تشهد هذه الأيام محلات بيع المواد الغذائية بالتجزئة، والمراكز التجارية تهافتا غير مسبوق من طرف المواطن الجزائري على بعض الحاجيات المهمة والمواد كثيرة الاستهلاك. وتجسدت فكرة العولة للمواد الغذائية التي يتوقع ارتفاع أسعارها، خلال الايام المقبلة والمتزامنة وموسم البرد على غرار البقوليات والحبوب الجافة وغيرها، وهو ما لاحظته السياسي خلال جولتها الاستطلاعية عبر العديد من المحلات والأسواق بالعاصمة، اين أكد لنا الكثير من المواطنين أنهم متخوفون من مطلع السنة الجديدة، حيث كثر الحديث عن الندرة وارتفاع الأسعار، ما جعلهم يفضّلون شراء ما يكفيهم من المواد الغذائية قبل ارتفاع أسعارها. أسعار المواد الاستهلاكية تثير تخوف الزوالية دفع هاجس ارتفاع الأسعار الذي يضرب مختلف السلع، بالكثير من العائلات لاقتناء الحبوب الجافة خلال هذه الأيام، بحيث أن هذه الأخيرة شهدت ارتفاعات متتالية وبمستويات كبيرة خلال الفترة الأخيرة جعلت العديد منهم يتأهب لشرائها ك عولة ووضعها كاحتياط لفصل الشتاء، حيث يزداد الطلب والإقبال عليها لاعتمادها كوجبات رئيسية في موسم البرد القارس، وكما جرت العادة، فإن أغلب أنواع البقول تشهد ارتفاعات مع اقتراب فصل الشتاء لكثرة الطلب عليها، فتخوف الأغلبية ان تلتهب أكثر مما دفعهم لاقتناء كميات كبيرة منها لتفادي الوقوع في ارتفاع الأسعار خلال الأيام القليلة المقبلة التي تسبق فصل الشتاء، وهو ما أطلعتنا عليه زهية التي التقينا بها بصدد اقتناء الحبوب الجافة لتقول في هذا السياق أنها اقتنت البقول الجافة تحسبا لفصل الشتاء. من جهته، فإن ارتفاع الأسعار لم يقتصر على البقول الجافة فحسب، بل يمتد إلى السلع الاخرى وهو ما وسّع الهاجس أكثر بتخوف المواطنين من ارتفاع أسعار البقول أكثر خلال الأيام المقبلة، لتصبح العولة الشتوية هي السيدة خلال هذه الفترة التي تسبق فصل الشتاء، حيث اعتمدها الأغلبية للهروب من الارتفاع الحاصل بمختلف السلع والذي طال أيضا الحبوب الجافة وذلك ليتسنى لهم توفيرها قبل الشتاء وتفاديا لارتفاعها الذي قد يستمر، وقد شهدت البقول الجافة ارتفاعات خلال الفترة الأخيرة وزيادات في الأسعار تراوحت ما بين 30 و40 دج، وهو ما ينطبق على الحمص الذي وصل سعره إلى 380 دج، فيما تشهد الفاصولياء سعر 250 دج، وهو ما أثار رغبة المواطنين في استباق الزمن واقتناء هذه الأخيرة قبل أن ترتفع أكثر وأكثر مع اقتراب فصل الشتاء البارد والحصول على كمية من الحبوب لتمضية فصل الشتاء، والذي يعتمد فيه على الحبوب الجافة كأغذية ووجبات رئيسية. ومن جهتهم، أبدى مواطنون استياءهم من الوضع القائم الذي يفرض نفسه على البقول الجافة من ارتفاعات خيالية والتي تزداد أكثر فأكثر مع اقتراب فصل الشتاء متسببة في استنزاف وإلهاب جيوب المواطنين وخاصة أن أغلبهم يعتمد على هذه الأخيرة كغذاء أساسي خلال فصل الشتاء. عزوق: هذه أسباب زيادة الإقبال على السلع الاستهلاكية وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه على السلع وعلى البقول الجافة، أوضح كمال عزوق، ممثل المنظمة الوطنية لحماية المستهلك لولاية البليدة في اتصال ل السياسي ، أن تهافت المواطنين على اقتناء السلع والحبوب الجافة هو نتيجة تضخيمهم للأمور وتخوفهم غير المبرر من ارتفاع الأسعار، وما دفع بأغلبهم للتهافت على السلع والبقول الجافة هو الخوف من ارتفاع الأسعار حيث ان البقول الجافة شهدت زيادات ب50 دج ما جعلها محل إقبال من طرف المواطنين واقتنائها بكثرة، وهذا استهلاك سلبي حيث لا يتوجب التصرف على هذا النحو لأن انتهاج طريقة كهذه في اقتناء السلع تؤثر سلبا على المدخول الشهري للمواطن. ومن جهته، أضاف المتحدث انه لا توجد معطيات تشير إلى ارتفاع الأسعار خلال هذه الفترة حيث أن الأسعار مستقرة، غير ان هناك بعض التجار يتسببون في فوضى الأسعار، كما ان الإقبال على اقتناء السلع والتهافت عليها يمكنه افتعال أزمة ندرة حقيقية لذا ننصح المواطن بالتعقل واقتناء السلع بعقلانية والابتعاد عن المفهوم الخاطئ باقتناء كميات كبيرة خوفا من الندرة او ارتفاع الأسعار .