ارتفعت حصيلة الخسائر الناجمة عن انزلاقات التربة و تساقط الصخور من قمم المرتفعات بقرية القصابية الواقعة ببلدية بن داود في أقصى الجهة الغربية لولاية برج بوعريريج، يوم أمس، إلى انهيار 15 مسكنا و تشقق و تضرر جدران و أسقف أزيد من 40 منزلا، فضلا عن تسجيل انزلاقات للتربة عبر الطرقات و تدهور وضعية طريق قرية العيون، ما استدعى بحسب رئيس البلدية التدخل العاجل و إيواء بعض العائلات بمدرسة العيون، فيما اقتحمت إحدى العائلات المتضررة مقر الفرع الإداري. و قد توسعت رقعة التخوف بين العائلات القاطنة بقرى القصابية و عقار و الصمة ببلدية بن داود في أقصى الجهة الغربية، بفعل تواصل ظاهرة انزلاق التربة و تساقط الصخور من قمم الجبال و المرتفعات، الناجمة عن نشاط طبقات التربة بعد التساقط الغزير للأمطار و تشبع باطن الأرض بالمياه، ما أدى إلى حدوث انزلاقات خطيرة نجم عنها انهيار و تشقق عشرات المنازل الواقعة بقرية القصابية و كذا تصدع جدران منازل بقرى عقار و الصمة، و لم تقتصر الخسائر على السكنات الهشة و القديمة فقط، بل تعدت إلى السكنات الريفية المنجزة حديثا، و ذلك لتزعزع مواقع و أساسات تشييد هذه السكنات بفعل انجراف التربة و انزلاق طبقاتها، ما تسبب في تشقق الجدران و الأسقف. و أبدى مواطنون بهذه القرى استياءهم الشديد من عدم تدخل السلطات بالشكل الكافي، لإيواء العائلات المنكوبة و المتضررة، رغم حجم الدمار و الخسائر الناجمة عن انزلاقات التربة، و كذا تهديد تساقط الصخور من القمم نحو السكنات، في وقت تنتشر عديد السكنات في سفوح الجبال و كذا أسفل قمم المرتفعات، و أشاروا إلى تدخل سلطات البلدية و الدائرة بشكل محتشم، حيث تم تحويل 05 عائلات بشكل ظرفي، و تخصيص حجرات بمدرسة العيون لإيوائهم، بينما شهدت المنطقة هبة تضامنية بين السكان أين تم إيواء أزيد من 10 عائلات بمنازل الأهل و الأقارب بالقرى المجاورة. و أشار سكان قرية القصابية إلى الخسائر الكبيرة التي تكبدوها جراء تشقق جدران منازلهم و كذا تضرر الطرقات و شبكة الكهرباء، مشيرين إلى توقف الحركة عبر الطريق المؤدي إلى قرية العيون بفعل انزلاق التربة و تدهور وضعيته بشكل كبير. من جانبه وصف رئيس بلدية بن داود في حديثه لجريدة النصر وضع هؤلاء السكان بالكارثي، و قال أن مصالح البلدية بقيت عاجزة عن تقديم المساعدات اللازمة للعائلات المنكوبة، لنقص امكانياتها من جهة و تزايد عدد العائلات المتضررة، حيث بلغ عدد العائلات التي هجرت منازلها المنهارة يوم أمس أزيد من 15 عائلة، و العدد مرشح للارتفاع بحسب رئيس البلدية، و ذلك بعد تسجيل تضرر و تشقق جدران أزيد من 40 منزلا تبقى مهددة بالانهيار في أي وقت، ما يستوجب بحسبه مضاعفة الجهود و تدخل سلطات الولاية للتقليل من معاناة العائلات المتضررة و تقديم المساعدات لهذه العائلات لإعادة ترميم سكناتها .