الجيش يسيطر على الأوضاع في تونس ويغلق المجال الجوي سيطر الجيش التونسي مساء أمس على الأوضاع الداخلية في البلاد وقام بغلق المجال الجوي بعدما تم الإعلان عن حالة الطوارىء قبل أن يتم الاعلان عن تنحي الرئيس بن علي عن الحكم وتولي الوزير الأول تسيير شؤون البلاد. وتأتي هذه التطورات السريعة للوضع الداخلي الذي كان قد شهد فلتانا متصاعدا بعد تواصل الاحتجاجات أمس لاسيما بالعاصمة التي تظاهر فيها أمس آلاف التونسيين أمام مبنى وزارة الداخلية مطالبين برحيل الرئيس زين العابدين بن علي، وتدخلت قوات الشرطة، ووحدات قمع الشغب بعنف، وقامت بتفريق المتظاهرين الذين كانوا يرددون شعارات مناهضة للرئيس، مستعملة في ذلك العصي والقنابل المسيلة للدموع كما ترددت أنباء عن سماع طلقات نارية. وانتشرت مدرعات للجيش أمام مبنى وزارة الداخلية وطاردت الشرطة المتظاهرين داخل العمارات التي كانوا قد لجأوا إليها. وقام المتظهرون برشق عناصر الشرطة بالحجارة والكراسي والمظلات التي انتزعوها من بعض المقاهي وشهد شارع بورقيبة مواجهات عنيفة بين المحتجين وقوات الشرطة، وخلال هذه المواجهات أصيب صحفي أجنبي بجروح في رأسه نتيجة إطلاق قنبلة مسيلة للدموع باتجاهه. وبساحة الخضراء في العاصمة أصيب عدد من المتظاهرين نتيجة اطلاق الشرطة لعيارات نارية باتجاههم.وفي خضم انفلات أمني خطير، تمركزت وحدات من الجيش بضاحيه المرسى غير بعيد عن مقر الرئاسة، وأوردت وكالة الأنباء الفرنسية ان الجيش يسيطر على المطر ويغلق المجال الجوي التونسي بعد أنباء عن محاولة شخصيات هامة الخروج من البلاد، وكان 13 شخصا علىالأقل قد قتلوا في مواجهات اندلعت ليلة الخميس بين متظاهرين وقوات الأمن بالعاصمة ومدينة رأس الجبل. كما كانت صفاقس، ثاني أكبر المدن بعد العاصمة أمس مسرحا لمظاهرات حاشدة شارك فيها أكثر من أربعين ألف متظاهر كانوا يطالبون باستقالة بن علي. وفي سيدي بوزيدجنوب العاصمة التونسية تظاهر نحو 4 آلاف شخص في مسيرة جانب شوارع المدينة وفي منطقة الرقاب الواقعة بولاية سيدي بوزيد نظمت مسيرة تطالب بتنحية بن علي وترافق ذلك مع إضراب عام شل المنطقة. وشهدت سوسة، الواقعة جنوب العاصمة مظاهرة ضخمة تم فيها ترديد نفس الشعارات المعادية لبن علي كما نظمت بولايةالقصرين وسط غرب تونس مسيرة حاشدة شارك فيها مثقفون ومحامون ونقابيون وبالخارج أقامت منظمات حقوق الانسان والأحزاب التونسية والفرنسية أمس بباريس تجمعات للتضامن مع مطالب الشارع التونسي، كما تظاهر المئات من أبناء الجالية التونسية قرب سفارتهم في باريس. وحسب الملاحظين فإن المظاهرات التي شهدتها أمس العاصمة التونسية بشكل خاص شكلت ضغطا مفصليا وحاسما في التعجيل بانها ء حكم بن علي واعلان الجيش لحالة الطواريء وسيطرته على الأوضاع في البلاد.