- أسعار النفط تتراجع في الأسواق العالمية تحتضن العاصمة النمساوية فيينا، اليوم، محادثات هامة تتطرق لمساهمة المنتجين غير الأعضاء ب أوبك في اتفاق للحد من إنتاج النفط وسط أنباء عن تغيب السعودية وتشكيك في مواقف إيران، وهذا قبيل اجتماع وزراء النفط فى المنظمة يوم الأربعاء لوضع اللمسات الأخيرة ل اتفاق الجزائر ، الذي تؤكد بخصوصه عديد المؤشرات أن المنتجين الكبار سيلتفون حوله خلال المرحلة المقبلة، باعتباره طرحا متوازنا يخدم مصالح الجميع سواء فيما يتعلق بحصص إنتاج كل دولة أو على مستوى العوائد النفطية. قالت مصادر إعلامية دولية، إن السعودية، أكبر مصدر للنفط في منظمة أوبك ، لن تحضر محادثات مزمعة في فيينا اليوم مع منتجي النفط غير الأعضاء في المنظمة، ومن المقرر أن يناقش الاجتماع مساهمة المنتجين غير الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول في اتفاق للحد من الإنتاج، قبل أن يجتمع وزراء نفط دول أوبك يوم الأربعاء لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق. وقال مصدر المنظمة: هناك خطاب رسمي من السعودية يقول إنها لن تحضر الاجتماع، لأن الوزراء يجب أن يتفقوا على الخفض ثم يقدموا الاتفاق إلى الدول غير الأعضاء في (أوبك) . وأضاف: هذا سيكون أكثر فعالية . وتسعى أوبك إلى وضع اللمسات النهائية على اتفاق جرى التوصل إليه في سبتمبر سيخفض إنتاج النفط إلى ما بين 32.5 و33 مليون برميل يوميا، حيث يهدف الاتفاق للقضاء على تخمة المعروض ودفع أسعار النفط للارتفاع، كما ترغب المنظمة أيضا في أن يقوم المنتجون غير الأعضاء مثل روسيا بخفض الإنتاج. بوطرفة متفائل وقبيل الإجتماع المصيري، قال وزير الطاقة، نور الدين بوطرفة، ان لجنة الخبراء المكلفة بتوزيع الحصص أوبك اعتمدت اقتراحا جزائريا حول آلية تطبيق الاتفاق الذي سبق التوصل إليه في الجزائر، أواخر سبتمبر الماضي، لعرضه أمام اجتماع فيينا القادم. وفي حوار مع وكالة الأنباء الجزائرية، لم يكشف بوطرفة مضمون هذا المقترح، لكنه قال: تبنت لجنة خبراء أوبك مقترح الجزائر وقررت عرضه في الاجتماع الوزاري للمنظمة المزمع عقده في 30 نوفمبر . وتابع: وضعت الجزائر على الطاولة اقتراحا نعتقد أنه جيد ومتوازن ويأخذ بعين الاعتبار انشغالات كل الأطراف . وقال الوزير: نحن متفائلون باتخاذ مقترح الجزائر كقاعدة عمل جيدة للوصول إلى اتفاق نهائي . المنتجون الكبار يلتفون حول اتفاق الجزائر أكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي، خالد بن عبد العزيز الفالح، أول أمس بالجزائر، ضرورة توصل أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك الى توافق من أجل تفعيل اتفاق الجزائر التاريخي القاضي بتخفيض إنتاج المنظمة إلى مستوى يتراوح بين 5ر32 و 33 مليون برميل يوميا. وقال الفالح انه في ظل التذبذب الذي تشهده أسواق النفط، فإنه من الضروري الوصول الى توافق بين دول أوبك والاتفاق على آلية فاعلة وأرقام محددة لتفعيل الاتفاق التاريخي الذي تم اتخاذه في الجزائر أواخر شهر سبتمبر المنصرم خلال الاجتماع الاستثنائي للمنظمة. وأعرب الوزير السعودي بالمناسبة، عن تفاؤله إزاء توصل أعضاء المنظمة، خلال اجتماعهم في 30 نوفمبر بفيينا، إلى اتفاق عادل ومتوازن وبمساهمة جميع دول المنظمة مع الأخذ بعين الاعتبار الاستثناءات التي خصت بها كل من ليبيا ونيجيريا والسماح لهم برفع الإنتاج بعد الاستقرار الامني والتجميد عند مستوى متفق عليه بالنسبة لإيران. بدوره صرح وزير النّفط الروسي، ألكسندر نوفاك، لوسائل إعلام روسية وغربية، بأن بلاده ستدعم كل مسعى يسمح بإذابة الخلافات وتقريب المواقف المساعدة على الخروج بقرار حاسم في قمّة فيينا القادمة، مشيرا إلى أن بلاده ستلتزم بالتطبيق المباشر لكل ما ستسفر عنه نتائجها وقراراتها. ولمح إلى أن الحفاظ على تثبيت سقف الإنتاج بصورة ترضي الجميع ستكون أولوية لدى جميع البلدان النفطية التي تشارك في اللقاء، مثمّنا اجتماع الجزائر الذي سمح بتذليل كل العقبات والفوارق وحتى التشنّجات بين الأطراف المعنية والفاعلة في سوق النّفط. من جهته، قال وزير النفط الإيراني بيجن نامدار زنجنه، في تصريح نقله موقع الوزارة الإلكتروني، أن إيران تشعر بالتفاؤل إزاء إمكانية توصل منظمة أوبك إلى اتفاق وتعتزم إِبْلاغ قرارها فيما يخص أي خفض في الإنتاج أَثْناء اجتماع المنظمة المقرر هذا الأسبوع. وإذا تقيد الوزراء سابقو الذكر بتصريحاتهم وعكسوا مواقف بلدانهم حقيقة، يمكن القول إن أجواء من التفاؤل باتت تسبق قمّة فيينا المرتقبة، وهذا بفضل مجهودات بذلتها وزارة الطاقة والدبلوماسية الجزائرية، ولعل هذا ما جعل بوطرفة يؤكد بأنه متفائل بأن يحقق اجتماع فيينا، الإجماع، المساعد على التحكم أكبر في سوق النّفط، وبالتالي احتمال صعود أسعار الخام إلى 55 دولارا. خبراء يتوقعون التزاما شاملا بالطرح الجزائري يتوقع خبراء ومحللون اقتصاديون، من ضمنهم الخبير الطاقوي، مهماه بوزيان، التزاما كبيرا خلال اجتماع فيينا للنفط يوم 29 نوفمبر الجاري، بتطبيق اقتراح الجزائر بخفض حصص إنتاج المنظمة وإعادة التوازن للأسواق، وذلك رغم التشكيك في الموقف الإيراني والحديث عن تغيب السعودية عن اللقاء. وقال مهماه بوزيان في حوار إذاعي، أمس، إن الجميع على قناعة تامة بعدم تفويت فرصة لقاء فيينا وتطبيق المقترح الجزائري بخفض إنتاج النفط إلى 32.5 مليون برميل باعتباره طرحا متوازنا يخدم مصالح الجميع سواء فيما تعلق بحصص إنتاج كل دولة أو على مستوى العوائد النفطية. وأضاف المتحدث، أن عوامل عديدة تبعث على التفاؤل والاطمئنان بخصوص اجتماع فيينا من بينها تصريحات إيران الأخيرة التي تلغي الشكوك بشأن موقفها والقائلة بأن ما ستخسره إيران على مستوى الحصص، ستجنيه على مستوى العوائد ، وأضاف أن منظمة الأوبك استطاعت خلال الاجتماع التاريخي بالجزائر وبفضل الجهود الجزائرية، إعادة الثقة في نفسها كمنظمة عالمية، لذلك لا يمكنها التراجع خلال اجتماع فيينا والعودة إلى حالة الإحباط السابقة. وأكد مهماه أن تطبيق المقترح الجزائري فيما يتعلق بتقليص حجم الإنتاج سيمكننا من سحب أكثر من الكمية الفائضة من النفط في الأسواق بداية من السنة المقبلة ، مذكرا أن تحرك الجزائر من أجل إعادة التوازن للأسواق النفطية بدأ منذ وقت طويل وأن العمل حاليا يصب في إبراز تلك الجهود ضمن ورقة فنية من خلال محاصصة جديدية وورقة طريق مضبوطة ومسار مدروس يمتد على المدى الطويل. وأضاف المتحدث أن المطلوب حاليا من أوبك هو التفكير في إعادة بعث المنظمة في ثوب يتوافق والمتغيرات الاقتصادية العالمية وذلك من خلال تغيير العقيدة الاقتصادية والابتعاد عن تمحورها حول الخام والخوض في الصناعات البيتروكيماوية وتوسيع استثماراتها في الفضاءات البينية وكذا فتح العضوية وأقصد هنا روسيا بالدرجة الأولى، خاصة بعد ملاحظة مشاركتها في كل الاجتماعات واللقاءات، بالإضافة إلى المكسيك أيضا وكل صغار المنتجين وذلك في إطار محاربة حرب الحصص ، مؤكدا انه فقط بهذه الطريقة، يمكن تحويل أوبك إلى إلى فضاء لكل المنتجين الراغبين في تنسيق عالي المستوى لمتابعة الأسواق وضبط الأسعار. وقال مهماه انه في حال نجاح أوبك في هذه الخطوة، سيمكنها من الخوض في النقاش حول الاستثمار في الغاز كقوة ومورد طاقوي هام جدا باعتباره الأنظف في منظومة الوقود الأحفوري. الأسواق تتراجع قبل اجتماع فيينا تراجعت أسعار النفط لتسجل 47.09 لخام القياس العالمي مزيج برنت و45.90 لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، في آخر جلسات تداول تعاملات الأسواق العالمية. ويأتي تراجع أسعار النفط فى الأسواق العالمية، وفقا للتقارير الإعلامية العالمية، بعد سيطرة الشكوك على التجار والمستثمرين من توصل الأعضاء فى المنظمة إلى اي اتفاقات من شأنها تعيد التوازن والاستقرار لأسواق النفط وهو ما أدى إلى عدم الإقبال على الشراء لتغطية مراكز البيع والتخزين. وانخفضت أسعار النفط فى الفترة الماضية، بسبب زيادة المعروض عن الطلب لأكثر من مليون برميل يوميا، ففى النصف الأول من 2016 بلغ حجم المعروض نحو 32.5 مليون برميل يوميا، فيما كان الطلب المقدر 30.1 مليون برميل، فيما يقدر حجم العرض الحالي والمتوقع الفترة المقبلة، 33.24 مليون برميل يوميا، والطلب 32.7 مليون برميل.