الصدفية مرض جلدي مزمن ولا علاقة له بالوراثة غياب مختصين لعلاج هذا المرض زاده تعقيدا يعد مرض الصدفية من الأمراض الجلدية غير المعروفة لدى الكثير من المواطنين والتي يصعب على الأطباء التعرف عليها وتشخيصها في بدايتها، وإن كان المصابون بهذا المرض يعانون من ندرة الأدوية كغيرهم من المرضى، غير أن الجانب النفسي المنهار بفعل المرض وتكتم المصابين عنه خشية نفور المحيطين بهم منهم، يُفقد الثقة في أنفسهم ويدخلون في حالة من العزلة والخوف هو ما يصعب رحلة الشفاء وهو ما أكدته سخارة يامنة مختصة في الطب الداخلي وعضو بجمعية مرضى الصدفية خلال حوار جمعها ب السياسي مشددة بذلك على ضرورة تعامل هذا المرض بصفة عادية مع العلاج والابتعاد عن محفزاته على غرار القلق والضغوطات الاجتماعية. بداية هلا عرفتنا بمرض الصدفية، وما هي أسبابه ؟ يعتقد غالبية المواطنين أن الصدفية هي مرض جلدي حاله حال باقي الأمراض الجلدية، غير أن المرض والذي يظهر على شكل بقع حمراء تكسوها قشور بيضاء سميكة وتظهر على المرفقين، أسفل الرأس، الظهر، الركبتين وهي الأماكن الأكثر عرضة للإصابة به، هو مرض خطير ما لم يحظَ بالرعاية والتكفل الطبي والنفسي الضروريين. جل الناس يعتقدون أنه مرض معد وهو ليس كذلك، غير أسباب المرض غير معروفة وبعض المختصين يعتقدون أن أسبابه وراثية وآخرون يرجحون أنه ناتج عن خلل في جهاز المناعة ويصيب كافة الفئات العمرية وعليه اجدد القول أن مرض الصدفية مرض جلدي مزمن يصيب الجلد وأسبابه مرتبطة بالمناعة، حيث أنه يمس المناعة كغيره من الأمراض ومن مسبباته القلق والذي يعتبر سببا غير رئيسي عكس ما يعتقد الأغلبية ولكن من أحد العوامل المساعدة في الإصابة بالصدفية، وهناك أسباب أخرى على غرار التلوث والنمط المعيشي والضغوطات الاجتماعية. وهل له علاقة بالوراثة، وهل هو معدٍ ؟ كما سبق وذكرنا فإن الصدفية مرض جلدي ناتج عن المناعة، حيث أنه يكتسب وليس وراثيا وهناك بعض العائلات تكون مصابة بهذا المرض لكن لا يرجع إلى العوامل الوراثية والصدفية مرض غير معدٍ مطلقا. ما هي الأعراض الناجمة عنه ؟ أعراض الصدفية تبدأ باحمرار البشرة وحكة مفرطة ومزعجة وقشور في الجلد لا تزول بالعلاج ومع مرور الوقت كما تبدأ بتشققات الجلد. ما الذي قد يزيد من خطورته ؟ مثلا مواد التنظيف وغيرها ؟ ليس هنالك شيء معين يزيد من خطورة الصدفية سوى مواد التنظيف التي ننصح باجتنابها لأن لها تأثير قوي في استفحال الصدفية. تشكل الصدفية عقدة لدى بعض المصابين فبما تنصحون لتجنب ذلك ؟ الصدفية تشكل عقدة لدى بعض المصابين بها أمام تجنب المجتمع لهم وأكبر المتضررين منها هم فئة الشباب والنساء فتقف حجر عثرة في طريقهم للارتباط لدى ننصح بالاعتناء النفسي بالمرضى لانه أمر ضروري جدا فالراحة النفسية مهمة جدا للمصابين حيث أن القلق والتوتر يزيدان من حدة الوضع فالصدفية تأتي من القلق وتتسبب في القلق. يلجأ بعض المصابين لاستعمال الأعشاب للتداوي، هل هذا قد يشكل خطورة؟ وهل من علاج لهذا الأخير؟ توجد أعشاب مفيدة وذات فاعلية ولكن شريطة التأكد منها جيدا لان هناك البعض من هؤلاء المعالجين يبيعون الوهم ويتاجرون بيأس المرضى فلا يوجد علاج نهائي لحد الساعة وأن هذه التركيبات قد تزيد من خطورة المرض بدلا من القضاء عليه. نحن كمختصين لا ننصح المرضى باستعمال الأعشاب للتداوي لأنها قد تكون خطيرة وتزيد من حدة المرض ولا تزيده وهناك علاجات أخرى على غرار المراهم والحبوب والأدوية. تكلم المخترع زعبيط عن دواء لعلاج الصدفية، هل حقيقة لهذا الدواء فعالية وهل تم تجريبه ؟ أنا شخصيا استعملت هذا الدواء ولم ألتمس فيه فاعلية ملحوظة ولكن هناك من استعمل هذا الدواء ووجد فعالية فيه، فيما لم يجد آخرون النتائج المرجوة ولكن بالنسبة لي وفي رأيي الشخصي فإن دواء المخترع زعبيط هو دواء مرطب للمصابين، كما أنه لم تثبت أي دراسة بأنه فعال ويقضي على الصدفية وإلى حد الساعة لم يثبت أنه فعال. لازالت الأبحاث العلمية عاجزة عن هذا المرض لماذا حسب رأيكم ؟ لا نستطيع القول بأن الأبحاث عاجزة، حيث أنها متواصلة وهناك أدوية فعالة استطاعت القضاء على الصدفية، إلا أن المرضى يعانون مع التأمين وجهل السلطات للمرض، فبعض الأدوية التي يصفها الأطباء لمرضى الصدفية غير متوفرة في الجزائر ويتم جلبها خصيصا من الخارج، أما المؤمنة فهي أدوية رخيصة وغير فعالة. وهناك بعض الأنواع من الأدوية الموصوفة والمستخدمة في العلاج لديها أعراض جانبية خطيرة مثل: بعض المراهم المستعملة في العلاج لمدة 3 أو 4 أشهر غير أن المريض وبمجرد أن يتوقف عن استخدامها يعاوده المرض بقوة، كما أن بعض المراهم التي تقلل من سماكة البشرة، وهناك دواء غير متوافر في السوق المحلية يشتريه المرضى من الخارج ب 50 أورو، وعلى المريض الخضوع خلال فترة العلاج به لتحاليل الدم شهريا لأنه يؤثر بشكل كبير على الكبد والرئتين. وهل لأشعة الشمس تأثير على المرض؟ وبماذا تنصحون، خاصة ونحن على أبواب فصل الصيف ؟ وهل يمكن للمرض أن يصبح سرطاناً ؟ أشعة الشمس لها فائدة كبيرة وليس لها تأثير جانبي على مرضى الصدفية حيث ننصح بالتعرض لأشعة الشمس وخاصة في فصل الصيف ونلاحظ أن بعض المصابين يتماثلون للشفاء أثناء فصل الصيف ويرتاحون، وبالنسبة لتحول الصدفية للسرطان فهذا غير وارد. 90 بالمئة من الجزائريين لا يعرفون هذا المرض لماذا حسب رأيكم ؟ ربما لأن المرض ليس معروفا كالأمراض الأخرى ولأنه لم يكن منتشرا، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنه نفتقد في بلادنا لمختصين في علاج الصدفية. هل يؤثر هذا المرض على بعض الأمراض الأخرى المزمنة؟ ليس هناك تأثير مطلقا للصدفية على الأمراض المزمنة الاخرى سوى أن أدوية الصدفية يمكنها أن لا تتلاءم مع الأدوية الاخرى لمرضى الصدفية وهذا ما يشكل خطورة على المرضى فننصح المرضى بتوخي الحذر في هذا الجانب. وهل ترون بأن هذا المرض في تزايد أم في تراجع ولماذا حسب رأيكم؟ نلاحظ بأن المرض في تزايد كما لاحظنا انتشاره الملفت في أوساط الأطفال وترجع الأسباب إلى نمط الحياة الخاصة وللظروف الاجتماعية وضغوط الحياة اليومية التي تساهم في التوتر والقلق والإصابة بالصدفية. في الأخير بما يمكن أن تنصحون المواطن لتفادي هذا المرض ؟ أي إنسان معرض للصدفية ويجب أن يكون هناك نمط حياة متوازن، حيث ننصح المصابين والأصحاء بأن يمارسوا نشاطات معينة لكسر الروتين اليومي وللقضاء على التوتر والضغط كما ننصحهم عن الابتعاد عن القلق ونذكر بمقولة العقل السليم في الجسم السليم . كلمة أخيرة نختم بها حوارنا: نتمنى التكفل بهذا المرض والتكفل الجيد بالمرضى والمصابين وأن يسلط عليه الكثير من الضوء وإعطائه جانب واسع من الاهتمام والتوعية والتحسيس به، كما يجب توجيه المرضى من طرف المختصين والاهتمام بالجانب النفسي لديهم أثناء العلاج كما نتمنى أن تتوفر أدوية معالجة تكون فعالة لهذا المرض وأن يكون مختصون أكفاء في المجال.