تقف الجزائر في طليعة جبهة إفريقية معارضة لمساعي منح دولة الكيان الصهيوني صفة عضو مراقب في الاتحاد الإفريقي ، حيث تصر على رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني مهما كانت صفته في وقت تتهافت عليه بعض الدول العربية والإسلامية ،وهو ما جعل مراقبين لا يستبعدون انسحاب بلادنا من القمة الإفريقية المرتقبة في العاصمة الرواندية كيغالي في حال حضور إسرائيل وفاء لتاريخها الطويل والمشرف في دعم القضية الفلسطينية. كشفت أوساط إعلامية عربية وغربية عن ضغوط جزائرية سودانية على الاتحاد الإفريقي لاعتراض مسعى منح إسرائيل صفة عضو مراقب في الهيئة الأفريقية، بعد اقتراح إثيوبي - صهيوني خلال زيارة قادت بنيامين نتانياهو إلى أديس أبابا. و أشارت المصادر إلى أن الجزائر و الخرطوم تقودان محورا يقف في وجه حصول إسرائيل على هذه العضوية، وأن موقفيهما كان من بين الأسباب الرئيسية التي تسببت في عدم استقبال الاتحاد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على هامش زيارته الأخيرة للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وأبرزت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأخيرة لعدة دول أفريقية، من بينها إثيوبيا، هو محاولة لاستعادة صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي، الذي تم إلغاؤه في 2002، بدورها نقلت وكالة قدس برس أمس عن وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور، قوله أن مطالبة بعض الدول الإفريقية بانضمام إسرائيل إلى عضوية الاتحاد الإفريقي، غير واردة قانونيا. وقال غندور: إسرائيل ليست دولة أفريقية، والاتحاد الإفريقي واتفاقية تأسيسه الأولى في المنظمة الافريقية عام 1963، قبل أن يتحول إلى اتحاد في قمة سرت، لا تشير إلى امكانية دخول أعضاء من خارج القارة الإفريقية . وأضاف: ميثاق الاتحاد الافريقي يحدد شروط العضوية، وبالتالي مطالبات البعض بدخول هذه الدولة أو تلك إلى الاتحاد، تتناقض مع الميثاق . و تعليقا على القضية قال المحلل السياسي محمد قنطاري في اتصال مع السياسي إن المناورات الإسرائيلية في القارة السوداء تتم بتنسيق مع نظام المخزن المغربي الذي يخطط لعزل الجزائر دوليا من خلال فتح أبواب القارة امام بني صهيون لمعرفته المسبقة بموقف الجزائر الرافض للتطبيع مع إسرائيل مهما كان الظرف ،ما يعني حتما انسحاب بلادنا من القمة الإفريقية المرتقبة في كيغالي و من الهيئة ككل في حال أي حضور لإسرائيلي، و يرى أستاذ العلوم السياسية و العلاقات الدولية في جامعة وهران أن هذا المقترح غير القانوني كون إسرائيل ليست دولة افريقية، ما كان ليطرح لولا دعم النظام المغربي المعزول إفريقيا بفعل انتهاكاته المستمرة في حق الشعب الصحراوي. و لم يستبعد محدثنا إمكانية تأثير العلاقات القوية للكيان الصهيوني مع دول افريقيا السوداء خصوصا في اثيوبيا و غانا و الصومال و أوغندا على قرارات الإتحاد الإفريقي مستقبلا في ظل المساعدات المالية و التقنية التي تقدمها لهذه الدول المعروفة بالولاء لمن يدفع أكثر، و هو ما يعقد من مأمورية الدول الرافضة للتطبيع و على رأسها الجزائر و السودان و يضعها بين مطرقة التطبيع و سندان العزلة، لكنه استدرك قائلا من المستحيل أن تكون الجزائر ضمن مؤسسة إسرائيل عضو فيها . من جانبه استبعد المحلل السياسي محمد لعقاب في اتصال مع السياسي فرضية منح العضوية لإسرائيل في الاتحاد الإفريقي ، ويذكر أن موضوع رفض التطبيع مع إسرائيل عاد بقوة ليتصدر واجهة الأحداث في الجزائر بعد رفض السلطات اعطاء تأشيرة دخول لمدرب منتخب فريق غانا الوطني لكرة القدم افرام غرانت الاسرائيلي الجنسية لحضور مباراة فريقه الودية على أرض الوطن تضامنا مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. ووصف مراقبون الخطوة السالفة ب البالغة الأهمية لأن السلطات الجزائرية تقدم عليها في وقت تتهافت فيه حكومات عربية عديدة للتطبيع مع اسرائيل واقامة علاقات سرية وعلنية معها وتحالفات فوق الطاولة وتحتها وتضع حركات المقاومة على قوائم الارهاب وبمباركة جامعة الدول العربية.