يعد مرض الصدفية من الأمراض الجلدية غير المعروفة لدى الكثير من المواطنين والتي يصعب على الأطباء التعرف عليها وتشخيصها في بدايتها، وإن كان المصابون بهذا المرض يعانون من ندرة الأدوية كغيرهم من المرضى، غير أن الجانب النفسي المنهار بفعل المرض وتكتم المصابين عنه خشية نفور المحيطين بهم منهم فيفقدون الثقة في أنفسهم ويدخلون في حالة من العزلة والخوف هو ما يصعب رحلة الشفاء. يعتقد غالبية المواطنين أن الصدفية هو مرض جلدي حاله حال باقي الأمراض الجلدية، غير أن المرض والذي يظهر على شكل بقع حمراء تكسوها قشور بيضاء سميكة وتظهر على المرفقين، أسفل الرأس، الظهر، الركبتين وهي الأماكن الأكثر عرضة للإصابة به هو مرض خطير ما لم يحظ بالرعاية والتكفل الطبي والنفسي الضروريين. يقول رئيس الجمعية الوطنية لمرضى الصدفية بعداش حسن، والذي خص مقر جريدة "الشروق" بزيارة رفقة الأمين العام للجمعية مهدي بلخام ونائبه بلطين عبد المالك، أن هذا المرض لم يكن معروفا إلا في الآونة الأخيرة في عام 1995 وجل الناس يعتقدون أنه مرض معد وهو ليس كذلك، غير أسباب المرض غير معروفة فالإحصائيات تشير إلى أن عدد المصابين بهذا المرض في الجزائر يتراوح مابين 2 إلى 3 ٪، بعض المختصين يعتقدون أن أسبابه وراثية وآخرون يرجحون أنه ناتج عن خلل في جهاز المناعة ويصيب كافة الفئات العمرية. ومع أن المرض مزمن يضيف المتحدث إلا أن المرضى يعانون مع التأمين وجهل السلطات للمرض، فبعض الأدوية التي يصفها الأطباء لمرضى الصدفية غير متوافرة في الجزائر ويتم جلبها خصيصا من الخارج، أما المؤمنة فهي أدوية رخيصة وغير فعالة. وأكد أعضاء الجمعية أن هناك بعض الأنواع من الأدوية الموصوفة والمستخدمة في العلاج لديها أعراض جانبية خطيرة مثل: بعض المراهم المستعملة في العلاج لمدة 3 أو 4 أشهر غير أن المريض وبمجرد أن يتوقف عن استخدامها يعاوده المرض بقوة، كما أن بعض المراهم التي تقلل من سماكة البشرة، وهناك دواء يدعى "نيوتيغازون" غير متوافر في السوق المحلية منذ قرابة السنتين يشتريه المرضى من الخارج ب 50 أورو، وعلى المريض الخضوع خلال فترة العلاج به لتحاليل الدم شهريا لأنه يؤثر بشكل كبير على الكبد والرئتين.
وكشف أعضاء الجمعية التي مضت سنة على تأسيسها أن الاعتناء النفسي بالمرضى أمر ضروري، فالصدفية تشكل عقدة لدى بعض المصابين بها أمام تجنب المجتمع لهم وأكبر المتضررين منها هم فئة الشباب والنساء فتقف حجر عثرة في طريقهم للارتباط، محذرين من المعالجين بالأعشاب الذين يزعمون إمكانية علاجهم لداء الصدفية، حيث اعترف المتحدثون أن 99 ٪ من هؤلاء المعالجين يبيعون الوهم ويتاجرون بيأس المرضى فلا يوجد علاج نهائي لحد الساعة وأن هذه التركيبات قد تزيد من خطورة المرض بدلا من القضاء عليه.