غياب التأمين يزيد من معاناة أطفال الصم وجود حوالي 14 مركز زرع على المستوى الوطني أكد بن عبد الله محمد، رئيس الجمعية الوطنية إسمع ل السياسي على ضرورة تكثيف تكوين الأخصائيين النفسانيين المختصين في تصحيح النطق والتعبير اللغوي (الأرطفونيين)، لإنجاح عمليات زرع القوقعات السمعية لدى الأطفال الصم بالجزائر. وأوضح ذات المتحدث بأن عمليات زرع القوقعات التي توفرها الدولة مجانا وتكلّف كل واحدة منها أزيد من 2.5 مليون د.ج، تصبح غير مجدية في حالة غياب الأرطفوني الذي يسهر على تحضير الطفل الصم قبل العملية ومتابعته بعدها خاصة في تلقينه مخارج الحروف والكلمات، مشيرا بذلك إلى جملة المشاكل الأخرى التي تعاني منها فئة الصم، منوّها في ذات السياق إلى ضرورة إدراج اللواحق ضمن الوسائل الخاضعة للتأمين الاجتماعي وبذلك تكون قابلة للتعويض بالنسبة للمرضى، وذلك بالتنسيق مع وزارة العمل والضمان الاجتماعي. - بداية، هل من تعريف للجمعية الوطنية اسمع للصم؟ + جمعية اسمع هي جمعية وطنية تهتم بالأطفال الصم منذ ولادتهم وتأهيلهم نفسيا وسمعيا وتدريبهم أرطفونيا، تأسست في 02 أفريل 2013 ولديها مكاتب ولائية ب11 ولاية وهي بصدد تنصيب مكاتب جهوية بالولايات الأخرى. - ما هي أهم النشاطات التي تقوم بها الجمعية؟ + نشاطاتنا هي تأهيل الأطفال قبل وبعد زرع القوقعة وتأهيل الأطفال أرطفونيا وتدريبهم على النطق بعد زرع القوقعة، كما تقوم بدورات تأهيلية لأولياء زارعي القوقعة لتعليم أبنائهم مخارج الحروف والأرطفونية، وننظم دورات لأولياء زارعي القوقعة حول كيفية التعامل مع الأطفال ونقدم لهم النصائح في الحالات الخاصة بسفر هذه الفئة وممارستهم للرياضات واللعب، حيث يتوجب عليهم تفادي الألعاب العنيفة والرياضات القتالية، ومن نشاطاتنا أيضا تنظيم تكوينات لطلبة الأرطفونية، وتكوين الأخصائيين النفسانيين. - على غرار هذه النشاطات، هل من أخرى تذكر؟ + في سنة 2013 قمنا بتكوين أخصائيين نفسانيين في كيفية التعامل مع فئة زارعي القوقعة وفئة الصم بحضور الأولياء لتطبيق التكوين على أطفالهم بالمنزل، وقمنا بتكوين أخصائيين أرطفونيين بحضور دكاترة مختصين في الأرطفونية وأساليب النطق، إلى جانب مساعدة الذين يعانون من نقص السمع من خلال شراء المعينات السمعية ومستلزمات السمع، كما قمنا بعدة دورات لتدريب الأولياء للتعامل مع أولادهم الصم وحاملي القوقعة والمقبلين على زرع القوقعة، وقدمنا العديد من النصائح للتعامل مع الجهاز الخارجي للقوقعة، وتابعنا ونسّقنا مع العديد من مراكز الزرع قبل وبعد العمليات في التوجيهات وتقديم الإرشادات. - كم يوجد من مركز زرع عبر الوطن، وكم تجرى من عملية زرع سنويا على مستوى هذه المراكز؟ + يتواجد عبر الوطن حوالي 14 مركز زرع موزعين عبر الولايات أغلبها على مستوى العاصمة، وتسجل الجزائر عبر هذه المراكز 400 حالة لزراعة القوقعة سنويا والعملية الواحدة تكلف ما بين 200 مليون إلى 250 مليون سنتيم، ومنذ سنة 2007 إلى غاية تاريخ اليوم تمت 2500 عملية زرع في الجزائر ومنظمة الصحة العالمية تحصي 800 طفل يعاني من خلل السمع في الجزائر. - ماذا عن فحوى الملتقى الذي نظمتموه مؤخرا؟ + تناولنا من خلال هذا اليوم الدراسي الذي نظم من طرف مخبر الطفولة والتربية ما قبل التمدرس بجامعة البليدة 02 بالعفرون، أهم مشكلة تواجه عملية زراعة القوقعة في الجزائر هي غياب اللواحق الخاصة بالجهاز، وهو أمر غريب أن لا تتوفر هذه اللواحق لا في المستشفيات ولا عند الممونين، خاصة وأن غيابها يؤدي إلى توقف الجهاز ويعيد بذلك الطفل زارع القوقعة إلى حياة الأصم لفترة طويلة قد تصل إلى 06 أشهر إلى غاية حصوله على هذه اللواحق. وبذلك لا يستطيع هؤلاء الأطفال خلال فترة تعطل الجهاز متابعة حياتهم وخاصة تمدرسهم، كونهم يفقدون السمع خلال هذه الفترة. - حسب رأيكم، ما هي عوامل إصابة الطفل بالصمم؟ + عوامل إصابة الطفل بالصمم متعددة منها ما هي أسباب وراثية تتعلق بجينات الأولياء المصابين كذلك بهذا الداء، كما توجد أسباب فيروسية كالْتهاب السحايا، إلى جانب الولادة القيصرية التي تؤثر في بعض الحالات على رأس المولود. وهنا أنصح الأولياء بالكشف المبكر عن الصمم الذي تكون له أهمية بالغة وأحد العوامل المربحة في نجاح سياسة الزرع، بحيث اكتشاف الصمم عند الطفل منذ الولادة سيدرج مبكرا ضمن رواق التكفل ويحضر لزرع القوقعة، وبذلك الاكتساب اللغوي يكون سهلا لديه، إلا أن الاكتشاف المتأخر وزرع القوقعة في سن متأخر يجعل هذا الاكتساب اللغوي صعبا بالنسبة للطفل، خاصة وأن الأولياء غير محضرين ومؤطرين لمتابعة أبنائهم قبل عملية الزرع وبعدها، وبذلك هم يجهلون متطلبات متابعة أولادهم، وهنا نوضح أن الأولياء مخطئين عندما يعتقدون بأن أبناءهم سيسمعون ويتكلمون بعد زراعة القوقعة، بل الأمر يحتاج إلى التعلم الأرطفوني لأن الطفل الذي يولد صما يجد صعوبة نفسية وذهنية في التأقلم السريع مع عالم الأصوات، فإن وجد رعاية تامة من طرف الأخصائيين النفسانيين والأرطفونيين فسوف يتقبل الوضع الجديد ويخرج من عزلته، وإن تعذّر ذلك فإنه يعجز عن تفسير الأصوات التي قد يعتبرها مزعجة، وبالتالي ينفرها ويرفض نفسيا القوقعة. - هل إجراء عملية الزرع من طرف جراحين أكفاء يعني بالضرورة أن الطفل المستفيد سيكتسب تلقائيا أدوات النطق؟ + إن نجاح علمية الزرع من طرف جراحين أكفاء لا يعني بالضرورة أن الطفل المستفيد سيكتسب تلقائيا أدوات النطق ويتأقلم مع الوضع الجديد، وهنا ننوّه إلى أهمية التكفل بالطفل بعد زرع القوقعة ومرافقته نفسيا وأرطفونيا. - بكم تقدّر تكلفة عملية الزرع؟ + تكلفة عملية الزرع التي تقررت مجانا في إطار برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الرامي إلى إدماج الطفل الصم بالمدارس، وتبلغ حوالي 5ر2 مليون دج والحقيبة المزودة بالقوقعة ولواحقها ما بين 90 مليون الى غاية 110 مليون سنتم ويتحصل عليها الطفل بعد إجراء العملية. وهنا المستفيدين وذويهم غالبا ما يصطدمون بعدة مشاكل بعد عملية الزرع، منها نقص الحقيبة التي يستلمونها من بعض اللواحق مثل مفتاح الشفرة التي تساعد على تسوية ضبط القوقعة عند أي خلل تقني الشيء الذي يجعل الطفل يضيّع وقتا كبيرا لتصليح العطب ويعود إلى صمه المعهود. - هل من مشاريع مستقبلية تسعون لتحقيقها؟ + نسعى لإدراج اللواحق ضمن الوسائل الخاضعة للتأمين الاجتماعي وبذلك تكون قابلة للتعويض بالنسبة للمرضى، وذلك بالتنسيق مع وزارة العمل والضمان الاجتماعي. وعلى غرار هذا، نسعى أيضا لتجسيد مشروع التشخيص المبكر للصمم، وفتح مركز مرجعي للأطفال زارعي القوقعة ما قبل التمدرس، ومشروع الإدماج المدرسي بعد زرع القوقعة للأطفال. - كلمة أخيرة نختم بها حوارنا... + نشكر جريدة السياسي على اهتمامها وإتاحة الفرصة لإثبات نشاطاتنا ونتمنى إنجاح مشروعنا، وننصح الأولياء باتّباع الجهاز عند وضعه لأطفالهم كما تنص عليه المعايير الدولية، ونتمنى من الأولياء أيضا أن يساهموا في مساعدة أطفالهم وتأهيلهم قبل وبعد عمليات زرع القوقعة من خلال المتابعة والمراقبة، لأن المستلزمات والجهاز وحدهما لا يكفيان حيث يجب الحفاظ على الكابل ولاقط الذبذبات والموجات الصوتية والبطاريات والتي تكون مدة صلاحيتها من 3 إلى 5 أيام، وننصح الأولياء أيضا بالتشخيص المبكر للأطفال بداية من سن النطق أي قبل بلوغه السنتين.