تلقى المناديل المطهرة والمعطرة الخاصة بالأطفال رواجا وانتشارا كبيرين لدى العديد من الأمهات في السنوات الأخيرة، بعد أن غزت الأسواق بأنواع وماركات مختلفة، حيث وجدن في هذه المناديل منتجا عمليا يسهل عليهن الكثير من الأمور المتعلقة بتنظيف وتطهير أطفالهن، غير مدركات لمخاطرها الصحية على بشرة الطفل الحساسة بسبب احتوائها على مكونات كيميائية وعطور من شأنها أن تتسبّب بحروق والتهاب للطفل. وهو ما استقته السياسي خلال جولتها الاستطلاعية، الأمر الذي دفعنا للتقرب من بعض المختصين، لمعرفة الأخطار الصحية الناتجة عن استعمالها. أمهات يجهلن مخاطرها تعمد الكثير من الأمهات على استعمال المناديل المطهرة والمعطرة، رغم تحذيرات الأطباء والمختصين من خطورتها على الأطفال خاصة حديثي الولادة، ما جعل هذه الأخيرة تعد من أسباب انتشار الحساسية والأمراض الجلدية لدى الأطفال وهو ما كشف عنه العديد من الأطباء و المختصين، وفي خضم هذا الواقع، قامت السياسي بجولة ببعض الشوارع والعيادات الخاصة بطب الأطفال، للاقتراب من بعض الأمهات والحديث معهن عن تجربتهن ورأيهن في المناديل المطهرة واستعمالها عند الأطفال، لتقول في هذا الصدد، كهينة إن المناديل المطهرة والمعطرة باتت شيئا ضروريا وأساسيا بالنسبة للكثير من الأمهات، لما توفره من جهد ووقت عليهن ، لتضيف أنها كانت تستخدمها لأطفالها في السابق، غير أنها وبعد ان شاهدت ما حصل لابنتها جراء استعمالها وظهور طفح جلدي مصحوب باحمرار شديد تطلب تدخل الطبيب من أجل شفائها، توقفت عن شرائها واستخدامها، حفاظا على صحة ابنتي . أما صبرينة، التي التقينا بها بإحدى العيادات الخاصة بطب الأطفال ببلدية باش جراح، فتقول أنها قدمت إلى العيادة من اجل الكشف عن رضيعها البالغ من العمر ستة أشهر بعد ظهور طفح جلدي على بشرته، بسبب استعمالها المفرط للمناديل المطهرة على بشرته، وهو ما أكده لها الطبيب بعد المعاينة، ليصف لها قائمة من الأدوية ويطلب منها التوقف عن استعمالها كونها السبب الوحيد في مرض طفلها، في حين ان وردة، أم لثلاثة أطفال، فتقول أنها عانت كثيرا بسبب المناديل المطهرة، كونها من الأمهات العاملات ولا تملك الوقت الكافي لتنظيف طفلها يوميا ما اضطرها الى اللجوء الى استعمالها، ما ترتب عنه مرض ابنها وإصابته بحساسية جلدية، لتتطور وتصبح التهابا جلديا بسبب عدم توقفها عن استعمالها ومواصلتها لمسح بشرة طفلها بها وهو الأمر الذي أثبته الطبيب لها، ليخبرها بالسبب ومنذ ذلك الحين تقول أنها توقفت نهائيا عن اقتنائها وتنصح الأمهات بذلك ايضا. وفي المقابل، تقول حورية، رغم أنها تقوم بتربية أربعة أطفال من أبناء بناتها لعمل أمهاتهن، غير أنها لم تقم يوما باستعمال المناديل المطهرة ولا تزال تستعمل الطرق التقليدية في تنظيف أحفادها وهي الماء والصابون اللذان يعتبرها أحسن بكثير من المناديل المعطرة المضرة بالبشرة إضافة إلى المصروف الإضافي لغلاء أثمانها. مختص في طب الأطفال: المناديل المطهرة والمعطرة خطر على أطفالنا ولمعرفة أخطار المناديل التي باتت اليوم لدى العديد من الأمهات من الضروريات التي لا يمكن الاستغناء، يقول كاباش، مختص في طب الأطفال بإحدى العيادات الخاصة ببلدية باش جراح إن استعمال المناديل المعطرة والمطهرة للأطفال قد يتسبّب في إحداث التهابات وبقع حمراء مع ظهور حبوب وحتى فطريات تصاحبها حكة وآلام بسبب المكونات الكيميائية والعطور الموجودة في المحارم والتي تلامس بشرة الطفل الحساسة ، وفي الأخير، نصح محدثنا الأمهات بالتخلي عن هذه المنتوجات من محارم مطهرة وأيضا بالنسبة لبقية المنتجات الخاصة بالعناية لدى الأطفال والتي بدل الاعتناء بالبشرة، فإنها تسبّب أضرارا لها، وأكد على ضرورة الرجوع الى استعمال الطرق القديمة في تنظيف الأطفال والتي تقتصر على الماء والصابون (صابون طرف) كونه خالٍ من اي مواد كيميائية مضرة والذي يعتبر فعّالا وملائما لبشرة الطفل الحساسة، كما نصح ايضا باستعماله في غسل ملابس الأطفال بدلا من مساحيق التنظيف. طبيب: الحساسية والالتهابات الجلدية تنجم عن استعمالها ومن جهته، أكد الطبيب بن اشنهو فتحي، في اتصال ل السياسي ، انه لا توجد محارم مخصصة للأطفال بل هي موجّه لاستعمال البالغين، لكنها تسوق على انها مخصصة للأطفال ما يشكّل خطرا كبيرا على صحة الرضع، حيث يحدث استعمالها حساسية خطيرة عند استعمالها كون جسم الطفل او الرضيع لم يكتمل بعد وهو في مرحلة النمو ما يجعل مناعة الطفل جد ضعيفة، خاصة وان أغلبية المكونات المستعملة في صنع هذه المناديل غير معروفة وهي عبارة عن عطور ومواد كيميائية مجهولة المصدر وهو نفس الشيء بالنسبة للورق المستعمل فيها، والتي تتسبّب في عدة مشاكل لبشرة الطفل منها الالتهابات الجلدية والانتفاخ والحروق. أما عن طريقة معالجتها، فيقول محدثنا انه في مثل هذه الحالات، تقدم كريمات ومراهم توضع على المناطق التي تعاني من الحساسية، وقد شدّد الطبيب بن اشنهو على ضرورة الوقاية من خلال الابتعاد عن استعمال مثل هذه المنتوجات واستبدالها بالمياه التي يجب ان تكون دافئة لتنظيف الطفل، ليختم بأنه على الأم وعند ملاحظتها لأي أعراض من الأعراض السابقة عند طفلها، التوجه في أقرب وقت الى الطبيب لإعطائه العلاج المناسب له وعلى الأمهات تجنّب هذه المناديل قدر الإمكان.