تم هذا الأسبوع الكشف عن نتائج مسابقة أنظف قرية ومدينة بولاية تيزي وزو، المبادرة المنظمة في طبعتها الثانية عرفت مشاركة 39 قرية و12 بلدية، تم اختيار من بينها بلدية أزفون كأنظف مدينة، قرية زبقة التابعة لبلدية ايليلتن، وقرية آيث خليفة ببلدية أبي يوسف كأنظف قرية، التي منحت لها أظرفة مالية معتبرة. وتم في قاعة العروض بدار الثقافة “مولود معمري” بمدينة تيزي وزو، منح الجوائز للقرى والمدينة الفائزة في هذه المسابقة، حيث تم من بين 39 قرية متنافسة اختيار 8 منها وتصنفها كأنظف قرى في مرحلة التصنيف الأولي التي قامت به لجنة البيئة والصحة التابعة للمجلس الشعبي الولائي، حيث تكفلت باستقبال ملفات البلديات والقرى الراغبة في المشاركة في أفريل الماضي من 2013، وبعد 5 أشهر من الزيارات والمتابعة الميدانية لأعضاء اللجنة رفقة محضر قضائي، بغية تقييم الأوضاع ومنح نقطة وفق شروط تم وضعها من طرف اللجنة فيما يخص النظافة والبيئة، تم في المرحلة الثانية اختيار من بين الثماني قرى المصنفة كقرى نظيفة؛ قريتي زبقة التابعة لبلدية ايليلتن بمعدل 96 بالمائة، حسب سلم التنقيط، وفقا للمعايير والشروط المحددة، وآيث خليفة التابعة لبلدية أبي يوسف بمعدل 95.75 بالمائة، حيث استطاعت هذه القرى المنعزلة الواقعة بالمرتفعات الجبلية أن تفوز في المسابقة بقلة إمكانياتها، ليُمنح لها مبلغ مالي قيمته 5 ملايين دينار لكل قرية. وحسب مسؤول لجنة البيئة والصحة، فقد تم من أصل 12 بلدية مشاركة، اختيار 4 بلديات تستجيب لمعايير النظافة المحددة من طرف اللجنة في المرحلة الأولى، ليتم فيما بعد اختيار بلدية أزفون كأنظف بلدية فازت بجائزة قدرها 10 ملايين دج، حيث حظيت حسب سلم التنقيط ب73.62 في المائة، وأوضح السيد لمصلة محمد، رئيس لجنة البيئة والصحة، أن اختيار أعضاء اللجنة لهذه القرى والبلدية أنجز وفق نقاط هامة تتركز حول نظافة وتهيئة الطرق، الأماكن العمومية، الينابيع الطبيعية، تهيئة المقابر، إلى جانب النصب التذكارية وغيرها بالنسبة للقرى، مقابل اعتبار نقاط أخرى في اختيار أنظف مدينة، منها مساحات خضراء، أماكن عمومية، نظافة المراحيض العمومية، تسيير النفايات وغيرها. كما تم في إطار هذه المسابقة المنظمة في طبعتها الجديدة هذه السنة، التي أطلق عليها اسم رئيس المجلس الشعبي الولائي الراحل رابح عيسات الذي اغتيل في أكتوبر 2006 بمقهى في بلدية عين الزاوية بتيزي وزو، منح جائزة تشجيعية لقريتين ومدينة، بمبادرة والي تيزي وزو، السيد عبد القادر بوعزغي، حيث تم اختيار بلدية تيزي راشد كأنظف مدينة منحت لها جائزة قدرها 10 ملايين دج، وقريتي آث زالال التابعة لبلدية صوامع وتخليجث التابعة لبلدية أبي يوسف كأنظف قرى، وحظيتا بمبلغ مالي قدره 5 ملايين دج. كما تم في إطار هذه المسابقة استحضار مناقب الراحل رابح عيسات، حيث تم تكريمه بمنح أحد أفراد عائلته شهادة تقديرية وزربية آث هيشام تقديرا وعرفانا لما قدمه خلال توليه منصب رئاسة المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو، لخدمة وتنمية الولاية. وقدم الوالي كلمة بالمناسبة دعا خلالها إلى الحفاظ على المحيط والبيئة بالولاية، مع التحسيس ودفع المواطنين إلى خلق في نفوسهم روح حب الطبيعة وإبقائها نظيفة، مشيرا إلى أن وضع البيئة في حالة خطر ويتطلب دق ناقوس الخطر، نظرا لما آلت إليه، وهو ما يظهر على حواف الطرق، المفارغ العشوائية الموزعة بعدة مناطق ومراكز الردم التقنية التي لم يتم بعد إيجاد أرضية لإنجازها، مؤكدا أنه يجب العمل سويا من أجل حماية صحة المواطن بالولاية التي باتت في خطر حقيقي أمام التنامي الكبير للمفارغ وغياب حس النظافة. وأضاف الوالي أن المشكل لا يتوقف على الإمكانيات طالما أن تيزي وزو استفادت خلال السنوات العشر الأخيرة من مبلغ مالي قدره 4 ملايير دج للتكفل بالبيئة، إلى جانب القيام خلال السنوات الأربع الماضية بنحو 50 عملية تطوعية لتنظيف الشوراع والأحياء التي تم إثرها جمع 190 ألف طن من النفايات وتسخير 76 ألف قطعة عتاد لإنجاز العمليات، لكن لايزال المشكل قائما، مما يتطلب إعادة دراسة الاستراتيجية وتنظيم جديد للإمكانيات المادية والبشرية لإيجاد حل. من جهته رئيس المجلس الشعبي الولائي الذي بادر رفقة أعضاء المجلس بإعادة إ حياء هذه المسابقة بعد سنوات من الغياب، دعا إلى العمل من أجل تنظيف الولاية والقضاء على النفايات المشوهة للقرى ومدن المنطقة، مشيرا إلى أنه تم اختيار تاريخ منح الجوائز يوم 13 أكتوبر المصادف لتاريخ اغتيال عيسات إيدير، حيث قال؛ إن الموعد سيتجدد كل سنة في نفس المكان ونفس الموعد بغية توسيع التظاهرة لتشمل أنظف حي بالمدن، بغية ترسيخ ثقافة الحفاظ على البيئة والحد من مشكل تراكم النفايات بمختلف الأحياء، وأضاف أن الولاية تضم نحو 58 جمعية ناشطة في إطار حماية البيئة، وبفضل هذه المبادرة التي ستساهم في خلق حماس ورغبة لدى المواطنين للمشاركة عبر حملات التنظيف التي في حال شموليتها ستثمر لنتائج تعود بالفائدة على صحة المواطن والمحيط معا، مؤكدا أن البلديات والقرى الفائزة ستستغل الأظرفة المالية في خدمة التنمية وتحقيق مطالب السكان، أما بالنسبة لتلك التي لم يسعفها الحظ، فقد قامت بخدمة السكان وتنظيف قراهم ومدنهم. للتذكير، فقد عادت جائزة أنظف قرية خلال مسابقة 2007 في طبعتها الأولى لقرية زوبقة من بلدية إيليلتن وجائزة أنظف مدينة عادت لبلدية تيزي راشد. وقد استمتع الجمهور الوافد إلى دار الثقافة من رؤساء الدوائر، مديري مختلف القطاعات، لجان القرى، المواطنين وغيرهم، بأداء الفنان مالك قزوي الذي أمتع الحضور بأغان خاصة بالبيئة، الجمال والنظافة، كما أدخل الفكاهي خالد بارازر الفرحة إلى قلوب الحضور بقصصه وحكاياته التي طبعتها الفكاهة، الضحك والحكمة.