أكدت بزار الضاوية، رئيسة جمعية حنان لحماية الطفولة المسعفة الناشطة ببشار في حوار ل السياسي ، أن مراكز الطفولة المسعفة المتواجدة عبر التراب الوطني تستقبل كل سنة أزيد من 3000 متخلى عنه، (مجهولو النسب)، مضيفة أن هذه الأرقام مرشحة للارتفاع إذا لم تتخذ سريعا الإجراءات الضرورية لإجبار الآباء على الاعتراف بأبنائهم غير الشرعيين، مشدّدة على ضرورة إيجاد حلول للحد من هذه الظاهرة في مجتمعنا. هلاّ عرفتنا بجمعية حنان لحماية الطفولة المسعفة؟ - تعد جمعية حنان لحماية الطفولة المسعفة من بين الجمعيات التطوعية الناشطة ببشار والتي تهتم بحماية الطفولة المسعفة وإدماجها في المجتمع والتكفل بهم منذ النشأة إلى غاية الرشد. تأسّست سنة 2009 وتقوم بعدة نشاطات هادفة من أجل التخفيف من معاناة هؤلاء الأطفال الذين تزداد مأساتهم يوما بعد يوم بسبب أخطاء لا ذنب لهم فيها في هذه الحياة، نهدف من خلالها لتحسين وضعية الأطفال مجهولي النسب كما نسعى ايضا من خلال مجهوداتنا لإنشاء مراكز جديدة للطفولة، كما نسعى لمنح هؤلاء الأطفال لقبا يمكّنهم من مزاولة حياتهم بشكل طبيعي. فيما تتمثل النشاطات التي تقومون بها؟ - لجمعيتنا عدة نشاطاتنا تتمثل في رعاية الطفولة المسعفة وحمايتهم، كما نقوم بإحياء المناسبات، على غرار الأعياد الدينية والوطنية كالمولد النبوي الذي نحتفل به احتفالا خاصا، كما نقوم ايضا بالتكفل بكل الإجراءات لعملية اختتان الأطفال بالمناسبة، ومن بين نشاطاتنا تنظيم زواج جماعي لفائدة المعوزين، ونحتفل أيضا بيوم العلم، حيث نقوم بتكريم التلاميذ النجباء، وبيوم الطفل، نقيم احتفالات ونشاطات كبيرة، كما نقوم بعدة خرجات ترفيهية لفائدة هؤلاء الأطفال، حيث قمنا في 24 ماي بالتنسق مع السلطات البلدية لبلدية بشار بتنظيم أسبوع احتفالي لإحياء اليوم العالمي للطفولة، كما قمنا بعدة رحلات إلى الجنوب وقد لقيت هذه المبادرات استحسانا كبيرا لدى جميع المشاركين. قامت وزيرة التضامن بزيارة الجمعية، أين قدّمتم جملة من الاقتراحات من شأنها التكفل بهذه الشريحة في المجتمع، فهل من استجابة لتلك الوعود؟ - قامت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، مونية مسلم، خلال شهر فيفري المنصرم بزيارة لولاية بشار، حيث قامت بجولة ميدانية للمؤسسات المتخصصة بقطاع التضامن الوطني وكانت أول محطة لزيارة الوزيرة دار الطفولة المسعفة الواقعة بحي الأرصاد الجوية بولاية بشار، حيث وقفت على المعاش اليومي للأطفال نزلاء الدار وكانت جمعية حنان لحماية الطفولة المسعفة، أين قدّمنا لها في رسالة مكتوبة مجموعة من الاقتراحات من شأنها تحسين التكفل بهده الشريحة الهشة ووعدت الوزيرة بالاستجابة والعمل على تجسيد الاقترحات القابلة للتحقيق في القريب العاجل، إلا أننا لم نتلق أي شيء إلي غاية يومنا هذا. نظمتم خلال شهر مارس ملتقى حول الأم العازبة والطفل المسعف، ما هي الإشكاليات التي طرحت من خلال هذا الملتقى؟ - طرحنا عدة إشكاليات منها إيجاد حل للأمهات العازبات والطفل المسعف الذي لا يملك لقبا، وذلك بتقديم اقتراح بإعطائه لقبا، كما اقترحنا إدماج الشباب الحامل لشهادات الكفاءة بمشاريع لانجام والحصول على قروض مصغرة، وقد شارك بالملتقى أمهات عازبات وشباب مسعف متزوج لديهم أولاد وبدون ألقاب. يحتفل الأطفال اليوم بيومهم العالمي، فهل من نشاطات خاصة بالمناسبة؟ - بخصوص هذه المناسبة التي يحتفل من خلالها جل الأطفال بيومهم العالمي، سنقوم بتنظيم حفل متنوع وسنكرم من خلاله الأطفال المتفوقين بالدراسة وستكون هناك فرق موسيقية متنوعة ونشاطات ترفيهية لمشاركة هؤلاء الأطفال فرحتهم في يومهم العالمي المصادف ل1 جوان من كل سنة. تفصلنا أيام قليلة عن حلول الشهر الفضيل، فهل من تحضيرات لذلك؟ - مع اقتراب الشهر الفضيل، سطّرت جمعيتا نشاطات متعدّدة ومتنوعة لفائدة الأطفال المتكفل بهم من طرف جمعيتنا حيث سنقوم بتنظيم سهرات فنية مع الأطفال، كما سنحتفل بليلة القدر ونقيم حفل ختان للأطفال، وسنقوم بصنع حلويات العيد رفقة الفتيات، كما سنوزع عليهم كسوة العيد لرسم البسمة على وجوههم. كم تحصي الجزائر من طفل مجهول النسب سنويا؟ - تحصي الجزائر حوالي 50 بالمائة سنويا، والعدد في تزايد مستمر ومرشّح للارتفاع ونحن نأمل من السلطات المعنية بذل قصارى جهدها للتصدي لهذه الظاهرة. باعتبارك رئيسة جمعية تهتم بالطفولة المسعفة، كيف ترين واقع هؤلاء الأطفال في الجزائر؟ - الطفل المسعف في الجزائر مهمّش، ويعيش أوضاعا اجتماعية مزرية، بدءا من نظرة المجتمع الذي يراه كأنه مواطن ناقص، والطفل المسعف بالجزائر ضحية مجتمع ويملك الحقوق كغيره من الأطفال. على غرار ما سبق ذكره، هل من مشاريع تسعون لتحقيقها في الوقت الراهن ؟ - على غرار ما سبق ذكره، هناك نشاطات ومبادرات، حيث نسعى لبناء مراكز جديدة لإدماج المسعفين من الشباب في المجتمع كغيرهم وتمكينهم من الحصول على قروض لإنجاز مشاريع حسب شهادات تكوينهم، ونسعى لتكون لنا كوطة من السكنات الاجتماعية لفائدة المسعفين الراشدين، كما نسعى لإنشاء مركز للفتيات المسعفات ببشار، قصد تحسين الوضعية الاجتماعية لهذه الشريحة من المجتمع. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا - نسعى لإدماج هذه الشريحة المهمّشة في المجتمع لمساعدتهم ومزاولة حياتهم بشكل عادي ونأمل من السلطات المعنية إعادة النظر في واقع الطفل المسعف، كما نشكركم الجزيل الشكر على هذه الالتفاتة الإعلامية الطيبة.