياتهم، وهي مشكلة النفايات التي تحاصر الحي والتي حوّلت المنطقة إلى مفرغة عمومية بسبب الرمي العشوائي الذي يقومون به في ظل غياب الحاويات العمومية بالحي التي تمكّنهم من رمي نفاياتهم بها. وعليه، يجدد السكان، الذين يقطنون بأكواخ لا تتوفر على الظروف الملائمة للعيش، رفع انشغالهم للسلطات المحلية والولائية لإدراج أسمائهم ضمن قوائم المستفيدين من سكنات لائقة وانتشالهم من الأوضاع المزرية التي يعيشون بها منذ سنوات طويلة. أكواخ فوضوية تتغلغل وسط التجمعات السكنية ونحن نهم بمغادرة منطقة الحميز جنوبا، صادفتنا ظاهرة غريبة تتمثل في تغلغل البنايات القصديرية داخل الاحياء السكنية، وعند نزولنا ومحاولة رصد آراء السكان، أكد لنا عمي رابح، الذي يملك سكنا من طابقين منذ سنوات بالمكان، أنه مؤخرا بات جارا لتجمع قصديري يضم عددا من البيوت، مشيرا إلى أن الأمر لم يتطور بهذا الشكل لولا غض السلطات والجهات المعنية النظر عن الظاهرة، وعن جملة المشاكل التي يعانون منها، أضاف المتحدث، أن الرمي العشوائي للنفايات التي يقوم بها سكان الأحياء القصديرية تثير استياءهم كثيرا، وهو ما قد يحول الأمر في بعض الحالات إلى مشادات كلامية تتحول في نهاية المطاف إلى منازعات ومشادات عنيفة، أضف إلى هذا كله، السلوكات المنحرفة التي يقوم بها بعض الشباب من أبناء تلك الأحياء كتعاطي الحبوب المهلوسة، حيث يأمل محدثنا أن يتم ترحيل السكان إلى سكنات لائقة في القريب العاجل، الأمر الذي سيساهم في إعادة الوجه الجمالي للحي الذي بات يغرق في عدة مشاكل. وقد أعرب السكان أنه في حال توفر مركز صحي متطور وشامل للتخصصات كافة في المنطقة، سيساعد ذلك على تحويل الحالات الطارئة في أسرع وقت ممكن، مشيرين إلى أن عدد سكان المنطقة في ازدياد متواصل، مما يزيد عدد الحالات الطارئة كالولادة، وبالتالي، لابد من إقامة مركز جديد متطور يحتوي على كافة التخصصات وبه عدد كاف من الأطباء والممرضات. متمدرسو متوسطة «يحيى بوعزيز» يطالبون بالإطعام المدرسي وفي محاولتنا لنقل انشغالات فئة مهمة من سكان بلدية الدار البيضاء، ألا وهي فئة التلاميذ، انتقلنا إلى متوسطة الشهيد «يحيى بوعزيز»، الواقعة بحي 1200مسكن، حيث صادفنا بعض التلاميذ مع أوليائهم خارج المؤسسة التربوية، حيث أشار محدثونا إلى المعاناة التي يعانيها التلاميذ في ظل عدم إستفادتهم من خدمات الإطعام المدرسي، خاصة وأن غالبيتهم من ذوي الدخل المحدود، في حين أن البعض منهم يجبر على التنقل إلى المنزل في فترة الظهيرة ثم العودة سريعا لمقاعد الدراسة من أجل الوصول في الوقت المحدد، الأمر الذي يؤثر على صحة التلاميذ، وحتى المعلمين والعاملين بالمؤسسة تمنوا ومن خلال "السياسي" أن يتم تعميم خدمات الإطعام المدرسي قريبا في كافة المؤسسات التربوية المتواجدة عبر التراب الإقليمي للبلدية. انعدام النقل يؤرق تلاميذ ابتدائية «فريدة سحنون» تطرح مشكلة انعدام النقل المدرسي بحي الحميز، عدة عراقيل بالنسبة للتلاميذ الذين يزاولون دراستهم بالمدرسة المشار إليها سالفا، كون ان البعض منهم يضطر إلى التنقل مشيا على الأقدام بغية الوصول إلى ذات المؤسسة التربوية، في ظل النقص الفادح المسجل في حافلات النقل المدرسي بحي الحميز، حيث يجدون أنفسهم منهكين جسديا، مما يؤثر على تحصيلهم الدراسي. تساؤلات حول محلات الرئيس؟ لايزال مشروع انجاز ال100 محل تجاري، الذي أطلقته السلطات البلدية للدار البيضاء بالعاصمة لم يكتمل بعد، ما أثار امتعاض الشباب البطال الذي ينتظر الاستفادة منه، حيث يعاني شباب بلدية الدار البيضاء، ظروفا صعبة أملتها عليهم غياب فرص العمل والتهميش، التي أنهكت بالفعل يومياتهم وجعلت منهم شبابا عاطلا عن العمل يبحث عن أي شيء لملأ وقت فراغه الطويل، في انتظار أمل الحصول على وظيفة ستخرجهم من قوقعة البطالة، خاصة فئة الشباب المتخرج من الجامعات والمعاهد والحاملين للشهادات العليا، حيث باتوا يترافقون مع ملفاتهم المثقلة بالأوراق الإدارية الواجب استخراجها ويضطرون للوقوف ساعات طويلة أمام مكاتب وكالات دعم وتشغيل الشباب ومطلبهم الوحيد هو إسراع السلطات المحلية بالعمل لتخليصهم من معاناتهم هذه. بالإضافة إلى هذا، فلا تخلو أحاديث الشباب فيما بينهم من التساؤل حول سرّ هذا التعطيل في تكملة المشروع إلى غاية اليوم، خاصة وأنه سيعود حتما بالفائدة على البلدية لما سيتيحه من فرص العمل للعديد من الشباب البطال وقد ارجعوا السبب من وراء هذا التعطيل إلى الإجراءات البيروقراطية التي باتت تتعامل بها معهم إدارتهم المحلية، مؤكدين في ذات السياق، بأنهم لم يتلقوا سوى الوعود والآمال التي باتوا يتشبثون بها في انتظار تجسيدها على ارض الواقع، والتي ستتيح لهم إمكانية التوجه إلى عالم الشغل. المرافق الشبانية غائبة ابدى العديد من شباب بلدية الدار البيضاء تذمرهم جراء النقص الفادح للمرافق الشبانية بالمنطقة، حيث اكدوا انهم يجبرون على التنقل الى اماكن مجاورة بغية القيام بمختلف نشاطاتهم الرياضية، حيث طالبوا من المسؤولين المحليين بضرورة الاهتمام بهذه الفئة الشابة من خلال إدراج مرافق تعمل على تفجير مواهبهم وطاقاتهم عوض التسكع في الشوارع.