مع ارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة الأخيرة واقتراب فصل الصيف الحار، تعرف البرك إقبالا من طرف المواطنين ما يهدد حياتهم ويهددهم بالموت غرقا، وهو ما شهدته بعض المناطق النائية والتي يجد منها المواطنون متنفسهم الوحيد، في ظل غياب المرافق الضرورية التي توفر لهم السلامة والأمان. شباب وأطفال يبحثون عن المتعة في البرك المائية! تمثل البرك المائية بالنسبة للكثير من الأشخاص وخاصة القاطنين بالأماكن الداخلية والمنعزلة والقرى النائية التي لا تتوفر على المرافق الحيوية، ملاذهم الوحيد ومتنفسهم الوحيد لقضاء أجواء مرحة هربا من حرارة الأجواء التي تفرض عليهم البحث عن مكان منعش لتكون الوجهة البرك دون تفكير بالعواقب الوخيمة التي تنتج عنها خاصة أنها غير مراقبة وغير محمية ما قد يكون سببا في الوفاة الحتمية، إذ أن عند الغرق بها، فلا مجال للنجاة إلا في الحالات النادرة بسبب صعوبة الغوص بها، وهو ما يدفع ثمنه الأطفال والمراهقون الباحثون عن المتعة في المكان الخطأ، لأن أجواء المرح والمتعة لا تدوم طويلا لصعوبة الوضع وخطورة المكان، لتتحول بذلك إلى مأساة حقيقية بطلتها البرك التي تصبح من مكان استجمام إلى بؤرة غرق الأشخاص وابتلاعهم وإنهاء حياتهم. وتمثل المناطق الداخلية والجبلية الريفية التي لا تحتوي على شريط ساحلي وشواطئ أكبر المناطق التي تحدث بها حوادث الغرق المماثلة، إذ لم يعد الغرق ينحصر على الشواطئ ويقترن بها، بل يمتد الكابوس المرعب إلى البرك التي باتت هاجس العائلات المحرومة من المرافق الجوارية التي تعوضهم عن الشواطئ، مهددة بذلك فلذات كبدهم بالموت غرقا بالبرك، وهو ما يحدث عادة ومع اشتداد درجات الحرارة، يتجه الأشخاص إلى البرك لقضاء الأوقات والسباحة بها ما قد يكون سببا في غرقهم ونهاية لحياتهم. انتشال جثة طفل من بركة في تيارت انتشل أعوان الحماية المدنية بتيارت، خلال اليومين الاخيرين، جثة طفل غريق من بركة تقع بمستثمرة فلاحية بضواحي بلدية واد ليلي. وذكر مصدر محلي، أن الضحية أسامة. ص البالغ من العمر 14 سنة كان اختفى ظهر الجمعة الماضية، ليتم إبلاغ مصالح أمن الدائرة بفقدانه، إلى أن عثر على ثيابه على ضفاف بركة في حدود العاشرة ليلا، لينتشل وتحوّل جثته إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى يوسف دمارجي بتيارت للتأكّد من سبب الوفاة. انتشال جثة شاب من بركة مائية بقرية افجان بماكودة كما تدخلت خلال ظهيرة أول أمس فرقة الغطاسين التابعة للوحدة الرئيسية للحماية المدنية بتڤزيرت في ولاية تيزي وزو من اجل انتشال جثة شاب يبلغ من العمر 18سنة غرق ببركة مائية متواجدة بالمنطقة المسماة افجان ببلدية ماكودة، الواقعة شمال مدينة تيزي وزو. وقد تم تحويل جثة الضحية إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى تڤزيرت، فيما فتحت مصالح الدرك الوطني تحقيقا حول أسباب الحادث. للإشارة، فإن هذه الجثة تعتبر الثانية، بعد تلك التي تم انتشالها الاسبوع الماضي من شاطئ صخري متواجد ببلدية تڤزيرت بتيزى وزو. تسجيل 14 تدخلا وحالتي وفاة في البرك بالعاصمة وفي خضم هذا الواقع الذي بات يهدد الأشخاص ويحصد أرواحهم بالمناطق الداخلية التي لا تتوفر على الشواطئ والمرافق الترفيهية، أوضح الملازم بن خلف الله، المكلف بالإعلام بالحماية المدنية لولاية الجزائر في اتصال ل السياسي ، بأن مصالح الحماية المدنية سجلت في الفترة الأخيرة لسنة 2017 حوالي 14 تدخلا وحالتي وفاة في البرك على مستوى العاصمة وبالتحديد بالمحمدية وبلدية جسر قسنطينة، وأضاف المتحدث عن حصيلة سنة 2016 والتي تم تسجيل حالتي وفاة أيضا بالبرك وإنقاذ 5 أشخاص آخرين، ليضيف المتحدث بأن جل هذه الحوادث والتدخلات المسجلة سجلت على مستوى ولايات ومناطق لا تتوفر على المرافق العمومية كالمسابح الجوارية. انطلاق حملات التحسيس بمخاطر الغرق مبكرا ومن جهته، أوضح النقيب نسيم برناوي، المكلف بالإعلام بالحماية المدنية، بأن مصالح الحماية المدنية سجلت 12 حالة غرق بالبرك خلال شهر أفريل 2017 على المستوى الوطني أغلبها لمراهقين وشباب، إذ حدثت كل هذه الحوادث خلال نهاية الأسبوع لتسجل رقما رهيبا منذ بداية شهر أفريل حيث سجلنا 2 بالجلفة و2 بمعسكر و1 بالشلف و2 بولاية سعيدة و1 بتيزي وزو وآخرون بين عين الدفلى وتيارت، آخرها شاب، 24 سنة، بولاية غليزان ، وأضاف المتحدث بأن حصيلة العام الماضي كانت أثقل، إذ توفي خلال 4 أشهر الأخيرة من سنة 2016 حوالي 24 شخصا غرقا بالبرك أغلبهم أطفال ومراهقون، وأضاف المتحدث بأن الولايات الداخلية تحتل المراتب الاولى لحوادث الغرق بصفة عامة، إذ تأتي ولاية عين الدفلى في المقدمة وتليها الشلفوتيارت والمدية والولايات الشرقية للوطن. من جهته، أشار برناوي إلى أن مصالح الحماية المدنية شرعت في تنظيم حملات تحسيسية حول حوادث الغرق بكل أنواعه من السدود والبحيرات والمجمعات المائية والبرك.