الفيضانات تعزل عدة مشاتي بحمام النبائل و السكان يطالبون بإصلاح جسر انهار قبل 3 سنوات عزلت الفيضانات عدة مشاتي بمنطقة المالح ببلدية حمام النبائل شرقي قالمة و حاصرت السكان في منازلهم و منعت التلاميذ من الذهاب إلى المدرسة، أمس بعد ارتفاع منسوب وادي بومية بسب الأمطار الغزيرة المتساقطة على المنطقة منذ الاثنين. و قال سكان المشاتي المعزولة للنصر عند انتقالها إلى المنطقة بأن معاناتهم مع الفيضانات و العزلة مستمرة منذ 3 سنوات بعد انهيار جسر صغير يربط بين ضفتي وادي بومية بعد أن ضربته فيضانات قوية و أدت إلى انهيار حواجز ترابية على جانبيه و تغير مجرى الوادي و قطع الطريق المؤدي إلى الهيكل الخرساني النائم وسط المجرى بلا فعالية ، و أضاف السكان بأنهم مازالوا ينتظرون تدخل سلطات الولاية لبناء معبر جديد وفق مواصفات تقنية تسمح بمواجهة فيضانات كبرى تشهدها المنطقة كل شتاء. و قال بلقاسم نجاح بأن تلاميذ مشاتي «الحمصية» و «طبت القلب» المعزولة لم يذهبوا إلى المدرسة منذ الأحد الماضي و أن السكان يواجهون أزمة مؤن في ظل التردي المستمر للأوضاع المناخية و ارتفاع منسوب الوادي. و يبقى رجال مشاتي المالح المعزولة ساعات طويلة على ضفة الوادي ينتظرون انخفاض منسوب المياه للعبور إلى قرية المالح و الطريق الولائي 19 الرابط بين حمام النبائل و قالمة، و غالبا ما يعودون إلى منازلهم بعد أن يرفض المجرى المتدفق التراجع، و أحيانا يغامرون وسط المياه الباردة و التيارات الجارفة يحملون أحذيتهم بأيديهم و يشدون على بعضهم البعض حتى لا يجرفهم التيار القوي عندما يصابون بدوار تحدثه موجات الفيضان. لم نتمكن من العبور إليهم و دار بيننا حديث على ضفتي الوادي، لكنهم قرروا المغامرة و العبور إلينا رغم خطورة الوضع فهم متعودون على مواجهة الخطر كلما دعت الضرورة منذ 3 سنوات مثلما أكدوا لنا. و يتطوع سكان المشاتي المعزولة كل يوم لحمل الأطفال الصغار على الأكتاف و العبور بهم إلى الضفة الأخرى للالتحاق بالمدرسة عندما ينخفض منسوب جريان مياه الوادي، و في المساء ينتظر رجال المالح عودة أبنائهم من المدرسة فيحملونهم على الأكتاف مرة أخرى و يعيدونهم إلى منازل محاصرة لم يصلها نور الكهرباء إلى اليوم. الكهرباء معاناة أخرى تحدث عنها السكان بمرارة و ألقوا باللائمة على شركة الكهرباء و حملوها مسؤولية الظلام في بيوت يراجع فيها التلاميذ دروسهم على ضوء الشموع، و لا يشاهدون برامج التلفزة و لا يذهبون إلى المدرسة إذا لم يأذن لهم وادي بومية الذين ينساب في صمت بين الجبال و السهول إلى مستقر له بوادي سيبوس الكبير. و قال السكان أن واحدا منهم وافاه الأجل في يوم ممطر، و استحال نقل جثمانه إلى المقبرة بسبب خطورة الوادي الذي ارتفعت مياهه لتبلغ منسوبا قياسيا في ذلك اليوم، و بقي الجثمان مسجى ينتظر عبور الوادي إلى المستقر الأبدي الأخير، و جاء المعزون من كل مكان لكنهم بقوا على الضفة الأخرى يقدمون العزاء بصوت مرتفع لأهالي الفقيد المتجمعين على الضفة المقابلة ينتظرون تراجع الفيضان، و طال الانتظار فقرر رجال المالح الاستنجاد بجرار فلاحي غاص وسط تيارات جارفة و عبر بالجثمان إلى الضفة الأخرى. و لم يتوقف أهالي المنطقة المعزولة عن المطالبة ببناء جسر جديد و إيصال الكهرباء إلى المنازل المظلمة، و قالوا أن مطالبهم بدأت تثير الاهتمام مؤخرا بعد صمت طويل، و أضافوا أنهم تلقوا منذ أيام قليلة إشارات مطمئنة بخصوص الجسر المنهار و مشروع للربط بالكهرباء، و يتوقع سكان المنطقة بناء جسر جديد و مد خطوط الكهرباء قبل نهاية السنة الجارية بعد معاناة طويلة مع العزلة و الفيضانات و الظلام.