انتهت قصة الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين من طرف جماعة التوحيد والجهاد بمدينة غاو شمال مالي ، حيث تم أمس إطلاق سراح آخر رهينتين محتجزتين وتسليمهما إلى السلطات الجزائرية، ويكون بذالك قد مر سنتين وما يقارب 5 أشهر عن تاريخ اختطاف أعضاء الدبلوماسية الجزائريةبمالي الذين اختفت إخبارهم خلال الفترة الأخيرة فيما بقيت الخارجية الجزائرية تؤكد في كل مرة أنها لا تزال تبذل كل مجهودات مؤكدة أنها ستجد حل لهذه القضية، وكانت السلطات العليا تتبع عن كثب تطور القضية وتولي لها أهمية خاصة، وتكللت هذه المجهودات المبذولة بانفراج هذه الأزمة وعودة المختطفين إلى الجزائر . تحرير آخر الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين بشمال مالي أعلنت وزارة الخارجية،أمس، عن إطلاق سراح آخر الدبلوماسيين الجزائريين، المختطفين بمدينة غاو شمال مالي، فيما توفي القنصل العام اثر مرض مزمن، حيث أعربت الحكومة الجزائرية عن تعازيها لأهالي الضحيتين بوعلام سيايس وطاهر تواتي اللذين تم اعدمهما بتاريخ أوت 2013. وأوضحت الخارجية الجزائرية في بيان لها، أمس، انه تم إطلاق سراح وتحرير 2 من بين ثلاثة دبلوماسيين، اختطفتهم جماعة مسلحة في مالي منذ شهر 6 أفريل 2012، المتمثلين في كل من الدبلوماسيين مراد غساس وقدور ميلود، فيما توفي القنصل العام بوعلام سايس إثر مرض مزمن حسب معلومات استقتها السلطات الجزائرية من مالي، كما يفيد ذات البيان مقتل نائب القنصل العام طاهر تواتي على يد المختطفين من الجماعة الإرهابية. وجاء الإفراج عن الدبلوماسيين مراد قساس وقدور ميلودي الذي يأتي بعد الإفراج عن الرهائن الثلاثة الذي تم بعد بضعة أيام من اختطافهم بعد جهود مكثفة ودؤوبة من قبل مؤسسات الدولة في سرية تامة وتحت الإشراف المباشر لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة . و أضاف ذات المصدر ،انه في ظل هذه الظروف الأليمة تجدد الحكومة الجزائرية تعازيها الصادقة لعائلتي الدبلوماسيين المغتالين وتؤكد لهما دعمها الكامل، كما تنحني أمام روحي شهيدي الواجب وتشيد بتفانيهما في أداء واجبهما في خدمة الأمة. وأشار بيان وزارة الشؤون الخارجية إلى أن الحكومة تذكر انه طوال فترة الاحتجاز لم تدخر السلطات الجزائرية المختصة جهدا للحصول على إطلاق سراح الدبلوماسيين دون قيد أو شرط، موضحا أن هذا الإفراج جاء احتراما للموقف العقائدي للبلاد والتزاماتها الدولية برفض دفع الفدية. وخلص نفس المصدر أن الحكومة الجزائرية تشكر كل الإرادات الحسنة التي سمحت بالتوصل إلى الإفراج عن الرهائن، مؤكدة ضرورة مواصلة دون هوادة مكافحة الإرهاب ومختلف تفرعاته المتمثلة في تهريب المخدرات والجريمة المنظمة في منطقة الساحل وعبر كامل المناطق الأخرى في القارة والعالم، مجددة نداءها إلى تعزيز التعاون الدولي للقضاء على هذه الظواهر. السياسي تنشر كرنولوجيا اختطاف الديبلوماسيين وتعود وقائع قضية الاختطاف إلى تاريخ 5 أفريل 2012، أين تم اختطاف سبعة دبلوماسيين جزائريين خلال هجوم على القنصلية الجزائرية في مدينة غاو شمال مالي، لتقوم جماعة منشقة عن تنظيم على ما يسمى بتنظيم القاعدة تطلق على نفسها حركة التوحيد والجهاد يوم 8 أفريل 2012 بإعلان مسؤوليتها عن عملية اختطاف القنصل الجزائري بوعلام سايس وستة من معاونيه، وكانت السلطات الجزائرية قد قامت بنقل عائلات المختطفين إلى العاصمة وأكدت انهم كلهم سالمون، كما صرح آنذاك وزير الخارجية مراد مدلسي أن الحكومة تعهدت ببذل كل ما يسعها لإعادة مواطنيها إلى بلادهم. وقامت حركة التوحيد والجهاد بتاريخ 15 جويلية 2012 بالإفراج عن ثلاثة من الدبلوماسيين الجزائريين بعد مفاوضات مع وزارة الخارجية فيما قامت بتاريخ أوت 2013، بالإعلان عن إعدام الدبلوماسي طاهر تواتي، بعد أن طلبت الحركة الإفراج عن القيادي في القاعدة أبو إسحاق السوفي، الذي اعتقل في 15 أوت جنوبالجزائر رفقة مساعديه، وكان الدبلوماسي الطاهر تواتي قد ظهر في شريط فيديو بثته حركة التوحيد والجهاد بتاريخ جانفي 2013 حيث أطلقت لحيته وكان يرتدي عباءة بيانا دعا فيه الشعب الجزائري، كما ظهر في التسجيل القنصل الجزائري العام في مدينة غاو بشمال مالي، بوعلام سايس، وتحدث في التسجيل بشكل غير مسموع ولم يكن صوته واضحا، إلى جانب ظهور مسلحين خلف الرهائن ينتمون لحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا وجزء من أسلحتهم، ولم يظهر الشريط وجوههم كما لم يتحدث خلال الشريط أي من المسلحين. وشكلت هذه المسألة انشغالا دائما لدى أعلى هرم في الدولة الجزائرية التي كانت تتابع عن كثب تطور الجهود المبذولة من أجل تحرير الدبلوماسيين، الذين تم استهدافهم خلال أدائهم واجبهم المهني، وكلف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وزير الخارجية شخصيا بان يؤكد التضامن الكامل وتضامنه الشخصي مع عائلات الرهائن المحتجزين.
سعود: الدبلوماسية الجزائرية تعاملت بحنكة مع قضية الرهائن من جهته، أكد المحلل السياسي، صالح سعود، أن المتتبع لمسار الدبلوماسية الجزائرية سواء في محيطها الإقليمي أو الدولي أو على مستوى المنظمات الدولية يدرك أنها ظلت متمسكة بمبادئ عدم التدخل في شؤون الآخرين وعدم الخضوع إلى أي نوع من الابتزاز من قبل الآخرين مع تعامل بسلاسة في المفاوضات، مشيرا إلى أن هذه المبادئ تعبر عن مواقفها وإنسانيتها واحترامها لسيادتها. وأضاف سعود ل السياسي أن الدبلوماسية الجزائرية تفاعلت مع قضية الرهائن الدبلوماسيين بحنكة وصبر وبدبلوماسية مرنة وسلمية، ووضعت حياة أفرادها على المحك واعتبرتهم إذا ما حدث شيء مسبقا شهداء الوطن، ولعبت على وتر الزمن وتتابع الأحداث عن كثب، مضيفا أن التطورات الأخيرة سواء ما يتعلق منها بالوضع في مالي وما حدث من تقارب بين الفصائل المتصارعة مع الدولة وفيما بينها والأجواء التي وفرتها الجزائر لهم للتشاور إدراكا منها بان أفضل الحلول هي تلك التي تنبع من الداخل، منوها بان كل هذه النشاطات الدبلوماسية وجدت قبولا لدى الأطراف المالية الداخلية ولدى هذه المجموعة التي كانت تحتجز الدبلوماسيين، موضحا أنها ما دامت أفرجت عنهم بدون فدية مالية وبدون مقابل معنى ذلك أنها ستجني فوائد دبلوماسية كبيرة بالنسبة للجزائر . قنطاري: الجزائر لطالما كانت ضد دعم الإرهاب أما المحلل السياسي محمد قنطاري، أكد أن الجزائر لطالما كانت ضد تدعيم الإرهاب، مضيفا أن الجزائر كانت تسعى إلى جمع وحدة صف دول الساحل الإفريقي وكان لها دور كبير في حل المشاكل الإفريقية منها شمال مالي للقبائل والعشائر المختلفة في المذاهب. سلال يقوم بزيارة الرهينتين الجزائريتين المحررتين قام الوزير الأول عبد المالك سلال ظهيرة أمس بزيارة الرهينتين الجزائريتين الأخيرتين المتواجدتين بالمستشفى العسكري محمد صغير نقاش بعين النعجة (الجزائر العاصمة) و اللتين اختطفتا في أبريل 2012 بغاو (شمال مالي) و تم تحريرهما أمس.و كان سلال مرفوقا بوزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة و الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الإفريقية عبد القادر مساهل.و أشار سلال خلال لقائه مع الرهينتين مراد قساس و قدور ميلودي إلى أن السلطات الجزائرية و على رأسها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بذلت كل ما بوسعها من أجل تحرير الرهائن متأسفا لوفاة اثنين من بين الرهائن.و تقدم سلال بتعازيه الصادقة لعائلتي الدبلوماسيين المتوفيين القنصل بوعلام سايس الذي توفي إثر مرض مزمن و طاهر تواتي الذي تم اغتياله.مراد قساس الذي كان يبدو جد متأثر إثر تحريره أكد أمام الوزير الأول انه لم يفقد الأمل قط و انه كان مقتنعا بان الدولة الجزائرية لا تتخلى أبدا عن أبنائها .و أبت زوجته التي جاءت لملاقاته بعد غياب دام أكثر من عامين إلا أن تتقدم ببالغ شكرها للسلطات الجزائرية وعلى رأسها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على العمل الذي تم القيام به و الذي سمح بتحرير الرهينتين .ومن جهته، أعرب قدور ميلودي عن شكره لكل من ساهم في تحريرهما بعد أوقات عصيبة مرا بها خلال فترة احتجازهما.