تشهد الأزمة السياسية والدستورية في اليمن تطورات متسارعة مع محاولة الحوثيين تشكيل مجلس رئاسي للفترة الانتقالية القادمة بالعاصمة صنعاء فيما يرتقب تكليف الرئيس عبد ربه منصور هادي لوزير الدفاع الصبيحى بتشكيل حكومة لتسيير الأعمال من محافظة عدنجنوب البلاد مما ينذر باشتداد حدة الصراع على السلطة في هذا البلد. تطورات من شأنها تعميق الأزمة السياسية اليمنية لم تفلح المفاوضات بين القوى السياسية اليمنية في التوصل إلى حل لها. وتقول تقارير إعلامية إن المفاوضات متواصلة في صنعاء حيث يحاول الحوثيون وحليفهم حزب المؤتمر التوصل إلى توافق على تشكيل مجلس رئاسي للفترة الانتقالية القادمة وتحديدهم مهلة أسبوعين للتوصل إلى توافق. وناقشت القوى اليمنية في اجتماع أمس الأحد موضوع تشكيل مجلس رئاسى وطرحت الأحزاب المؤيدة للرئيس تعيين 4 نواب للرئيس فيما طرح الحوثيون والمؤتمر تشكيل مجلس رئاسي ممثل من كل الأطراف في محاولة للحد من صلاحيات الرئيس خلال الفترة القادمة إلا أن القوى لم تستقر على مقترح. إلى ذلك ذكرت صحف يمينة من بينها صحيفة "الأولى" نقلا عن مصادر وصفتها بأنها مطلعة في محافظة عدن أن الرئيس هادي يعتزم تكليف محمود الصبيحي وزير الدفاع اليمنى في بتشكيل حكومة لتسيير الأعمال من عدن. وكان الصبيحي نجح أمس في الهرب من الحصار الذي فرضته عليه جماعة أنصار الله الحوثيين في العاصمة صنعاء وإجباره على العمل معهم بعد الاستيلاء على دار الرئاسة و الإطاحة بالرئيس عبد ربه منصور هادى واحتجازه في منزله هو الآخر بصنعاء قبل أن يتمكنا الهرب من هذا الحصار إلى جنوب البلاد قبل ثلاثة أسابيع . وأرجعت مصادر مطلعة أسباب هروب الصبيحي إلى " تصاعد الخلافات بينه وقادة في الجيش وبين الحوثيين لكثرة تدخلاتهم في الشؤون العسكرية ومطالبتهم بتوجيه حملة عسكرية للسيطرة على محافظتي مأرب وتعز اللتان ترفضان أى تواجد لهم على أراضيها". وكان الرئيس اليمني قد رفض وفق نفس المصادر مطالب مماثلة من الحوثيين وفضل الاستقالة الأمر الذي جعلهم ينقلبون عليه ويستولون على دار الرئاسة ويحتجزونه في منزله ويصدرون إعلانا دستوريا من جانبهم في 6 فيفري وحاولوا جبار الحكومة المستقيلة على العمل معهم ولما فشلوا كلفوا وزيري الدفاع والداخلية في الحكومة بالاستمرار في منصبيهما. هادي يطلب استضافة المجلس الخليجي للمفاوضات بعيدا عن ضغط الحوثيين وجه الرئيس اليمني طلبا تمت الموافقة عليه إلى مجلس التعاون الخليجي من اجل استضافة مقره بالرياض لمفاوضات القوى اليمنية لتجنيبها أية ضغوط من قبل الحوثيين هؤلاء الذين لا زال مواقفهم وموقف المؤتمر الوطني حليفهم من طلب الرئيس هذا غير معروف علما أنهم سبق وان رفضوا نقل المفاوضات خارج صنعاء. وبعث الرئيس عبد ربه منصور أمس بوفد إلى الرياض رسالة للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أوضح فيها الظروف التي يعيشها الشعب اليمنى بسبب الانقلاب الحوثي على الشرعية الدستورية وإجباره على الخروج من صنعاء إلى عدن وطالب فيها مجلس التعاون الخليجي باستضافة مؤتمر تحضره كافة الأطياف السياسية اليمنية الراغبة بالمحافظة على أمن واستقرار اليمن بمدينة الرياض. وقد أعلن العاهل السعودي ترحيب دول مجلس التعاون الخليجي واستجابتها لطلب الرئيس اليمني.