أفضت اللقاءات التي عقدتها وزيرة التربية الوطنية أمس بنقابات التربية المكونة للتكتل النقابي إلى الموافقة على 99 بالمائة من المطالب المهنية والاجتماعية التي من شانها جعل النقابات تتراجع عن قرار الدخول في إضراب المقرر غدا، على رأسها العدول عن الميثاق الشرفي الذي كان محل انتقاد النقابات وطرح بديل تشارك في صياغته كل الأطراف. وأوضحت مصادر مطلعة ل السياسي أن اللقاءات التي جمعت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط بممثلين عن نقابات التربية السبعة المكونة لتكتل النقابي، انتهت بالوصول إلى موافقة وزيرة التربية على عدة مطالب تم رفعها من قبل نقابات التكتل، على رأسها الموافقة على إعادة النظر في اختلالات القانون الأساسي في مدة زمنية وجيزة من خلال تنصيب لجنة تشرف على ذلك، كما أبدت بن غبريط أيضا موافقتها على الأثر المالي الرجعي بالنسبة للولايات التي لم تستفد منه. وأضافت ذات المصادر، إلى أن وزيرة التربية تراجعت عن طرحها لميثاق شرفي يلزم النقابات بعدم الدخول في أي إضرابات أو احتجاجات أخرى في المستقبل كشرط لتجسيد المطالب المرفوعة، والذي رفضت نقابات التربية التوقيع والمصادقة عليه خلال آخر لقاء جمعها بالوصاية، حيث اقترحت المسؤولة الأولى عن القطاع بديل آخر لميثاق الشرف تشارك علفي صياغته الوزارة الوصية بالتنسيق مع نقابات التربية المعتمدة. ومن بين أهم النقاط التي أفضى إليها لقاء الوزيرة مع النقابات، الموافقة على منحة التأطير في امتحانات البكالوريا والرسمية، والتي سيستفيد منها جميع العمال المهنيين والادرايين المشاركين في تأطير الامتحانات الرسمية، إلى جانب موافقتها على رفع قيمة الساعات الإضافية التي يتقاضاها الأساتذة، من خلال إلغاء العمل بمنشور 1996 وإصدار منشور جديد وتثمين القيمة المالية للساعات الإضافية وفق الأجر الجديد. واستحسنت نقابات التربية الوطنية التي شاركت في اللقاء، النتائج الايجابية التي أفضى إليها هذا الأخير، كما أكدت استعدادها للتراجع عن قرار الإضراب في حال التزام الوزارة بتجسيد المطالب التي لقيت استجابة والتصديق عليها في محضر رسمي مشترك، مشيرين إلى وجود نية حسنة للوزارة لتجسيد هذه المطالب في المدة الزمنية التي أقرتها. ومن المنتظر أن تعقد وزيرة التربية، لقاء تفاوضي مع نقابة الكناباست للوصول إلى حلول من شانها جعل النقابة إيقاف الإضراب المستمر منذ ثلاث أسابيع وعودة الأساتذة إلى العمل بداية من يوم غد، من جهتها لم تستعبد نقابة الكناباست مواصلتها الإضراب المفتوح في حال لم يفضي لقائها مع الوزارة المقرر اليوم إلى نتائج إيجابية، مؤكدة انه في حال فشل هذا الأخير، فإن شبح السنة البيضاء يصبح أمرا واقعا، داعية الوصاية إلى عقد لقاء جدي والاستجابة للائحة المطالب للعدول عن الإضراب.