اصطدم الكثير من المواطنين في الآونة الأخيرة بارتفاع محسوس في أسعار البقوليات الجافة وغيرها من الخضروات التي عرفت هي الأخرى ارتفاعا نوعيا مع بداية فصل الخريف، وهو ما أثار تذمر الكثير من المواطنين، خاصة أصحاب الدخل المحدود، وهو ما وقفت عليه السياسي خلال جولة استطلاعية قادتها الى بعض الأسواق بالعاصمة. مواطنون: أسعار الخضر لم تنخفض بعد أسبوع من العيد وفي خضم هذا الواقع الذي تذمر منه الكثيرون، تقربنا من بعض المواطنين لمعرفة وجهة نظرهم، ليقول في هذا الصدد كمال، الذي التقينا به في السوق البلدي بالشراڤة إن ارتفاع أسعار البقوليات وندرة الخضر بعد العيد، جعلنا نعيش في حيرة خاصة وان فصل الشتاء على الأبواب ، ومن جهتهم، تساءل بعض المواطنين الذين تحدثنا إليهم عن الفترة التي تنخفض فيها الأسعار، في إشارة منهم لاستمرارية ارتفاع الأسعار والذي يتزامن واقتراب كل مناسبة ما جعل اقتناء ما هو ضروري من خضر وفواكه صعبا، حسب المواطنين، الذين وجدناهم بعين المكان والذين أكدوا لنا أن سيناريو ارتفاع الأسعار هذه السنة لم ينخفض كما هو معهود في السنوات الماضية، الأمر الذي بات يستلزم التدخل الفوري للهيئات المعنية لردع الوضع الذي استنزف جيوب المواطنين. ونحن نتجول في السوق المغطى ببلدية الحراش، الذي منذ دخولنا إليه، لاحظنا خلو أغلب طاولات التجار من الخضر والفواكه والتي كانت في مجملها تقتصر على عرض بعض الخضر دون أخرى مع ارتفاع ملفت للأسعار المطروحة، التقينا بمجيدة التي تقول انها قدمت من احد الاحياء المجاورة لشراء بعض الخضر بعدما نفدت من منزلها، لتضيف بأنها ومنذ الصباح انطلقت في رحلة بحث عن الخضر بسبب غلق كل المحلات المتخصصة في بيع الخضر والفواكه في حيها، لتفاجأ بان الأمر نفسه بالسوق، ما أثار استيائها بسبب قلة السلع والأسعار التي اعتبرتها مرتفعة مقارنة بنوعية الخضر المعروضة. ..وأسعار جنونية للحبوب والبقول الجافة ويتواصل هيجان الأسعار بأسواق العاصمة وعدة ولايات، لمختلف المواد الغذائية على غرار الحبوب والبقول الجافة التي عرفت ارتفاعا محسوسا في الآونة الأخيرة، مباشرة بعد رمضان والدخول الاجتماعي حيث تصاعد سعر الفاصولياء الجافة والعدس بشكل رهيب وهو ما أثار استياء العديد من المواطنين خاصة في ظل الإرتفاع الجشع الذي تشهده أسعار الخضر خلال هذه الأيام الأخيرة، وهو ما أعرب عنه احمد الذي قدم لاقتناء بعض الحبوب الجافة والذي قال انه فوجئ بدوره من ارتفاع أسعار الحبوب الجافة، حيث يقول انه فضّل شراءها من اجل تعويض ندرة الخضر والتهاب أسعارها، فوصف نفسه بانه قد حدث له مثل الذي هرب من حفرة فوقع بأخرى. وعن الأسعار المطروحة، فقد عرفت في مجملها زيادات كبيرة، فقد شهدت مادة العدس ارتفاعا قارب ال40 بالمائة واللوبيا 50 بالمائة، وهذا ما وقفنا عليه من خلال جولتنا بالسوق، ولعل أكثر ما زاد من استياء المواطنين هو ارتفاع أسعار الحبوب الجافة خاصة ونحن لم يعد يفصلنا عن حلول فصل الشتاء الكثير، والذي يزيد فيه الطلب بصورة كبيرة على الحبوب الجافة والتي تعتبرها أغلب الأسر الجزائرية طعاما خاصا ومفضّلا في فصل الشتاء. وفي ذات السياق، عبّرت أمينة لنا بدورها عن مدى تذمرها واستيائها من هذا الإرتفاع، حيث تقول ان العدس واللوبيا مادتان أساسيتان لدى كل الاسر الجزائرية، لتضيف انها وبسبب غلاء الخضر ومع الانخفاض في درجات الحرارة، قررت التوجه لشراء العدس فوجدته هو الآخر قد طاله الارتفاع ما جعلها تطالب المسؤولين بإيجاد حل لهذا الارتفاع غير المبرر والذي من شأنه ان يؤثر على المواطن البسيط. تجار يبررون ذلك بارتفاع أسعارها في أسواق الجملة أما بالنسبة للتجار، فقد برر أغلبهم هذا الارتفاع الى ارتفاع هذه المواد في سوق الجملة، ليخلوا انفسهم من اي مسؤولية، وفي هذا الصدد، يقول عبد الرحمان وهو صاحب محل لبيع الخضر والفواكه ان السبب وراء ارتفاع أسعار الخضر هو الندرة الحاصلة في السوق والتي تعود الى أزيد من اسبوع، ليضيف ان هذا الامر عادي ويتكرر سنويا مع حلول أي مناسبة، والتي أرجع سببها الى الفلاحين ونقص الإمداد بالخضر من طرفهم منذ أسبوع تقريبا، لكنه طمأن الزبائن بأن الأسعار ستعود الى الاستقرار في الأيام القادمة، أما فيما يخص الحبوب الجافة، فقد قال حسام، وهو أحد تجار الحبوب الجافة، إن ارتفاع الأسعار لا علاقة لهم به وأن سبب الإرتفاع يعود الى المستوردين الذين يعتبرون المسؤول الأول عن تحديد الاسعار.