يعد غسل الأيدي حجر الأساس للوقاية و التقليل من العدوى التي تتنقل عند تقديم العلاج، حسبما أكده بقسنطينة، مشاركون في ملتقى جهوي نظّم إحياء لليوم العالمي لنظافة الأيدي. وتعد النظافة الكاملة للأيدي الطريقة الأكثر بساطة وفعالية للتقليل من العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية، حسبما أكده مهنيو الصحة، الذين حضروا هذا اللقاء الجهوي المنظم بقاعة العروض أحمد باي . وأكد البروفيسور باه كيتا، ممثل المنظمة العالمية للصحة، بأن التكوين والإعلام والاتصال حول أهمية التنظيف الجيّد للأيدي تظل الطرق الأكثر فعالية التي يتعين تطبيقها من أجل نجاح المسعى العالمي لمكافحة العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية. وتحدث البروفيسور كيتا مطولا عن أهمية نظافة الأيدي في إطار الرعاية الاستشفائية، موضحا بأن الهدف المنشود من خلال تنظيم هذا النوع من اللقاءات هو زيادة الوعي لدى الجميع وعبر جميع أنحاء العالم حول الدور الحاسم للأيدي النظيفة في الوقاية من العدوى. ويعد عدم احترام نظافة الأيدي من بين العوامل الأكثر دلالة على تنامي بؤر الميكروبات، وبالتالي، العدوى مثل الأنفلونزا والكوليرا أو حتى فيروس إيبولا ، الذي تسبّب في هلاك حوالي 10 آلاف شخص، من بينهم موظفون في قطاع الصحة، حسبما أضافه البروفيسور كيتا، موضحا بأن المنظمة العالمية للصحة تعمل على إرساء سياسة امتياز في مجال نظافة الأيدي بالمؤسسات الصحية والمدارس وأماكن العمل ووسائل النقل. وتعمل منظمة الصحة العالمية من خلال عديد الحملات التحسيسية والإعلامية على تسليط الضوء على ضرورة تنظيف الأيدي وترسيخ ثقافة نظافة الأيدي في صفوف موظفي الصحة، حسبما أردفه البروفيسور كيتا، الذي دعا المواطنين إلى الانخراط في هذا المسعى. واستنادا لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 1,4 مليون شخص عبر العالم بانتظام من العدوى المكتسبة بالمستشفيات، في حين أن خطر الإصابة بالعدوى خلال الرعاية الصحية أكثر ب2 إلى 20 مرة في البلدان النامية عن الدول المتطورة، حسبما أوضحه البروفيسور كيتا، مضيفا بأن منظمة الصحة العالمية، التي خصصت يوما في السنة لنظافة الأيدي، (5 ماي من كل سنة)، تطمح إلى تغيير ذلك التوجّه الدائم نحو عدم احترام القواعد الأساسية للنظافة وحث مهنيي الصحة على مزيد من الصرامة، من أجل التقليص من العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية. ومن جهة أخرى، شدّد المدير العام للوقاية وترقية الصحة بالوزارة الوصية، البروفيسور إسماعيل مصباح، على أهمية الرعاية الصحية الآمنة التي تعد أولوية وطنية، منوها بالجهود المبذولة من طرف الجزائر من أجل تحسين نوعية العلاج المقدّم في المؤسسات الصحية. وأوضح ذات المسؤول، بأن تنمية ثقافة الوقاية والنظافة بالمؤسسات الصحية العمومية والخاصة تشكّل تحدٍّ كبير لوزارة الصحة التي أقرت، مؤخرا، 2015 سنة للأمن الاستشفائي. وتم إدراج اليوم العالمي لنظافة الأيدي الذي يحمل شعار صحتكم بين أيديكم.. اغسلوا أيديكم ، الذي احتفل به رسميا بقسنطينة من طرف الجزائر، ضمن الإطار العام لأمن العلاج، حسبما أضافه ذات المسؤول. وستنشط عدة مناقشات خلال هذا اللقاء الجهوي، الذي سيدوم يومين، والذي سيشارك فيه عدة مدراء مركزيين ومدراء عامين لهياكل صحية وطنية وممثلين لعدة مؤسسات استشفائية بشرق البلاد.