تساءل العديد من المواطنين عبر بلديات العاصمة وما جاورها عن ظاهرة الأعمدة الكهربائية التي تظل مشغلة ليلا نهارا دون التحرك والتطلع لأسباب عدم إنطفائها مع بداية كل يوم جديد، والاعتماد على الإنارة الطبيعية تفاديا لإهدار كميات هائلة من الطاقة الكهربائية التي لا يزال الكثير من المواطنين عبر عدة مواقع يحلمون بها نظرا لغيابها عن مجمعاتهم السكنية وهو ما يحرمهم من الخروج ليلا، حسبما استسقته السياسي خلال زيارة ميدانية قادتها لبلديات العاصمة. وجهتنا الأولى كانت بلدية زرالدة إذ أول ما لفت انتباهنا ونحن نلج المدينة هو أعمدة الإنارة العمومية التي كانت مشتعلة بمنتصف النهار، حيث أكد بعض المواطنين ممن تحدثت إليهم السياسي أن الوضع ليس بالجديد عن المنطقة ففي الكثير من الأحيان لا تطفأ أعمدة الإنارة العمومية لتترك مشتعلة طيلة النهار والليل دون أي تدخل لمؤسسة إيرما أو أي جهة معنية أخرى. وأضاف المتحدثون أن الوضع ذاته تعرفه كل من الأحياء المتواجدة ببلدية اسطاوالي وسيدي عبد الله ووسط المعالمة، مشيرين إلى أن ذات التصرف غير مسؤول وأنه على الجهات المحلية التحرك ووضع حد للظاهرة التي من شأنها إهدار كميات هائلة الطاقة الكهربائية. وجهتنا الثانية كانت نحو بلدية بن عكنون، ين كانت عديد الأعمدة الكهربائية عبر الكثير من الأحياء مشتغلة إلى غاية الفترة المسائية أي على مدار 24 ساعة، حيث تساءل بعض المواطنين عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء الظاهرة، في حين تعاني بعض البلديات من الظلام الحالك وهي الضربية التي يدفعها المواطنون، حسب السكان. أحياء تعيش الظلام والبلدية ترجع الأمر لرداءة المصابيح أما ببلدية العاشور فقد وجّه السكان ندائهم للسلطات المحلية بغية التحرك لتعميم الإنارة العمومية والقضاء على الكابوس الذي يعيشون به بسبب الظلام الحالك الذي يحرمهم من الخروج ليلا خاصة بالنسبة لأصحاب السيارات، مؤكدين أن غياب الإنارة بإمكانها التسبب بحوادث مرورية. ومن جهته، فقد أرجع رئيس بلدية العاشور دحمان سيليني خلال اتصال ل السياسي غياب الإنارة العمومية ببعض الأحياء إلى رداءة المصابيح المستعملة، مضيفا أن عملية صيانة الأعمدة هي جارية على مستوى حي عدل، حيث تمّ إصلاح البعض منها إلى حين تعميمها على كل الحي قريبا. القصوري: السلطات المحلية المسؤولة الأولى عن الظاهرة أكد سمير القصوري نائب الأمين العام بجمعية حماية المستهلك خلال اتصال ل السياسي أن ثلتي النفقات الخاصة بالبلديات تخصص للإنارة العمومية، وهي التي تكلّف مبالغ مالية طائلة تصرف من ميزانية البلدية، مرجعا مسؤولية إهدار الطاقة الكهربائية من خلال بقاء الأعمدة مشتغلة ليلا نهارا إلى البلديات بالدرجة الأولى، لتليها مؤسسة تصليح وصيانة الإنارة العمومية. وقد أوضح القصوري طريقة معرفة إن كان العمود قيد التصليح آم هو سليم غير أنه يبق مشتعل ليلا نهار، مؤكدا إن كانت الأعمدة الكهربائية مشتعلة ليوم واحد فالسبب هو مفتعل وغايته الصيانة، أما إن كانت الأعمدة مشتعلة لأسابيع فهذا يعتبر إهمالا من طرف الجهات المحلية والمؤسسة المعنية بالصيانة. صيانة وتنظيف الجهاز الخاص بالْتقاط الضوء... ضروري من جهة أخرى، فقد أكد نائب الأمين العام لحماية المستهلك في سياق حديثه أن عدم تنظيف الجهاز الخاص بإشعال وإطفاء الإنارة والذي عادة ما يتواجد فوق العمود من طبقة الأتربة أو الغبار، فإن هذا الجهاز يصبح غير قادر على أداء مهامه بالشكل المطلوب، خاصة وأنه يعمل من خلال عملية الْتقاط ضوء وأشعة الشمس أين يقوم بإطفاء الأضواء أوتوماتيكيا وفي حال غروب الشمس فإن ذات الجهاز يقوم بتشغيلها مجددا، مشيرا أن عدم تنظيف حواف الجهاز الخاصة باستقبال الضوء يفشل مهمته بعد تشكل عازل ضوئي، مشيرا إلى أن ذات الظاهرة تكلّف البلدية ثلثي الميزانية الخاصة بها والتي تعتبر بالطائلة والهائلة.