بعد أن حققت في السنوات الأخيرة إقلاعا حقيقيا في قطاع الفلاحة بفضل برامج دعم الدولة لمختلف الشعب، تراهن ولاية باتنة على رفع تحدي الاستثمار لتحقيق تنمية شاملة. ففي قطاع الفلاحة صنفت باتنة -حسب مدير القطاع كمال الدين بن الصغير- خلال الموسم الفلاحي الماضي، الأولى على الصعيد الوطني في إنتاج الأعلاف والأشجار المثمرة، والثانية في إنتاج الحليب واللحوم البيضاء والثالثة في العسل والخامسة في إنتاج اللحوم الحمراء والسادسة في إنتاج الزيتون وكذا السابعة في جمع الحليب، كما جاءت في المرتبة الثالثة من حيث قيمة الإنتاج الفلاحي الوطني الذي ساهمت فيه بنسبة 5 بالمائة. وتدعيما للإستراتيجية المحلية لتطوير الاقتصاد الفلاحي ودعم الفلاحين، صادقت اللجنة الولائية التقنية في 2016 على 489 مشروع للاستثمار بقيمة إجمالية تقدر ب298,6 مليون د.ج بهدف تعزيز القدرات الإنتاجية على مستوى المستثمرات الفلاحية وتمكينها من تحقيق الفعالية في مختلف الشعب. ويعلق مسؤولو القطاع آمالا كبيرة على المحيطات الفلاحية المبرمج إنجازها بالولاية التي ستسقى من المياه المحولة من سد بني هارون بولاية ميلة وتقدر مساحتها الإجمالية ب24 ألف هكتار، حيث من المنتظر أن يكون اثنان منها متواجدان ببلدية الشمرة على مساحة 7400 هكتار جاهزين للاستغلال مع بداية الموسم الفلاحي المقبل. وتيرة مشجعة في الاستثمارات الصناعية وتعرف من جهتها المشاريع الاستثمارية في قطاع الصناعة وتيرة مشجعة بباتنة، ففي الوقت الذي ينتظر فيه دخول مركب صناعة التوربينات الجاري إنجازه بالشراكة مع جينيرل إلكتريك الأمريكية بالحظيرة الصناعية بعين ياقوت مرحلة الإنتاج في 2018، خرجت أول شاحنة من مصنع غلوبال موتورز أنديستريز لتركيب الشاحنات والحافلات من علامة هيونداي الكورية الجنوبية الكائن بالمنطقة الصناعية بمدينة باتنة شهر جوان 2016. ويرمي هذا الاستثمار الخاص غلى تركيب 22 ألف وحدة إلى غاية آفاق 2020، وفقا للشروحات التي قدمت خلال حفل تدشين المصنع بإشراف وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوالشوارب. وتم شهر مارس المنصرم وضع حجر الأساس لإنجاز مصنع آخر لتركيب السيارات من علامة كيا بشراكة جزائرية كورية جنوبية بمنطقة النشاطات ببلدية جرمة يتوقع دخوله الإنتاج شهر سبتمبر المقبل، على أن ينتج في سنته الأولى، حسب بوعلام غالب مدير الاستثمارات بمؤسسة غلوبال غروب التي تعد شركة غلوفيز إحدى فروعها حوالي 11 ألف مركبة بين سيارات سياحية ونفعية. ويرتقب أن تشهد باتنة خلال السنة الجارية إنجاز محطة للطاقة الشمسية ببلدية قصر بلزمة و مركب لتحويل وصناعة الحديد والصلب ببلدية عين جاسر -وفقا لمدير الصناعة والمناجم الساسي بوعزيز- الذي أكد بأن 95 مشروعا يوجد في طور الإنجاز من إجمالي ال128 مشروع الذي تم اعتماده بالولاية في 2016 من طرف اللجنة الولائية لإنعاش الاستثمار الاقتصادي محليا. وقد بادر والي باتنة محمد سلماني منذ جويلية 2016 بتعيين ميسر لمرافقة المستثمرين عبر كل دائرة بالولاية، وذلك في إطار مبادرة محلية تهدف إلى تشجيع المستثمرين ومرافقتهم إلى غاية تجسيد مشاريعهم. ديناميكية في شتى القطاعات وفي مقدمتها السكن فولاية باتنة التي تحولت في البرنامجين الخماسيين الأخيرين إلى ورشة مفتوحة في مجالات الصحة والتعليم العالي والأشغال العمومية والموارد المائية والشباب والرياضة وغيرها من القطاعات الحيوية، فقد سجلت نقلة نوعية في مجال السكن، مما سمح -وفقا لما أفاد به مدير القطاع عبد الرحمان زنداقي- بتقليص معدل شغل السكن الواحد من 4,79 شخص في سنة 2009 إلى 4,35 في سنة 2015 إلى 4,29 شخص نهاية سنة 2016. وإستنادا لوالي باتنة، محمد سلماني، ستكون 2017 سنة توزيع السكن بامتياز حيث من المتوقع أن يتم استلام أكثر من 12718 وحدة سكنية من مختلف الصيغ منها 5500 وحدة من صيغة العمومي الإيجاري و2110 أخرى ريفية. ويعد القطب الحضري العمراني حملة 1 و2 ببلدية باتنة وحملة 3 ببلدية وادي الشعبة الذي من المنتظر أن يفوق عدد قاطنيه ال60 ألف ساكن بعد استكمال عمليات توزيع ما تبقى من السكنات المنجزة به وفي مختلف الصيغ أكبر شاهد على مجهودات الدولة في هذا المجال بالمنطقة. وتراهن السلطات المحلية حاليا إلى جانب كل الجهود المبذولة لدفع عمليات التنمية، على استعادة كل الفضاءات والمباني غير المستغلة وكذا تثمين ممتلكات الجماعات المحلية وخاصة البلديات لخلق الثروة والمساهمة في تطوير الاقتصاد المحلي والوطني 413.