عاش جمهور قسنطينة سهرة فنية راقية، قدمتها الفرقة الاندونيسية للغناء و الرقص «سومبار تالنتا» التي حملت الحضور في جولة فنية بين التراث النغمي الأسيوي، في لوحة فنية مفعمة بالألوان، لخص من خلالها أعضاء الفرقة التاريخ الثقافي لمنطقة سومطرة. العرض الذي احتضنته قاعة العرض بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة، استهل بر قصة «تاري بسامباهان» الترحيبية، التي تعبّر عن الفرحة و الاحتفاء بالحصاد الوفير. و قد تجاوب الجمهور مع الرقصات المتنوعة للراقصين و الراقصات، و حركاتهم المتوافقة و المنسجمة مع أزيائهم التقليدية المزركشة و الجذابة و بألوانها الصاخبة, مع كثافة مساحيق التجميل والحلي والمجوهرات, و الإضاءة الساطعة المتنوعة على وقع أصوات الطبول تارة و الإيقاعات الهادئة تارة أخرى، و التي ساهمت في صنع لوحة متكاملة مزجت بين الفنون الاستعراضية و سحر النغمة الأسيوية. اللوحة الثانية الموسومة "كازيا تاك سامباي" لم تخل هي الأخرى من عنصر السرد النغمي، حيث أدى عنصران من الفرقة أغنية تروي قصة حب ضائع، قبل أن يدخل الراقصون لتجسيد كوريغرافيا ثالثة حملت اسم "إيندانغ" على وقع الطبول القوي. و من الرقصات التي أثارت تفاعل الحضور و بشكل خاص الأسيويين، "بيرينغ" أو رقصة الصحون المشوّقة التي أعقبها الفنانون بالرقص على الزجاج. "سومبار تالنتا" حرصت على تكريم الفنانة وردة الجزائرية على طريقتها، بأداء أغنيتين للراحلة "بتونس بيك" و "مقادير" اللتين صفق لها الجمهور مطولا.