شرعت الكتيبة الوطنية تحت قيادة المدرب رابح سعدان، خلال الساعات الأخيرة، في الأمور الجدية وفي تطبيق البرنامج التحضيري الذي سطره الطاقم الفني الوطني استعدادا لأكبر حدث كروي عالمي، المرتقب في جنوب إفريقيا بعد أقل من شهر، حيث تسير تدريبات محاربي الصحراء المتربصين حاليا في مرتفعات كرانس مونتانا السويسرية في أجواء رائعة جدا بعد التحاق جل عناصر التعداد بمقر التربص، وهو ما جعل سعدان يعطي إشارة انطلاقة العمل الجدي خاصة وأن الخضر لم يعد لديهم المزيد من الوقت ليضيّعوه. اللاعبون واعون بما ينتظرهم وقد ظهر على زملاء معشوق الجماهير الأسكتلندية مجيد بوڤرة، أنهم في أفضل أحوالهم المعنوية رغم الموسم الاستثنائي والشاق الذي قضوه مع أنديتهم، سواء بسبب لعنة الإصابات وفقدانهم لمكانتهم الأساسية، أو بسبب سوء النتائج وسقوط أنديتهم إلى القسم الأدنى، غير أن ذلك لم يكن ليؤثر على رفقاء الوافد الجديد الحارس مبولحي رايس وهاب، الذين التحقوا بتربص سويسرا بمعنويات جد مرتفعة، مؤكدين ل"الشباك" أنهم واعون بما ينتظرهم ولا يفكرون في الفترة الحالية سوى في كيفية ضمان أفضل تحضير من أجل تحقيق مشاركة مشرفة في كأس العالم وتمثيل الجزائر أحسن تمثيل، خاصة أن معظمهم اشتاق لأجواء الاحتفالات ويريد تكرار سيناريو التصفيات بإخراج ملايين الجزائريين للشوارع وتأكيد أن الجزائر تملك منتخب المواعيد الكبرى. حرب المناصب تشتعل والكل يريد تأكيد مكانته وقد ظهر جليا من خلال الحصص التدريبية الأولى التي أجرتها التشكيلة الوطنية بسويسرا، أن كل العناصر قد دخلت في صلب الموضوع دون مقدمات، كيف لا والأمر يتعلق هذه المرة بتربص تحضيري لكأس العالم، التي يحلم كل لاعب بالمشاركة فيها، وهو ما عكسته الطريقة التي تدرب بها رفقاء الوافد الجديد كارل مجاني، الذين ظهرت عليهم ملامح الجدية وأكدوا أنهم جاءوا إلى كرانس مونتانا من أجل إقناع الطاقم الفني بإمكاناتهم وأحقيتهم بتمثيل بلد المليون ونصف المليون شهيد خلال هذه التظاهرة العالمية، خاصة وأن الجميع يدرك بأن هذا التربص هو أهم محطة تحضيرية لهم والسبيل الوحيد من أجل كسب ثقة الناخب الوطني رابح سعدان، الذي سبق له التأكيد أنه سيحدد معالم القائمة النهائية في نهاية التربص ويعلن عن اسمي اللاعبين اللذين سينسحبان من السباق، في خطوة الهدف منها دفع اللاعبين إلى بذل كل ما في وسعهم وتحسين لياقتهم، وهو ما كان له الأثر الإيجابي لدى رفقاء عنتر يحيى بدليل اشتعال حرب المناصب مبكرا. سعدان متخوف من تجدد الإصابات وفي سياق آخر، فقد ظهر بصفة جليلة أن المسؤول الأول عن العارضة الفنية للخضر رابح سعدان، جد متخوف من لعنة الإصابات التي طاردت أشباله في الأشهر القليلة الماضية بصفة غريبة، وهو ما تعكسه الطريقة التي يتعامل بها قائد سفينة المحاربين مع زملاء زياني، الذين حذرهم في العديد من المناسبات من الاحتكاك فيما بينهم والقيام بالتدخلات الخشنة أو الدخول في الصراعات الفردية التي من شأنها أن تتسبب في إصابات خطيرة جديدة تبقى التشكيلة الوطنية في غنى عنها، كما أن سعدان ظل في كل الحصص والمباريات التطبيقية يحث زملاء ڤاواوي على اللعب بطريقة ذكية وتفادي كل الحركات التي قد تؤثر على حالتهم الصحية. برمج مباريات تطبيقية في نهاية كل الحصص وما يؤكد أن عناصر النخبة الوطنية قد شعرت فعلا في العمل الجدي في تحضيراتهم للمونديال القادم، هو البرنامج الذي سطره الناخب الوطني رابح سعدان، فبغض النظر عن التدريبات الشاقة التي يخضع لها أشباله منذ بداية تربص سويسرا، فإنه عمد في نهاية كل حصة تدريبية إلى برمجة مباريات تطبيقية فيما بين اللاعبين، من خلال تقسيم التعداد المتوفر إلى مجموعتين مختلفتين ومتكافئتين قصد إعطاء التدريبات حيوية أكبر والسماح لعناصره باستعادة معالمهم ولمس الكرة لأكبر فترة ممكنة، باعتبار أن جل عناصر التعداد تفتقد للمنافسة بعد التهميش الذي عانوا منه في أندتيهم. الطاقم الطبي يطمئن بخصوص الإصابات أما فيما يخص الحالة الصحية لعناصر الخضر والتي أصبحت الشغل الشاغل لكل الشارع الرياضي الجزائري وللناخب الوطني رابح سعدان، فيبدو أن الأمور قد تحسنت كثيرا وتسير نحو القضاء نهائيا على هذه الإشكالية التي أرهقت كاهل سعدان، بدليل ما أكده أعضاء الطاقم الطبي للخضر، الذي جاءت كل توقعاتهم وتصريحاتهم في خانة التفاؤل بشفاء كل اللاعبين في أقرب وقت ممكن، وهو الأمر الذي من شأنه أن يريح عشاق كتيبة المحاربين، ويزيل مخاوفهم من احتمال غياب ركائز التشكيلة عن هذا الحدث الكروي العالمي الهام. بوقلالي: "لا يمكن الحديث عن إصابات اللاعبين لكنها تتحسن تدريجيا" وفي هذا السياق، أكد طبيب المنتخب الوطني، الدكتور بوقلالي ل"الشباك"، في حديث جانبي، أنه لا يمكن للطاقم الطبي الحديث عن إصابات اللاعبين بالتفصيل وبصفة دقيقة، غير أن الأكيد بالنسبة له هو أن كل عناصر التشكيلة تتحسن صحتها تدريجيا وتبعث على التفاؤل، خاصة أن كل اللاعبين تجاوبوا بصفة إيجابية مع العلاج الخاص الذي خضعوا له في الفترة الأخيرة.