- طالبة جامعية من غزة: لا مفر أمامنا سوى المقاومة أو الشهادة - صحفية تروي يوميات عملها وسط الجثث والجرحى والقصف - دماء الجزائر تختلط بالفلسطينيين في غزة - سكان غزة: نشكر الجزائر حكومة وشعبا على مواقفها الثابتة مع فلسطين وسط نيران الاحتلال الصهيوني والدمار المنتشر كالنار في الهشيم في كل أرجاء قطاع غزة، والأشلاء المتناثرة هنا وهنا لبقايا أطراف الأطفال والنساء والشيوخ والشباب والذين بلغ عددهم أزيد من 600 شهيد وسقوط أكثر من 2000 جريح، يرفع سكان غزة سبابة الشهادة ويؤكدون أنه، رغم العدوان الصهيوني والحصار، سنظل صامدين في وجه الأعداء. وقد نقل لنا العديد من الناجين من مجزرة الشجاعية، التي نفذها الكيان الغاصب، شهادات حية من قلب غزة الجريحة، التي تقاوم دولة الاحتلال بشهدائها، بدمائها، ببرتقالها الملغم في وجه الصهاينة، لازالت صامدة رغم المجازر الصهيونية، آخرها مجزرة الشجاعية قبل يومين والتي راح ضحيتها أزيد من 100 شهيد في دقائق، السياسي تنقل من قلب غزة شهادات ناجين من المذبحة، اتصلت بهم لتروي تفاصيل مروعة تبقى عارا في جبين الإنسانية والعالم الذي يتبجّح بالديمقراطية وحقوق الإنسان. تعيش غزة على واقع بدون ماء ولا كهرباء ولا هواء نقي ولا حتى الحياة.. كل شيء تحت نيران الكيان الصهيوني، فآلاف السكان يعيشون كارثة إنسانية حقيقية أمام عدسات وكاميرات العالم. اسماء ... ناجية من مجزرة الشجاعية تروي ل السياسي تفاصيل مروعة عن المجزرة تروي أسماء بسيم، إحدى الناجيات من مذبحة الشجاعية ل السياسي ، تفاصيل استهداف منزلها بمعية عشرات المساكن في قطاع غزة، مؤكدة أن هناك مشاهد مروعة لا تخطر على بال أي إنسان عادي، عن كيفية تحول المكان بعد القصف الكثيف بالمدفعية الصهيونية والذي خلّف مجزرة راح ضحيتها أزيد من 100 شهيد، فضلا عن مئات الجرحى. وقالت أنها نجت من الموت بأعجوبة كبيرة خاصة مع توالي القصف الكثيف في كافة أنحاء القطاع ككل وحي الشجاعية بصفة خاصة، والذي دام من الفجر حتى منتصف الليل، موضحة أنها استطاعت الخروج من حي الشجاعية تحت القصف قائلة البيت ينزل على رأسك بصواريخ صهيونية دمرت بيوتنا كاملة، بقينا نهرب من بيت إلى آخر حتى الشوارع لم تكن الاستثناء، يقصفوننا في الشوارع بالصواريخ أيضا، هربنا بعد ذلك إلى شقة سكنية في شاطئ البحر، ساعة فقط وتقصف الشقة ونحن فيها لنرى الموت مرة أخرى وبحماية الله وبأعجوبة نجونا، خرجنا لنرى أشلاء مقطعة أمامنا هنا وهناك، خرجنا طالبين النجدة من مستشفى الشفاء ، نطلب النجدة ومازال الطيران من فوقنا والأطفال والنساء من حولنا يبكون والخوف الشديد يسيطر على دقات قلوبنا، ولا نعلم من منا ميت ومن منا على قيد الحياة، 4 صواريخ تنزل علينا في يوم واحد ونجينا، والحمد الله، لا أعلم ما الذي جرى معنا ولكن الموت والحياة كان خيطا بسيطا بيننا بهذه اللحظة، استطعت الوصول إلى بيت أهلي وكلي أسى وألم، تاركة أنقاض بيتي من خلفي وحكاية فرحتي التي لم تكتمل من جراء هذا المجزرة التي هزت قلوبنا وخلّفت الترويع وسط النساء والأطفال . رغم هذه الآلام والأسى التي كانت ترويها أسماء، إلا أنها هللت بفرحة منقطعة النظير بعد سماعها لبشرى اختطاف المقاومة لجندي صهيوني، والذي سيكون ورقة ضغط وأمل بالنسبة للشعب الفلسطيني من أجل تحرير الأسرى في سجون الاحتلال الغاصب. وتطرقت الناجية أسماء إلى وضعية وحال قطاع غزة وحي الشجاعية بعد نهاية المجزرة، وتوقف القصف لدقائق، قائلا والله، لقد تغيّرت معالم منطقتي في الشجاعية لقد حرقوها بقهرهم ، مضيفة ..الحمد لله، بعد أن نجانا من هذه المجزرة، نحن الآن نعيش بدون كهرباء بسبب قصف الأسلاك الرئيسية للكهرباء من قبل المدفعية الصهيونية ، مضيفة والله، العيشة بغزة غير صالحة للحياة الآدمية، خاصة أنه لا كهرباء ولا ماء وصواريخ طيران نازلة وقذائف مدفعية طالعة والله لو اي احد بالعالم حاول ان يعيش فقط 24 ساعة معنا لن يتحمّل ويهرب من الوضع ، وبرباطة جأش، تواصل الناجية من مجزرة الشجاعية رواية تفاصيل الحياة بغزة قائلة انه ورغم كل هذا الدمار وهذا الحصار والحرب التي نعيشها، إلا إنا صامدون وصابرون ومستحيل أن نخضع او نتنازل وسنظل صامدين لآخر نفس فينا والمعنويات عالية، والحمد لله، وإيماننا بالله قوي، وبإذن الله، النصر قريب وسيفرجها الله علينا . طالبة جامعية من غزة ل السياسي: لا مفر أمامنا سوى المقاومة أو الشهادة غير بعيد عمّا روته الناجية من مجزرة حي الشجاعية، قالت إسراء العرعير، طالبة جامعية في غزة، إنه لا يمكن العيش في القطاع بعد مرور 15 يوما من القصف المتوالي والكثيف ضد منازلنا ، معبرة عن امتعاضها وألمها الشديد من هذا العدوان الغاشم، قائلة تخيل أن تعيش يومين دون كهرباء، الحياة منعدمة كليا في القطاع وفوق هذا، القذائف والصواريخ من كل الجهات ، وتضيف بمجرد أن تفكر في الخروج، تتخيل صاروخا يسقط عليك، فلا مفر أمامك سوى البقاء في البيت وانتظار الشهادة وحتى شبكة الهاتف منعدمة، حيث يتعذر عليك الاتصال بالأهل والأصدقاء، فتبقى حائرا هل استشهدوا أم لازالوا على قيد الحياة؟ ، ورغم الأسى وحجم الألم، إلا أن بصيص الأمل والحياة لازال يتقد في فلسطين والقطاع من خلال قولها رغم هذا كله، سنبقى صامدين في وجه العدو . صحفية تروي يوميات عملها مع الجثث والجرحى والقصف بعد شهادات كل من أسماء وإسراء، قالت من جهتها، الصحفية المصورة روان الطهراوي ل السياسي ، والتي تعمل في فضائية رابعةى الفلسطينية، أنها منذ بداية القصف وهي متواجدة على مستوى مجمع الشفاء الطبي والحالات التي تصل إلى المستشفى لا يمكن للعين أن تمعن النظر فيها من بشاعة المنظر وقساوته، خاصة الأطفال، قائلة: أكون بين موقفين، هل ألتقط الصور للأطفال والنساء الذين يحرقون أمامي من أجل توصيل هذه المشاهد إلى العالم لرؤية بشاعة الجرائم الصهيونية؟، أم أقوم بمساعدة المنقذين لإنقاذ من يمكن إنقاذه ، وقالت أن قلبها يحترق ولا تمتلك دموعها عندما ترى المشاهد المروعة أمامها، وتواصل سرد يومياتها مع التزاماتها المهنية ومشاعرها الإنسانية، قائلة انه و بعد تغيير ملابسي الملطخة بالدماء، أعود إلى منزلي المتواجد في الجهة الشرقية من غزة، إن وجدته قائما طبعا، مغطى بكثافة دخان القذائف التي أطلقت في مكان قريب منه، فضلا عن انتشار رائحة الغازات في كل مكان ، وأكدت انه بعد انتقالها وسط الركام والأنقاض، تتوجه إلى مستشفى الشفاء لتصوير مشاهد الجرحى وأشلاء القتلى في المستشفى، مؤكدة انه رغم كل هذه الجراح، إلا أن الأطفال لديهم عزيمة ولم يستسلموا، موضحة أنها صادفت احد الأطفال أثناء تصويرها للدمار الذي لحق بأحد المباني أمام المشفى، وطلب مني التقاط صورة وهو يضحك ويشير بإصبعيه شعار النصر . من جهتها، سردت زهرة إبراهيم، وهي أستاذة في طور المتوسط بقطاع غزة ل السياسي يومياتها مع القصف والأوضاع المزرية في القطاع، حيث قالت: إن الحياة منعدمة، حتى الحيوانات لا يمكنها التحمّل، فعلى غرار القصف الذي حرمنا من النوم وألزمنا جميعنا البيت، لا ماء ولا كهرباء وإن عادت الكهرباء، فإنها تبقى لنصف ساعة على الأكثر، فضلا عن أن جميع المحلات مغلقة ، مؤكدة أنه لولا أنها تدخّر بعض المواد الغذائية لمات أطفالي من الجوع ، لكل رغم كل هذه الأوضاع، تضيف زهرة سنبقى واقفين وقد مررنا بهذا من قبل وتخطيناه . سكان غزة ل السياسي : نشكر الجزائر حكومة وشعبا لوقوفها الثابت مع القضية الفلسطينية وأعربت المتحدثة عن شكرها الجزيل للجزائر حكومة وشعبا، عن مواقفها الثابتة والتي لا تتغير مع القضية الفلسطينية، قائلة يكفينا دعم الجزائر للقضية دائما والمساعدات المالية التي تمنحها للقطاع منذ بدء الحصار عليه، على غرار تمويل الكهرباء التي يعاني منها القطاع بشكل كبير، وكذلك مواقفها الثابتة تجاه القضية، كما أن الشعب الجزائري معروف بمساندته المميزة للقضية في جميع المواقف والظروف، فتحية شكر للجزائر حكومة وشعبا ، في حين انتقدت بعض المواقف العربية قائلة أنها لم تعرف تغييرا مهما تأزمت الأوضاع، فنفس المواقف عرفناها بالأمس في عدوان 2009 تتكرر اليوم، هناك خذلان وسكوت عربي في ظل هول ما يحدث بالقطاع، والأدهى والأمر من ذلك، وجود تواطؤ لبعض الدول العربية التي لها علاقات مع الكيان الصهيوني والتي تؤيده بطريقة مباشرة وتدعمه إعلاميا وربما حتى ميدانيا، فإسرائيل تمادت لان الدول العربية صمتت عن جرائمها . دماء جزائرية تمتزج بدماء شهداء غزة سقط أول شهيد جزائري خلال العدوان الصهيوني على قطاع غزة، حيث أعلن الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية، عبد العزيز بن علي الشريف، أول أمس، عن استشهاد طفل جزائري يبلغ من العمر ثلاث سنوات، إثر قصف إسرائيلي في محافظة رفح، وقال بن علي الشريف إن الجزائر تؤكد، للأسف بعد الاتصال بالعائلة، نبأ استشهاد الطفل عبد الله يوسف عبد الجبار الدراجي، البالغ من العمر ثلاث سنوات، على إثر قصف إسرائيلي من طائرات حربية في محافظة رفح ، ويضيف أن الطفل الشهيد سيدفن في مقبرة الشهداء في محافظة رفح ، وأشار المتحدث إلى أن السفارة الجزائرية بالقاهرة كانت قد عرضت على عائلة الضحية إجلاءها للجزائر ضمن الدفعة الأولى للعائلات الجزائرية، غير أن الأخيرة رفضت ذلك، مفضّلة البقاء مع الفلسطينيين من أهل غزة . على صعيد آخر، وصلت الى ارض الوطن عائلتان من ستة أفراد نجحت مصالحنا الدبلوماسية في إجلائهم من غزة.