أفادت تقارير أن المستشار الخاص الذي يحقق في مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، روبرت مولر، بدأ في استخدام هيئة محلفين كبرى للنظر في القضية. وتشير هذه الخطوة إلى أن مولر قد يتخذ مدخلا أكثر تشددا في جمع المعلومات عن وجود تواطؤ مع الروس من جانب أعضاء في فريق حملة دونالد ترامب الانتخابية. وتُستخدم هيئة المحلفين الكبرى لإصدار مذكرات استدعاء لإجبار أشخاص على الإدلاء بشهاداتهم. وسخر الرئيس ترامب مرة أخرى من التحقيق قائلا أمام تجمع من أنصاره في ولاية ويست فرجينيا، إن قصة التواطؤ مع روسيا ملفقة تماما. في الولاياتالمتحدة، تتألف الهيئات الكبرى من أعضاء من الشعب يستمعون إلى الأدلة في جلسات سرية. وتستثمر النيابة صلاحياتهم في إجبار الأشخاص على تقديم شهاداتهم أو تسليم وثائق في حوزتهم. وعلى الرغم من أنهم ينظرون في تحديد هل أن الدليل المقدم في أي قضية قوي وكاف لتوجيه لوائح الاتهامات في قضية جنائية، إلا أن استخدامهم لا يعني أن اصدار لوائح الاتهام تلك بات أمرا وشيكا أو حتى محتملا. ولا تقرر هيئات المحلفين الكبرى براءة أو إدانة المشتبه به. تفيد تقارير أن المحققين استخدموا لشهور هيئة محلفين كبرى في محكمة ولاية فرجينيا المعروفة باسم ذي ايسترن ديستريكت أوف فرجينيا ، التي أصدرت بعض مذكرات الاستدعاء في هذه القضية. وقد اختار مولر الآن واحدة من عدد من هيئات المحلفين الكبرى في واشنطن، وأفادت تقارير أنه بدأ في استخدام هذه الهيئة منذ أسابيع. ويقول محللون إن ذلك يظهر أن مولر يسيطر كليا على مجمل عملية التحقيق. وقد استبدل معظم المحققين الذين كُلفوا أوليا في القضية بآخرين يتناسبون مع النهج الذي يسير عليه في التحقيق. وهذا الانتقال من فرجينيا إلى واشنطن يبدو أيضا أكثر عملية، حيث سيكون مكتب مولر أكثر قربا من الهيئة، كما أنه يعرف أن المحكمة الفيدرالية في واشنطن أفضل. مثل كل الهيئات الكبرى سيكون عمل هذه الهيئة سريا، ولن تكشف عنه، كما أن مولر نفسه لم يعط أي تفاصيل. ومن الواضح أن مولر يحقق في لقاء تم في جوان العام الماضي، التقى فيه نجل ترامب وصهره جارد كوشنر، محامية روسية. وقد أقر ترامب الأبن بأنه تلقى وعدا في اللقاء بالحصول على مواد مضرة بمنافسة ترامب في السباق الرئاسي، المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، إلا أنه لم يتلق شيئا لاحقا. ووفقا لوكالة رويترز للأنباء، يدقق المستشار الخاص في هل أن أي شخص قريب من حملة ترامب الانتخابية قد شجع الروس على البدء في إطلاق مواد بشأن حملة كلينتون الانتخابية. وقالت تقارير إن مولر يبحث في تحديد هل أن ترامب كان عارفا بلقاء نجله مع المحامية قبل حدوثه، أو أنه تلقى إيجازا بشأنه بعد حدوثه. ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مصادر قريبة من التحقيق قولها إن المستشار الخاص يبحث في هل أن الرئيس ترامب أعاق مسار العدالة بإقالته رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي، جيمس كومي، الذي كان يقود تحقيقا في مزاعم التدخل الروسي. وقد عيّن وكيل وزارة العدل الأمريكية مولر في ماي لإكمال التحقيق. وأُفيد أيضا أن مولر يحقق في التعاملات المالية لرئيس حملة ترامب الانتخابية السابق، بول مانافورت، وكذلك في تعاملات مايكل فلين، الذي أقاله ترامب من منصب مستشار الأمن القومي بعد فشله في الكشف عن اتصالاته مع الروس. بدا الرئيس ترامب متحديا في التجمع الذي اقيم في هنتينغتون في ولاية ويست فرجينيا مساء الخميس. وقال ترامب إن المزاعم مجرد خدعة وإنها كانت مهينة لشعبنا . وأضاف: إن قصة روسيا ملفقة تماما . وهاج حشد أنصاره في التجمع عندما واصل القول: يعرف معظم الناس أنه ليس ثمة روس في حملتنا الانتخابية، لم يكونوا أبدا، ولم نفز بفعل الروس، بل بفعلكم أنتم . وقال تاي كوب، المحامي الذي عين الشهر الماضي مستشارا قانونيا خاصا للبيت الأبيض، أنه لم يكن على علم باستخدام هيئة محلفين كبرى. لكنه أضاف: أمور الهيئات الكبرى سرية تماما. والبيت الأبيض يدعم أي شيء يسرع الوصول إلى خلاصة عمل مولر بطريقة عادلة. والبيت الأبيض ملتزم بالتعاون التام مع مولر. ولقد شكل تحقيق المستشار الخاص دائما هما لإدارة ترامب، لكنه الآن بات عملا خطيرا مدمرا . وبات واضحا أن التحقيق يركز على دائرة الأشخاص الأكثر قربا من الرئيس، بعد أخبار اجتماع هيئة محلفين كبرى في العاصمة واشنطن ونظرها في لقاء نجل ترامب مع مواطنين روس في جوان 2016. ويجب أن لا تأتي هذه الأخبار كصدمة كبرى، إذا اخذنا بنظر الاعتبار أن مولر قد بدأ في جمع كادر من محققين ومحققين جنائيين محنكين. وعلى الرغم من أن هذه الخطوة قد تقود في النهاية إلى توجيه تهم جنائية، إلا أنها، على الأقل، إشارة من مولر إلى أنه قد يكون في مسار محاكمة شخص كبير، موسعا المدى إلى ما بعد مستشار الأمن القومي السابق، مايكل فلين، الذي قام بعملية تحشيد لوبي ضغط مثيرة للريبة، كما تؤشر أيضا أن تحقيقه لن ينتهي في وقت قريب.