يكون عشاق الفن الأصيل أمسية السبت المقبل، على موعد مع النغمة البدوية الوهرانية، وذلك في إطار الوقفة التكريمية التي تنظمها وزارة الثقافة تحت إشراف الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، تخليدا لهذا الفن ولرواده الذين سعوا للحفاظ على التراث الموسيقي الجزائري. تشهد قاعة ابن زيدون برياض الفتح خلال هذه السهرة التكريمية، التي دأبت وزارة الثقافة على تنظيمها، حفلا فنيا ساهرا يحيه نخبة من نجوم الأغنية البدوية، على رأسهم عبد القادر خالدي، وهو واحد من الفنانين الجزائريين الذي واصلوا مهمة الحفاظ على هذا التراث الخالد، مع إدخاله لبعض الآلات العصرية والحديثة، وأثمر جهده الفني إصدار ما يقارب ال50 ألبوما غنائيا منذ الثمانينيات، كما يشارك الفنان في هذه السهرة كل من حجاج حورية، رسين محمد، تجار محمد، شقار الشيخ وبوزيد الحاج، تحت قيادة المايسترو باي بكاي، والذين سيرحلون بعشاق الطرب إلى أغاني الزمن الجميل من التراث الجزائري. كما يتزامن هذا الحفل مع صدور علبة اسطوانات تضم مجموعة من الأغاني البدوية الوهرانية، فضلا عن تسليم درع التكريم من طرف وزيرة الثقافة خليدة تومي إلى كل من الفنانين خالد ميهوب، وميلود بوكرين عرفانا لما قدماه للأغنية البدوية، التي تعبر عن ثقافة وأصالة الفن الجزائري الأصيل، هذه الأغنية التي يمر أكثر من قرن على ميلادها وبالضبط في 1910، على يد الشيخ محمد السنوسي والشيخان ولد المنور وولد الزاوي، إلى جانب بن حميدة وحمادة، حيث تتضمن الموسيقى البدوية أنماط «الصحراوي»، «الشاوي»، «القبائلي»، «الغربي» و»الوهراني»، وتتميز باستخدام آلات موسيقية تقليدية، مثل «الفلال» و»البندير». شيوخ وضعوا بصمات خالدة على الأغنية البدوية، من بينهم الشيخ عبد القادر الخالدي 1896 1964، سليل منطقة معسكر، والذي اشتهر بالقصائد الغزلية، التي تغنى فيها بمحبوبته «بختة»، حيث كتب فيها ما لا يقل عن 50 قصيدة، إلى جانب الشيخ حمادة وإسمه الحقيقي الحاج محمد الغوايشي 1886 1968، أصيل منطقة مستغانم، أحد الشعراء القلائل والمهمين الذين ساهموا في تطوير الشعر الملحون، والأغنية البدوية، والشيخ الجيلالي من عين تادلس والهاشمي بسمير وبن مسايب ابن مدينة تلمسان، إضافة إلى الفنان الكبير خليفي أحمد صاحب الأغنية الشهيرة «حيزية» و»قلبي تفكر عربان رحالة»، وهي الأغاني التي أهلته ليكون سفيرا أول للأغنية الجزائرية بشهادة كبار الفنانين، وتربعه على عرش الأغنية البدوية.