أكد محللون سياسيون بالعاصمة الأردنية عمان، أن دعوة الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، للرئيس الفلسطيني، محمد عباس، إلى واشنطن لعقد لقاء ثنائي جاءت من أجل الحفاظ، على الأقل، على حالة نسبية من الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وأوضح المحللون، أن الإدارة الأمريكية الجديدة تدرك جيدا بأنه بدون حل القضية الفلسطينية وبأنه اذا تم تجاوز هذه القضية، فلن يكون أمن ولا استقرار في إسرائيل، معتقدين في نفس الوقت بأن ترامب لم يتراجع عن تشكيكه في إمكانية حل الدولتين والوصول الى هذا الحل. إلا أن المحلل السياسي، نواف الزرو، اعتبر أن اتصال ترامب بمحمود عباس جاء متأخرا بعد ان أشاعت وسائل الاعلام الأمريكية للإسرائيليين على ان هناك تخلي عن مشروعها لحل الدولتين وعن السلطة الفلسطينية، مشيرا الى أن الإدارة الأمريكية إستخلصت، بعد مراجعة كانت ضرورية، انه لا بد من الاتصال مع القيادة الفلسطينية من أجل، على الأقل، الحفاظ على حالة نسبية من الاستقرار في المنطقة. وقال بأن الأمريكان يدركون بأنه بدون حل الفضبة الفلسطينية، وبأنه اذا تم تجاوز هذه القضية باي شكل من الأشكال، فلن يكون لا أمان ولا استقرار في إسرائيل صديقتهم المعجزة. وبين بالمناسبة، ان السياسات الامريكية المتعلقة بالقصبة الفلسطينية وبمشروع حل الدولتين هي سياسات عبارة للإدارات الامريكية مما يعني، كما جاء في حديثه، بأنه لن نرى تحولا او تغيرا جوهريين مفيدين للفلسطينيين في ظل هذه الادارة الامريكية. وشدد نواف الزرو على أن الاتصال الذي جرى بين ترامب ومحمود عباس، ربما، سيكون من باب هدر الوقت فلسطينيا وكسب الوقت اسرائيليا. أما المحلل والكاتب في الشأن الفلسطيني، جهاد الرنتيسي، فقد اعتقد ان دعوة الرئيس الامريكي دونالد ترامب للرئيس، محمود عباس، تمثل تراجعا عما طرحه ترامب لدى استقباله للرئيس الاسرائيلي نتنياهو وان عباس يفترض ان يكون جزء من المخرج للتوصل الى صفقة ما مع الجانب الفلسطيني. وأضاف بأن دعوة محمود عباس الى واشنطن لا يعني تغيير طبيعة الحل ولا أعتقد ان السلطة الفلسطينية بإمكانها ان تغير من مجريات التفكير الأمريكي او من من طبيعة الأوضاع في المنطقة ، موضحا بان هذا الاتصال ليس مناورة لان الأمريكان يريدون حلال سياسيا للقضية الفلسطينية، ولكن على الطريقة الإسرائيلية وهم يرون في في الرئيس محمود عباس شريكا في تنفيذ هذا الحل. كما ذكر الرنتيسي بأن الدول العربية في ظل هذه المعطيات غير قادرة على التصلب خلف موقف، حتى ولو اتخذ خلال القمة العربية القادمة في مواجهة الإدارة الأمريكية وإسرائيل نتيجة العديد من الظروف الإقليمية (حالة من التفكك والاستقرار في الوطن العربي) إضافة الى تراجع هذه الدول في الفعل السياسي والعسكري والاقتصادي. وقال المحلل عبد المجيد سويلم من جهته، بأن الاتصال بين ترامب وعباس يعتبر نقطة تحول كبيرة في الموقف الأمريكي، وخصوصا ان الموقف الإسرائيلي خلال الفترة الماضية كان يروج لفكرة ان القيادة الفلسطينية معزولة، وان هناك حلولا إقليمية يجري الترتيب لها بمعزل عن القيادة الفلسطينية، بينها حكم ذاتي جزئي. وأضاف سويلم: جاء الاتصال ليقطع الطريق على حلول بديلة للصراع الفلسطيني - الاسرائيلي . ويعكس فشل إدارة نتانياهو في فرض المعادلة الإسرائيلية على إدارة ترامب، مسترسلا في هذا الإطار: وفي ظل الأحاديث التي تناولت حلولا إقليمية بمشاركة عربية، فإن الرئيس عباس سيذهب الى مؤتمر القمة العربية بالاردن بقوة إضافية عززها اتصال رأس الإدارة الامريكية به ما يعني ان امريكا تعترف بشرعيته . وقد لقي الاتصال الذي اجراه الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، ودعوته اياه للقائه في البيت الابيض، ارتياحا في الاوساط الفسلطينية، وخصوصا انه يعتبر الاتصال الاول بين الاثنين منذ تولى ترامب منصبه قبل نحو شهرين. وفي هذا الشأن، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، إن التواصل الفلسطيني- الأميركي، وعلى اعلى مستوى المتمثل باتصال الرئيس الاميركي دونالد ترامب، سيساهم، بلا شك، في رسم مسار تطورات احداث المرحلة المقبلة، خاصة فيما يتعلق بمضمون أو توقيت هذه الاتصالات.