تعاني عديد الأسر في المجتمعات من مشاكل اجتماعية جمة خصوصا أمام تفاقم حالات الطلاق وتدني المستوى الاجتماعي، إضافة إلى مشاكل أخرى غزت الكثير من العائلات في الآونة الأخيرة ما حتم على البعض منها ترك الأبناء والأولياء بين أياد مجهولة إلا أن عمل الجمعيات الخيرية ساهم في مساعدة البعض من هذه العائلات وأفرادها من اجل التقليص من حجم هذه المشاكل وجمعية حماية الطفولة والشيخوخة لولاية باتنة من بين هذه الجمعيات التي عملت وبكل جهد من اجل حماية ومساعدة هذه الفئة الأكثر ضررا في مجتمعاتنا وعلى إثر هذا ارتأت السياسي إجراء هذا الحوار مع رئيسة الجمعية نريمان قلاتي وهذا من أجل التعرف أكثر على هذه الجمعية والنشاطات المقدمة لفائدة الأطفال والشيخوخة. السياسي : بداية أعطِنا فكرة عن نشأة الجمعية جمعية حماية الطفولة والشيخوخة لولاية باتنة هي جمعية خيرية ذات طابع اجتماعي تأسست في سنة 1988 تحت رئاسة السبع النذير سابقا بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي وتم تجديد المكتب سنة 2006 وتم تنصيبي كرئيسة للجمعية بعد أن كنت عضوا بها، وعن فكرة تأسيسها جاءت نتيجة الأوضاع والمشاكل الاجتماعية الكبيرة التي كانت سائدة في تلك الفترة. وماذا عن النشاطات التي تقومون بها؟ بخصوص نشاطات الجمعية فهي متعددة ومتنوعة ومعظمها تصب فيما هو اجتماعي وهذا كون جمعيتنا خيرية ذات طابع اجتماعي ومن بين النشاطات والأعمال الخيرية التي نقوم بها مساعدة العائلات المعوزة والنساء المطلقات والأرامل ونعمل على مد يد العون خاصة لذوي الدخل المحدود ومساعدة النساء غير القادرات على إعالة أبنائهن، كما نقوم أيضا بمساعدة المراكز التابعة للنشاط الاجتماعي، ومن جانب آخر نقوم بحملات تحسيسية في المدارس خصوصا لتوعية الأطفال بمخاطر حوادث المرور والآفات الاجتماعية كالتدخين والمخدرات وغيرها وهناك أيضا مسابقات مخصصة لفائدة الأطفال المكفوفين وهذا لإدماجهم في الوسط الاجتماعي، حيث أجرينا مسابقات في مدرسة ابتدائية ومركز الأطفال المكفوفين لولاية باتنة. من خلال هذه النشاطات فيما تتمثل أهدافكم؟ هناك عدة أهداف نسعى لتحقيقها من خلال هذه النشاطات والأعمال الخيرية، حيث قمنا بتسطيرها منذ تأسيس جمعيتنا في سنة 1988 ومن بين هذه الأهداف المسطرة إدماج الأطفال في وسط اجتماعي يسوده الدفء العائلي، بالخصوص الفئات التي تعاني من مشاكل سواء كانت اجتماعية أو غير ذلك، هذا فيما يخص جانب الأطفال أما جانب الشيخوخة فنحن نهدف إلى خدمة حوالي 60 في المئة من الفئة المتواجدة على مستوى مركز الشيخوخة وذلك لمساندة هؤلاء الأشخاص المتواجدين بمركز الشيخوخة وتوفير الجو العائلي حتى لا يشعر المسن بالوحدة والتهميش، كما نحاول في البداية إعادة المسنين إلى عائلاتهم الحقيقية قبل وصولهم إلى المركز وإن سجلنا إصرار العائلة على ترك مسنيها في المركز فنقوم نحن كجمعية حماية الطفولة والشيخوخة بتعويض ذلك الجو العائلي، ومن جانب آخر نعمل على القضاء على النقائص التي لم يتمكن مركز الشيخوخة من توفيرها وهدفنا من كل هذا هو إدماج هذه الفئة في وسط تغيب فيه معظم المشاكل والنقائص لتعويضه النقص والدفء العائلي الذي حرم منه المسن في وسطه الاجتماعي. فيما يخص الإعانات المقدمة للجمعية ما مصدرها؟ تعتمد جمعيتنا على بعض الإعانات والتي لا يمكن إنكارها ومن بين هذه المساعدات تلك المقدمة من طرف المجلس الشعبي الولائي لولاية باتنة ونحن بدورنا قدمناها للأطفال والنساء المعوزين والأشخاص المتواجدين على مستوى مركز الشيخوخة للولاية، كما نشطنا أيضا حفلا لهم وهذا من أجل إدخال الفرحة لقلوبهم، كما لا ننسى إعانات البعض من المرضى الذين ساهموا بتوفير الكرسي المتحرك لبعض المعاقين والعاجزين عن الحركة. هل من مشاكل تعيق نشاطات الجمعية؟ في الواقع لا يوجد جمعية تخلو من مشاكل إلا أن المشكل الأساسي الذي نعاني منه هو غياب مقر للجمعية، ما أجبرنا على استئجار محل لمواصلة عملنا الخيري ونحن متأسفون من افتقارنا لمقر قار لأنه كان بإمكاننا أن نضيف أموال الكراء هذه لفائدة هؤلاء المعوزين. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا هذا أشكركم جزيل الشكر على هذه الإطلالة الإعلامية التي أعطت فرصة لجمعيتنا من أجل إيصال صوتها وتكثيف العمل الجمعوي الخيري ونتمنى أن تعمل مختلف الجمعيات في إطار منظم ونحن اليوم نسعى لوضع اليد في اليد للرفع من قيمة العمل الجمعوي وتحقيق الخير لهذه الفئات المعوزة والمحتاجة له