يقدم «بوزلوف» للخنشليين منذ نهاية القرن التاسع عشر يظل المطعم التقليدي لصاحبه عمر بوفنارة المتخصص في إعداد وتحضير أكلة بوزلوف التقليدية، الوحيد من نوعه عبر تراب ولاية خنشلة، كما أنه الأقدم توارثته الأجيال أبا عن جد ،منذ نهاية القرن التاسع عشر بوسائله التقليدية المتواضعة إلى غاية اليوم،حيث يلقى إقبالا من كل مكان في ولاية خنشلة ومن بعض الولايات المجاورة، لاسيما يوم الثلاثاء من كل أسبوع الموافق لتنظيم السوق الأسبوعي. المتسوقون و الزوار القادمون من بلديات الولاية ومختلف مناطقها يقصدون هذا المطعم الذي يقع وسط المدينة وتحديدا بشارع الاستقلال، المحاذي لما هو معروف في المدينة بزقاق السوافة من أجل الفوز بأكلة البوزلوف. ياسين بوفنارة وهو شاب أخذ الحرفة عن أبيه أحمد، الذي يناهز 85 عاما من عمره ،لم يستطع التخلي عن حرفة أجداده وأصر على مواصلتها في نفس المحل الذي لم يجر عليه أي تغيير و بقي كما هو منذ سنة 1899 من القرن الماضي. لا يزال يستعمل نفس فرن الجمر الذي أعد من الحجارة والطين، و لا يزال نفس الجدران الحجري القديم صامدا ، و نفس السقف المشكل من الألواح الخشبية والقرميد ،كما كان في عهد الاستعمار الفرنسي حيث كان جده الأول عمر معروفا بهذه الأكلة و أورثها إلى أبنائه وأحفاده من بعده إلى غاية اليوم . ياسين أصبح يتقن تحضير وإعداد أكلة البوزلوف تماما كما كان أبوه وأجداده القدامى على مدار 4 أجيال مرت على هذا المحل المتواضع، يستقبل بابتسامته المعهودة زبائنه ورواد مطعمه يوميا بعد أن يكون قد أنهى جميع مراحل إعداد البوزلوف من سلخ رؤوس الماشية التي يجلبها في الساعات الأولى من صباح كل يوم من عند الجزارين و تجار اللحوم، و يقتني تحديدا رؤوس الخرفان والنعاج دون سواها، نظرا لنكهتها المفضلة لدى الزبائن. وبالرغم من الانتشار الواسع للمطاعم العصرية التي تتفنن في إعداد مختلف أشكال وأنواع وأذواق الأطعمة والأطباق الشهية و مزاحمتها لهذا المطعم التقليدي في تحضير أكلة البوزلوف ، إلا أن مطعم الحاج عمرالمتخصص في هذه الأكلة التقليدية ،لم يفقد زبائنه الأوفياء ،و يظل مقصدا لمئات الزبائن الذين يفضلونه على غيره من المطاعم.