بعد وصول جل الأحزاب الى درجات متقدمة من عملية ضبط القوائم الإنتخابية الخاصة بتشريعيات ربيع 2017 ، أمكن للملاحظ قبل المحلل و المختص في السياسة استخلاص أن نفس الوجوه المشاركة سابقا في البرلمان والمجالس المنتخبة فرضت في واجهة القوائم المعلن عنها لحد الآن فيما تؤكد عديد التسريبات أن وجوها أخرى ألفها المواطنون في جلسات هيئة ولد خليفة المنقولة عبر التلفزيون ستهيمن على ملصقات التشكيلات السياسية في الحملة الإنتخابية التي ستنطلق رسميا في 3 أفريل المقبل . و عمدت عدة أحزاب لإقحام نفس الوُجوه القديمة في قوائمها للتشريعيات المقبلة، حيث تضمّنت عدّة أسماء من _ الحرس القديم _ الذي لم يكُن في مستوى تطلّعات الساكنة بعديد الدوائر الإنتخابية عبر الوطن ، بينما جرى تهميش الكفاءات الشابة بإدراجها في مراتب متأخرة أو في القوائم الإحتياطية برغم التزامات الساسة بالتعويل عليهم في هذا الإستحقاق الهام . و في السياق إعتمد الامين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى إلى غاية نهاية شهر فيفري 30 قائمة لمترشحي الارندي لتشريعيات 4 ماي 2017 ، و شهدت القوائم المعلن عنها سيطرة الحرس القديم لاويحيى على واجهاتها ،حيث تم تجديد الثقة في الذراع الايمن لاويحيى صديق شيهاب على راس ولاية الجزائر ، بينما اعتلى الوزير الطيب زيتوني صدارة ولاية وهران و عاد رئيس الكتلة محمد قيجي إلى تصدر تيسمسيلت، و تتداول أنباء حول ترسيم وزير الشباب الاسبق بلقاسم ملاح فارسا لولاية أم البواقي . من جهتها أعطت زعيمة حزب العمال الضوء الاخضر لكثير من النواب من أجل الترشح لعهدة جديدة على راس قوائم الحزب بمسقط راسهم ، امثال رئيس الكتلة البرلمانية للعمال جلول جودي ، و النواب رمضان تعزيبت في تيزي وزو ، و اسماعيل قوادرية في قالمة و رشيد خان في الشلف و صورية شعبان في وهران علاوة على اسماء أخرى . أما أحزاب فتية أخرى فعملت على استقطاب نجوم البرلمان السابق للترشح باسمها في التشريعيات المقبلة مثلما حدث مع النائب الطاهر ميسوم الشهير باسم سبيسيفيك الذي ترشح هذه المرة عبر بوابة حزب حزب الحكم الراشد بالمدية بعدما كانت عهدته الماضية باسم حزب التجمع الجزائري . و حتى القوائم الحرة شهدت عودة نواب سابقين و من بينهم نجمة شاشة التلفزيون الجزائري إبان الثمانينات نعيمة ماجر التي ترشحت في قائمة حرة بالعاصمة سميت أحرار البهجة . أما حزب جبهة التحرير الوطني الذي أجل الكشف في قوائمه إلى غاية إيداعها على مستوى مصالح وزارة الداخلية ،فقد أعلن استقبال 6200 ملف ترشح عبر القطر الوطني ، و من ضمنها ملفات 8 وزراء ، و عدد من أعضاء المكتب السياسي و اللجنة المركزية ،كما كشف أمينه العام جمال ولد عباس في تصريحات سابقة أن النواب الذين يريدون تجديد عهدتهم سيخضعون لتقييم شامل قبل الفصل في ملفاتهم ،و لذلك يرتقب لأن تحمل قوائم العتيد العديد من الكفاءات الشبانية على غير المُعتاد بعد التطمينات التي وجّهها الأمين العام _ جمال ولد عباس _ مؤخرا والقاضية بإقحام أصحاب الكفاءات والنزاهة، وهي المعايير التي أكّد الأمين العام أكثر من مرّة على ضرورة الإلتزام بتطبيقها وتوفّرها في مرشّحي قائمة الأفلان. من جهته خالف تكتل حمس_التغيير سنة الاحزاب الاخرى و أعلن عن تجديد قوائمه الإنتخابية بشكل شبه كامل ، بحيث لم يترشح سوى 3 نواب سابقين للتشريعيات المقبلة مثلما أكده رئيس الكتلة البرلمانية السابق للجزائر الخضراء نعمان لعور الذي قال بأن هذا القرار نابع من مبدأ التداول على شغل مقاعد في المجالس المنتخبة بين مناضلي الحركة.