وصف رئيس حزب الجبهة الجزائرية للتنمية والحرية والعدالة، الطيب ينون، في حوار ل السياسي من يحاولون زرع اليأس والفتنة في قلوب الجزائريين بالخونة، وأكد ينون رفض حزبه لوجود أحزاب تحولت إلى ممثلة لدولة عدوة داخل الدولة الجزائرية، معتبرا أنهم يسعون بذلك إلى فتنة، ومشددا على ضرورة احترام مؤسسات الدولة مهما كانت الخلافات، بما فيها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة باعتباره رئيسي شرعي منتخب ورمز للدولة الجزائرية، داعيا لعدم نكران الجميل وعدم التنكر لانجازاته طيلة السنوات التي ترأس فيها سدة الحكم، السياسي: ماهي إستراتجيتكم لإنجاح الحزب وتوسيع قاعدته الشعبية؟ وكيف تحضرون للمواعيد الانتخابية المقبلة؟ الطيب ينون: بالنسبة للحزب هو لا يؤمن بالشكليات ولا العددية، بمعنى أن قيمة الحزب ليست في العدد الموجود فيه، لأنه ليس كل منخرط في الحزب هو مناضل فيه لان النضال يكون بترسيخ فلسفة الحزب وأفكاره في عقلية هذا المنخرط، اليوم يستطيع أي حزب أن يملئ قاعة بمجرد أن تكون له أموال، وهناك العديد من الأحزاب التي أنشئت في فترة وجيزة وتملك اليوم أموال لا نعرف مصدرها، لكن ليس كل المنخرطين في الأحزاب هم مناضلين لان النضال يتطلب تضحية والعمل النضالي والتمسك بأفكار الحزب والسعي إلى الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار التي يؤمن بها الحزب، وغير ذلك فهم منخرطين لأسباب ومصالح شخصية. نحن نؤمن بإستراتيجية لتوسيع القاعدة لتغلغل في الأوساط الشعبية، نحن من نتوجه للمواطن ولا ننتظر تقربه هو منا، ورئيس الحزب البعيد عن المصالح الشخصية هو من يزرع أفكاره بالكد والعمل ويسعى جاهدا من اجل الوصول إلى المواطن وإقناعه بالأفكار التي يؤمن بها ونحن نركز على من هو مخالف لنا وليس مع من يمشي مع فكرتنا منذ البداية، خاصة أن صورة الأحزاب والسلطة اليوم تغيرت في نظر المواطن الذي فقد ثقته في معظم هؤلاء، وهدف الحزب تقريب المواطن من السلطة والتفريق بين تزكية المؤسسة وتزكية الشخص.. أما فيما يتعلق بالمواعيد الانتخابية المقبلة، نحضر اليوم للدخول في إطار الإمكانات المادية، أنا إنسان واقعي كرئيس حزب تعبت من اجل هذا الحزب ودفعت من جيبي لتأسيسه ولعقد المؤتمر، قمت بغلق عيادتي باعتباري طبيب أسنان، ولدي إمكانات فكرية، لم امنح حتى مقر للنشاط فيه، أسست الحزب من اجل أبي الشهيد الذي قدم نفسه فداء للوطنوحزبنا لم يتمكن من أن ينشط بسبب قلة الإمكانات المادية، وكنت أتمنى أن تقوم الدولة بمنح إمكانات لوجيستية للأحزاب الراغبة في النشاط، لكن اليوم الأحزاب الخائنة هي التي تنشط من خلال تمويلها من طرف دول أجنبية عدوة للجزائر ومن مخابرات أجنبية تعمل على تكسير الجزائر. كيف ترون محاولات زرع السواد وبعث اليأس في نفوس الجزائريين والتقليل من حجم الاستقرار الذي تعيشه الجزائر؟ هذه أكبر من الخيانة في الثورة لان العدو إبان الثورة التحريرية كان واضح، لكن اليوم أخاك عندما يزرع اليأس والفتنة في قلوب أبناء وطنه فهو يعتبر خائن، ومهما كانت الخلافات فإن الوئام هو مطلب أساسي وضروري من اجل بناء الدولة، والاستمرارية في تقدم الدولة ومن أجل تحدي الدول الأخرى التي تعادينا ومن أجل التلاحم الذي بدونه لا يمكن أن نبني الوطن، التلاحم بين الشعب والسلطة، نحن نرفض المفهوم الأكاديمي لما يعرف بأحزاب المولاة وأحزاب المعارضة، هذا في حد ذاته تعريف خاطئ، نحن نؤمن بأحزاب داخل السلطة وأخرى خارج السلطة، هناك أفكار قيمية تدخل في إطار تأسيس الأحزاب، نحن لا نقبل أن يكون حزب يمثل دولة عدوة داخل الدولة الجزائرية، هناك فتنة، نحن لا نقول لا تنتقد أو تعارض، لكن دون تهديم الثقة بين الشعب والسلطة ، نحن مع الاحترام وعدم التشهير بالسلطات، أو المساس بالمؤسسات أو محاولة شيطنة الشعب من اجل ضربها، يجب على هذه الأطراف احترام مؤسسات الدولة بما فيها رئيس الجمهورية نظرا لأنه رئيس شرعي منتخب من طرف الشعب من جهة ولما قدمه للجزائر من انجازات ضخمة من جهة أخرى. هناك من يحاولون توظيف بعض المطالب الشعبية المشروعة لزرع الفتنة، هل تعتقدون أن الأمر يتعلق بأجندات أجنبية أم بمحاولات للوصول إلى مصالح شخصية من خلال دعوات الخروج إلى الشارع؟ المطلوب من الأحزاب تجنيد الشعب لما يخدم الوحدة والأمن والاستقرار لكن البعض لست ادري هل هو لعدم توفره على مفهوم الدولة ودور ووظيفة الأحزاب، يسعى للظهور على حساب ضرب الاستقرار أم للعمالة التي ترجع للظروف التي وضعت فيها هذه الأحزاب، وهناك أشخاص جمعوا أموال عن طريق الفساد يسعون لتخريب الجزائر ومن ثم يهربون إلى الخارج كما حدث في التسعينات ولن يبقى سوى الوطنين الحقيقيين، ولما تستقر الأوضاع يعودون باسم الاستثمار بعدما أصبحوا أسياد، وهذا نحن نرفضه، في الظروف التي نحن فيها قد يقوم البعض بتسخير بعض أفراد لإحداث انحرافات، نحن ضد الخروج إلى الشارع والمليونيات التي تهدم الأوطان لأنه الشعب كسيل إذا انفجر لا يمكن إيقافه خاصة الشباب الذين لم يعايشوا العشرية السوداء، هناك أطراف يشحنون هذه الفئة من الشباب عمدا لتفجير الجزائر وهم يجهلون انعكاسات هذا الشحن. واجهتم سابقا حملة من الانتقادات من طرف النواب بسبب طلبكم خفض أجورهم، ماهو ردكم على ذلك؟ لا تضرب إلا الشجرة التي بها الثمار، نحن هذا الانتقاد نعتبره طبيعي، بالعكس نحن نفرح في الكثير من الأحيان بمنتقد شرط أن يكون موضوعي، بمعنى ينتقد بموضوعية ويناقش، بالنسبة لنا عيب وعار ولا عدل ولا موضوعية انه الشعب الذي انتخب ممثليه يأخذ في إطار القانون 18.000 دينار والممثل الذي يدافع عنه يأخذ 35 مرة أكثر من الشعب، ونحن قلنا لا يمكن لأحد من الإطارات السامية في الدولة في ابعد الأمور أن يتجاوز 10 مرات الحد الأدنى للأجور، بما فيها الوزراء والمسؤولين الكبار لأنه لديهم امتيازات، لكن كأجر يجب أن يحس المواطن أنه لا وجود لفرق كبير بينه وبين ممثليه، نحن مع فكرة تطبيق من 5 إلى 10 الحد الأدنى للأجور لإطارات مع توفير في وقت العمل لهذه الإطارات المناخ الذي يشرفهم، اليوم الأطراف الذين كانوا يتقاضون 60 مليون يشتمون الدولة ويزرعون الفتنة، خاصة الذين كانوا مسؤولين في الدولة ما عدا اويحي الذي التزم الصمت بعد تنحيته من منصبه وبقي على نفس الأفكار والمبادئ وهو رجل دولة حقيقي نعتز به، أما البعض الأخر بمجرد تنحيتهم يسافرون على فرنسا ويباشرون في شتم الدولة الجزائرية، لو كانوا يتقاضون 5 إلى10 مرات لا يجمعون كل هذه الأموال ويسافرون بها إلى الخارج. كيف تقيمون السنة الأولى من العهدة الرئاسية الجديدة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة؟ تقييم السنة الأولى صعب جدا لأسباب، مهما يكون هناك انجازات خلال هذه السنة من بينها مشاريع السكن هناك عمل ينجز على مستوى الميدان، لكن في المقابل يوجد تقدم صعب في الانجازات الحقيقة والعمل الجاد خاصة فيما يتعلق بما نشاهده من اضطرابات قد تزعزع الاستقرار الوطني ولكن البعض يعملون على عرقلة المسار كما يجب وبرغم من هذا توجد مؤسسات دولة تسعى للعمل من اجل مصلحة الوطن. هناك بعض التشكيلات السياسية دعت لتعديل الدستور لكنها رفضت المشاركة في المشاورات مع أنه كان أحد أهم مطالبها، بما تفسرون ذلك؟ وهل تعتقدون أنهم سيعودون للانضمام لمسار تعديل الدستور خلال مناقشته في البرلمان؟ نحن نستغرب عدم مشاركة هذه التشكيلات السياسية رغم أن المشاورات لم تستثني أي احد، كان يجب على هذه التشكيلات تقديم اقتراحاتها بكل ديمقراطية والمساهمة وحدها تكفي ليس بالضرورة أن يتم إدراج جميع المقترحات في التعديل وبالتالي لا يجب إدراج الأنانية في هذا الموضوع لان الجزائر ليست ملك لأحد، وفي النهاية الأمر بعد المساهمة وتقديم المقترحات يتم عقد لقاءات أخرى للمناقشة بكل ديمقراطية وكل التزام واحترام للمصادقة على الدستور، على هؤلاء التشكيلات السياسية الالتزام حتى لو لم يتم تبني مقترحاتها وليس عليها ترك هذا الفراغ الذي يضرب الاستقرار ومصداقية الطبقة السياسية لدى الدول الأخرى، ولذا نحن مع المساهمة والمشاركة والتكاتف فيما بيننا وفتح المجال لطرح الأفكار وعدم تشبث كل واحد بأفكاره وفي نهاية الأمر الشعب هو السيد ولا نقبل اتخاذ المشروع من طرف المعارضة لتتغنى به.