تشهد محلات بيع الحلويات الشرقية في الآونة الأخيرة تراجعا كبيرا ما جعلها مهدّدة بالزوال وقد يعود ذلك الى إقبال الجزائريين على الحلويات الغربية والعصرية، وهو ما لاحظناه خلال جولتنا الاستطلاعية. وأمام هذا الوضع الذي تمر به هذه المحلات، تقربت السياسي من بعض أصحاب هذه المحلات، لمعرفة الأسباب الحقيقية لاندثار الكثير منها، بعد أن كانت تعرف انتعاشا وانتشارا رهيبا خاصة في أوساط الأحياء الشعبية. محلات بيع الخفاف و الزلابية في طريقها للإندثار عرفت العديد من محلات بيع الحلويات الشرقية التي تخصصت في بيع الخفاف و الزلابية تراجعا ملحوظا بعد ان قلت شعبيتها بسبب الإقبال الكبير على محلات بيع الحلويات العصرية والغربية وهو ما لاحظته السياسي خلال جولة قادتها الى العديد من شوارع العاصمة، ففي جولة استطلاعية قادتنا الى بعض الأحياء الشعبية للعاصمة، قمنا بزيارة بعض المحلات التي لا تزال تزاول نشاطها لمعرفة أسباب اندثار الكثير من هذه المحلات الخاصة ببيع الحلويات الشرقية، ومن خلال جولتنا، لاحظنا العدد القليل لهذه المحلات بعدما كانت في الماضي القريب لا يكاد يخلو حي من أحياء العاصمة من محل لبيع الحلويات الشرقية والمعروف عنها بيعها لمختلف الحلويات التقليدية، فمن الخفاف الى المقروط ، الزلابية وصولا الى قلب اللوز .. وغيرها من الحلويات الاخرى المشهورة. وقد كانت اولى زيارتنا الى احد احياء بلدية السمار والتي يوجد بها محل يعتبر من اقدم المحلات والذي استطاع فيه صاحبه تونسي الأصل ان يحافظ على زبائنه طوال هذه السنوات، حيث يقول صاحب المحل انه بدأ مزاولة نشاطه بالحي منذ سنوات بعيدة، رغم انخفاض عدد الزبائن بسبب انتشار اعداد كبيرة من المحلات المتخصصة في بيع الحلويات العصرية والغربية والتي باتت تنافس الحلويات الشرقية، مضيفا ان اشكالها المبتكرة والالوان وكذا طريقة التقديم هي اكثر ما شد الزبائن الى هذه الحلويات، وعن اكثر الحلويات الشرقية طلبا بمحله، يقول محدثنا ان الخفاف يحتل المرتبة الاولى عند الجزائريين والذي يعتبر من بين الاطباق التقليدية المشتركة بين الشعبين الجزائري والتونسي، بالإضافة الى المقروط الذي يعتبر بدوره، من اكثر الحلويات طلبا من طرف الزبائن، وعن رأيه في تخلي العديد من اصحاب حرفته على محلاتهم التجارية، يضيف محدثنا بأن قلة الزبائن وتوجه اغلبيتهم الى اقتناء انواع اخرى من الحلويات هو السبب في قلة نشاط واندثار بعض محلات بيع الحلويات الشرقية. ومن جهته، شاطره فريد الرأي وهو تونسي ايضا وصاحب محل لبيع الحلويات الشرقية بباش جراح، قام بافتتاحه منذ سنتين تقريبا بالقول ان هذه الصناعة لم تعد تجلب الزبائن مثلما كانت عليه في الماضي، اذ يقول انه كان يملك محلا بحسين داي لكن وبسبب افتتاح عدة محلات للحلويات الغربية بالقرب منه وبعد توجه اغلبية زبائنه إليها، قرر إغلاق محله وتغيير المكان ليستقر بباش جراح، وعن نسبة الاقبال على هذه المحلات، يقول فريد تعتبر عادية لكن ليست مثل الماضي ، وتقول امينة، التي التقينا بها في محله الصغير، انها تقصده منذ ان افتتح محله بالحي والذي اسعدها كثيرا خاصة بعد العدد القليل لهذه المحلات، والتي كانت تضطر الى التنقل الى اماكن بعيدة لشراء الخفاف التي تعتبره من الحلويات المفضّلة التي ترافقها عند احتسائها القهوة، اما عبد الرحمان، فيقول انه بدوره، من بين المحبين ل الخفاف الذي يعده فريد بطريقة مميزة ويبيعه بأسعار معقولة تتلاءم والقدرة الشرائية للأغلبية. الحلويات العصرية والغربية تقضي على شهرتها وفي خضم هذا الواقع الذي تشهده المحلات الخاصة ببيع الحلويات الشرقية، كانت لنا وقفة مع بعض أصحاب محلات ببيع الحلويات الغربية والعصرية، ليقول في هذا الصدد، محمد، صاحب مخبزة متخصصة في بيع الحلويات الغربية والعصرية بالقبة، ان اكثر ما يشد الزبون هو الالوان والمنظر الجذاب لقطعة الحلوى زيادة على الطعم المميز، وهذا اهم ما تتميز به صناعة الحلويات الغربية والتي تهتم بالشكل اكثر من اي شيء آخر، ليضيف ان العين تأكل قبل الفم، وهذا السر وراء الاقبال الكبير على الحلويات الغربية مقابل نظيرتها الشرقية التي تعتمد على الطعم فقط، إضافة الى حب الاستطلاع والفضول لتذوق أنواع جديدة ومغايرة تختلف على تلك المألوفة، وفي ذات السياق، تقول فلة من العاصمة انها من عشّاق الحلويات الغربية، وحسبها، فإنها تعتبر أخف وألذ، ولم يختلف السبب كثيرا عند فاطمة الزهراء التي تقول انه يجب على المرء التنويع في أكله واكتشاف وتذوق انواع جديدة عن التي يعرفها وتربى عليها، لهذا، فهي تعمد في كل مرة على شراء صنف جديد لتذوقه، اما شريف، فيقول بأنه من محبي الحلويات الشرقية والتقليدية غير ان أطفاله تستهويهم الحلويات الغربية والعصرية، حيث يفضّلون تناولها يوميا وهذا ما يجعله يرضخ لأمرهم.