تشهد وكالات كراء السيارات، خلال السنوات الأخيرة، إقبالا كبيرا من طرف المواطنين خاصة من طرف فئة الشباب منهم، إلا أن هذه الظاهرة أخذت أبعادا جديدة غير تلك التي كانت تبدو عليها في السابق من حيث الفئات الطالبة لهذا النوع من الخدمة لدى الوكالات، فهناك من يلجأ إليها لحل مشكلة النقل، ومنهم من يستعملها للتنقل خلال نهاية الأسبوع وقضاء أوقات مريحة رفقة العائلة أو الأصدقاء، إلا أن مقصد الشباب لهذه الأخيرة في هذه الأيام أصبح لقضاء اليوم والتجول بين الأحياء وحتى بين الولايات وغيرها من الأماكن والتباهي بها، وأمام انتشار هذه الظاهرة في وسطنا الاجتماعي، استطلعت السياسي آراء بعض المواطنين وأصحاب وكالات كراء السيارات حول الموضوع. ووسط هذا الانتشار الواسع الذي شهدته محلات كراء السيارات، قامت السياسي بجولة استطلاعية، لمعرفة وجهة نظر المواطنين، خاصة الشباب منهم، في هذه الظاهرة، ليقول في هذا الصدد مروان من العاصمة إن هذه الوكالات أتاحت لنا فرصة التنقل وبكل حرية، فقد ساهم انتشار هذه الوكالات في ضمان سفر مريح بعيدا عن زحمة الحافلات ، اما ياسين، فقد أعرب عن استحسانه لهذا الامر خاصة وأن أسعار كراء السيارات لم يعد كما كان في السابق وأنا شخصيا اقوم بذلك خاصة في نهاية الأسبوع وهذا للالتقاء بأصدقائي ممن درسوا معي في الجامعة، حتى نحافظ على صداقتنا والتواصل فيما بيننا، بعيدا عن الضجيج والزحام بحثا عن الراحة والهدوء، وبما أننا جميعا موظفون بسطاء ولا يملك أي واحد منا سيارة، رأينا في كراء واحدة من وكالات كراء السيارات حلا مناسبا، فلا نضطر إلى البحث عن كلونديستان يقلنا في كل مرة الى وجهتنا المطلوبة ، و امام اعترافات العديد من المواطنين بأهمية عملية كراء السيارات، كانت لنا وقفة اخرى مع بعض المواطنين الذين هم ضد هذه الفكرة، لتقول في هذا الصدد جميلة، 45 سنة، إن بعض الشباب استغل فرصة كراء السيارات من اجل التباهي وإغراء الفتيات، خاصة المراهقات منهن، فتجد الكثير من الشباب يتجهون بالقرب من المدارس لجلب الأنظار، فيعمدون لكراء السيارات، ليجوبوا بها الشوارع بسرعة جنونية أو استعمالها في أمور غير أخلاقية كالتي نلاحظها على أبواب العديد من الإكماليات والثانويات . فئة الشباب الأكثر إقبالا على الكراء وفي خضم هذه الآراء التي استحسن فيها معظم الشباب فكرة كراء السيارات، توجهنا إلى إحدى الوكالات الخاصة بكراء السيارات، لمعرفة الفئات المقبلة على الوكالات والأسعار التي توفرها، ليقول في هذا الصدد سيد علي، صاحب إحدى الوكالات ببلدية الشراڤة إن نشاطنا كان محدودا نوعا ما في السنوات الماضية ، وعن أهم ممارسيها، يؤكد المتحدث أن أغلب أصحاب تلك الوكالات هم شباب في مقتبل العمر استثمروا ما لديهم من مال في كراء السيارات، حيث نجد منهم من يقوم باستيراد السيارات والقيام بكرائها من خلال وكالات خاصة وأصبح هذا النشاط يدّر عليهم أرباحا طائلة، فقد وجد منها بعض الشباب تجارة مربحة، مضيفا انه من أهم الفئات إقبالا على هذه الوكالات هم من الشباب خاصة، على غرار الفئات الاخرى التي تلجأ الى كراء السيارات عند الضرورة مثل المناسبات او غير ذلك على عكس الشباب وبخصوص الأسعار، يقول أمين، عامل بإحدى وكالات كراء السيارات بدالي إبراهيم، أنها تختلف باختلاف نوع السيارة ومدة كرائها، فسعر كراء سيارة عادية لا يقل عن 3500 دينار لليوم الواحد ويزيد حسب طراز السيارة. حوادث المرور أكثر ما يخشاه أصحاب الوكالات ووسط هذا الإقبال الذي تشهده مختلف وكالات السيارات من طرف الشباب خاصة، يقول طارق، صاحب وكالة لكراء السيارات، أن حوادث المرور هي أكثر ما يخشاه أصحاب الوكالات، أما عن الضمانات التي تكون بحوزة الوكالة، فما هي الا عبارة عن وثائق شخصية للفرد، وفي هذا الصدد، يضيف سيد علي قائلا لقد اصبح العديد من الشباب المتحصلين على شهادة سياقة حديثة لا يكترثون بما قد يلحق بالسيارة وهو الأمر الذي زاد من حدّة تخوف اصحاب الوكالات خاصة وان الشباب لا يصرحون بالحوادث التي قد تلحق بالسيارات، لتفادي الغرامة وغير ذلك، وهو الأمر الذي اجبر بعض الوكالات على عدم استئجارها، لتفادي كل المشاكل التي تتعلق بهذا الأمر ، وعن إمكانية كراء السيارات لشباب تحصلوا مؤخرا على رخصة سياقة، يؤكد امين أنه يتفادى هذه الامور وذلك لتجنّب حوادث، إلا أنه يكشف أنه وبالموازاة، توجد بعض الوكالات التي تقوم بكراء السيارات لشباب لديهم رخصة سياقة جديدة الصدور، فأحيانا ترجع السيارة التي تستأجر للشاب وهي معرضة لحادث، خاصة وان بعض الشباب لا يكترثون لحالة هذه السيارة وذلك لعلمهم انها ليست ملكا لهم ولا يحافظون عليها ما يكبد صاحب الوكالة خسارة في إعادة إصلاحها في حال تعرضت لحادث معين، لذا، فأنا أحاول كراء السيارة لمن أرى أنه بحاجة إليها ويحافظ عليها على أن تكون شهادة السياقة للشخص الذي يريد كراء السيارة قديمة، حتى نتفادى هذه المشاكل .