أقدامها في الفلاحة ورأسها في انشغالات مختلفة تعمل بلدية الحروش ولاية سكيكدة من أجل تحقيق التوازن بين التوسع العمراني الذي شهدته و النقص الملحوظ في الخدمات . لذلك فهي تحاول استدراك العجز الذي تعانيه في العديد من المرافق الضرورية ببعض القطاعات و تحسين أداء الموجودة منها خاصة أنها تشهد ضغطا بشريا فرضه موقع المدينة الذي جعل منها قطب جذب لمواطني البلديات و الدوائر المحيطة بها لا سيما في المجال التجاري و البريد والصحة الحروش شهدت توسعا عمرانيا كبيرا إلى درجة استهلاك مخططها العمراني أكثر من مرة، وتجاوز عدد سكانها عتبة ال 50 ألف نسمة، و بالمقابل لم يرافق هذا التوسع وفرة في الخدمات مما جعل الحروش مدينة ضخمة لكنها ظلت بلدية قليلة المرافق الضرورية في عدة قطاعات، مما تمخضت عنه قائمة طويلة من المطالب التنموية للمواطنين ومجلسهم البلدي والتي ينبغي إنجازها حتى تحقق هذه البلدية التوازن المنشود بين عدد السكان و المشاريع التنموية الضرورية للعيش اللائق. و لما كانت الأغلفة المالية المدرجة في مخططات التنمية البلدية ضعيفة فإن انتظار تسجيل مشاريع قطاعية يعتبر في نظر المسؤولين المحليين هو السبيل الوحيد للإستجابة للعديد من الإنشغالات ومنها مثلا فك العزلة عن عدة مناطق بالبلدية تم إدراجها في برنامج التنمية للمخطط الخماسي مثل منطقة عثامن و بوقرينة و دوار لخضر. وعلى مستوى مدينة الحروش يرى المسؤولون المحليون ضرورة إنجاز طريق مزدوج على الطريق الوطني رقم 3 لتجنب حوادث المرور الكثيرة المسجلة بهذه الجهة خاصة في مدخل المدينة اتجاه قسنطينة أين ينعدم مفترق طرق يسهل دخول وخروج السيارات. الأولوية لتهيئة الأحياء الثانوية وتوصيل الغاز لها عكس ما تحقق بمدينة الحروش من تعبيد كامل تقريبا للطرقات و توصيل الغاز الطبيعي لما يربو عن 95 بالمائة من المساكن و مواصلة تهيئة الأرصفة ، فإن المجمعات السكنية المهمة في بلدية الحروش لا زالت محرومة من الغاز الطبيعي و تعاني بدرجات متفاوتة من نقص في التهيئة و تعبيد الطرقات و بعضها تفتقر تماما لهذا الجانب. فحي علي مصباح لا زالت الطرقات به منعدمة التزفيت تماما . فهي لا ترقى حتى لدرجة المسالك لأنها غير صالحة لمرور الراجلين في الأيام الممطرة فما بالك بالسيارات . أما حي التوميات فقد شهد تجديد و تدعيم شبكة مياه الشرب. كما تتواصل به أشغال التهيئة التي توشك أن تعمم كليا إذ لم يبق إلا جزء منه يقدره رئيس البلدية السيد الشريف بو نمورة بحوالي 30 بالمائة. ولاعادة الإعتبار للطريق المؤدي إلئ حي بئر سطل فقد برمجت تهيئة مسافة تقدر بحوالي 2 كلم. إضافة إلى شق بعض الطرقات و تدعيم الإنارة العمومية فيما ستتحمل البلدية إنجاز الشطر الأول من شبكة صرف المياه التي سيتم تجديدها كليا . و يشمل الشطر الأول منها 30 بالمائة من الحي. وسيعرف أكبر تجمع سكاني ثانوي بالبلدية وهو حي السعيد بوصبع الذي يقطنه ما يربو عن ثمانية آلاف ساكن أشغال تهيئة وتحسين حضري وتمديد شبكة مياه الشرب إلى المنازل الموجودة بطبة الزاوش. كما توجد دراسة لحماية الحي من الفيضانات. و تعترف السلطات المحلية بأن هذا الحي في وضعية مزرية. من جانب آخر يشهد حي 20 أوت بوسط مدينة الحروش إنجاز مشروع تهيئة الشارع الرئيسي بوضع مساحات خضراء بوسط الطريق على امتداد الشارع الذي سيكون محلا لإقامة نصب تذكاري يخلد ذكرى هجومات 20 أوت 1955 التاريخية. تغطية شعبة مروش أكبر إنشغال للسكان يشكل مجرى شعبة مروش الذي يقسم مدينة الحروش إلى جزءين أكبر إنشغالات سكان الأحياء القريبة من الجزء غير المغطى من هذه الشعبة التي تصب فيها كل قنوات صرف المياه، وينتظرون بفارغ الصبر اليوم الذي يتخلصون فيه من هذا الكابوس. وتعتبر شعبة مروش في الأصل مجرى مائي طبيعي لكن مع توسع مدينة الحروش صارت هذه الشعبة تقسم المدينة إلى قسمين . وأصبحت مصب كل قنوات الصرف . فقامت السلطات بتحويل هذه الشعبة إلى قناة صرف كبيرة مغطاة ، لكن الأحياء الجديدة الواقعة على طرفي هذه القناة أي في منتهى الجزء المغطى تتأذى كثيرا من الروائح الكريهة و الناموس و مختلف الحشرات التي تنطلق من هذا المجرى الذي يشكل خطرا كبيرا كذلك على الأطفال الذين يقتربون منه و يلعبون بجانبه. ولذلك فإن الحل الجذري لهذا المشكل في نظر المسؤولين المحليين و السكان هو مواصلة تغطية هذه الشعبة إلى مسافة بعيدة تماما عن المحيط العمراني. إلا أن مشروعا مثل هذا يقول "مير"الحروش هو فوق طاقة البلدية لأنه يكلف حوالي 14 مليار سنتيم، ولهذا فقد طلبنا أن يتكفل به قطاع الري. و حسب نفس المسؤول أن والي الولاية وعد بأخذ هذا الموضوع بعين الإعتبار. وفي جانب النظافة دائما استفادت بلدية الحروش من مشروع للردم التقني للنفايات سيقام في مكان المفرغة العمومية الحالية الواقعة بمنطقة المشمس وقد رصد لهذا المشروع حوالي 17 مليار سنتيم. وفيما يخص تحديث مدينة الحروش يرى أعضاء المجلس البلدي ضرورة استغلال المساحات التي لا زالت تحتلها البناءات القديمة الواقعة بوسط المدينة و التي صارت لا تنسجم مع الطابع العمراني الحديث. و قد اقترح بشأنها والي الولاية إجراء مفاوضات مع ساكني هذه المنازل الواقعة فوق أراضي بعضها عمومية وبعضها الآخر ملكيات خاصة. و الغاية من استرجاع هذه الأراضي هي إقامة منشآت عصرية بها تعود بالفائدة على جميع السكان. تعد مدينة الحروش أحد الأقطاب التجارية المعروفة بسوقها الأسبوعي التي تعقد كل جمعة و التي تشهد إقبالا واسعا حتى أنها تصنف من الأسواق الوطنية وهي سوق متنوعة تعرض فيها مختلف السلع، كما يوجد جانب منها لبيع الحيوانات. ويذكر مسؤولو البلدية أن السوق لم تعد تكفي لاستيعاب الأعداد الهائلة من التجار الذين يقصدونها مما جعل عرض السلع يمتد إلى خارجها. لهذا فإن البلدية قامت بإنجاز دراسة لتوسعتها وكذلك تعبيد الطرقات المؤدية إليها. و الهدف هو تحسين ظروف انعقاد السوق لصالح التجار و المتسوقين من أجل زيادة قيمة السوق التي تم كراؤها هذا العام بمبلغ 1.15 مليار سنتيم. أما بوسط المدينة فإن المجلس البلدي قرر إنجاز مركب تجاري كبير من عدة طوابق سيخصص لجمع التجار المتمركزين بوسط المدينة في المكان الحالي الذي يحتله تجار الخضر و الفواكه والذي يعد سوقا فوضويا. هذا المركب الذي سيتسع ل 60 محلا تجاريا يوجد في مرحلة الدراسة و قد خصصت له البلدية مبلغ ملياري سنتيم في انتظار الدعم الذي ستحصل عليه من الولاية. في نفس الإتجاه الرامي إلى توفير مناصب عمل و تنشيط النشاط التجاري تقوم البلدية حاليا بإنجاز مركز حرفي للصناعة التقليدية. كما يوجد مشروع لإنجاز سوق مغطاة من طرف مديرية التجارة. وفي مجال الشباب و الرياضة استفادت البلدية من مسبح نصف أولمبي تجري به الأشغال وقد قاربت نسبة 80 بالمائة إلا أنها متخلفة عن موعدها حيث يفترض أن المشروع دخل الخدمة الصيف الماضي. نفس التأخر في الأشغال يعرفه مشروع العيادة المتعددة الخدمات التي وصلت أشغالها إلى ما يربو عن 50 بالمائة.فيما يعتبر السكان الخدمات الصحية التي يقدمها المستشفى محدودة نظرا لأن هذه المؤسسة تفتقر إلى تجهيزات ضرورية مثل جهاز السكانير و حتى بعض الأجهزة الأخرى الموجودة غير مستغلة بسبب عدم وجود تقنيين و أطباء مختصين يستطيعون تشغيلها . وعلمنا أن هذه الأجهزة ظلت منذ سنوات لم تمس و بقيت كما هي في علبها "الكارطونات" و أمام هذا الوضع يضطر المواطنون إلى التوجه خارج المستشفى للقيام بالأشعة و التحليلات التي يطلبها منهم أطباء المستشفى. وحتى بالنسبة لسيارة الإسعاف لا توجد سوى واحدة فقط بالمستشفى مما يحتم في كثير من الأحيان مثلما قيل لنا الإستعانة بسيارة الأسعاف التابعة للبلدية. طوابير غير متناهية بمركز البريد يعاني المركز البريدي الموجود بالحروش من ضغط كبير و طوابير دائمة بسبب الأقبال المتزايد عليه من طرف مواطنين يأتون حتى من خارج دائرة الحروش التي تضم وحدها خمس بلديات هي صالح بو الشعور و أولاد احبابة و زردازة و امجاز الدشيش و الحروش. وفي قطاع السكن ورغم التطور الحاصل ببلدية الحروش فمازال يعرف عجزا كبيرا مقارنة بعدد الطلبات البالغة 5000 طلب . لكن ما أنجز لا يتعدى 260 سكنا جاهزا و 200 مسكن آخر في طور الإنجاز. كما توجد برامج للسكن الترقوي و التساهمي في طور الانجاز . لكن الاقبال ينصب أكثر على السكن الإجتماعي. أما فيما يخص انشغالات الشباب فهي بالإضافة إلى المشكل الأساسي وهو البحث عن مناصب شغل فإن المسؤولين المحليين يرون أنه يوجد نقص شديد في المرافق الرياضية والثقافية و لهذا فهم يطالبون بمكتبة بلدية تكون بحجم مدينة الحروش . و المشروع كما قالوا ينتظر التسجيل. أما في الجانب الرياضي فالشباب يطالب بقاعة متعددة الرياضات. الفلاحة ملاذ العاطلين عن العمل تستقطب الفلاحة ببلدية الحروش عددا معتبرا من الأيدي العاملة حتى من خارج ولاية سكيكدة. وحسب ما علمنا أن سوقا لليد العاملة تعقد في الصباح الباكر من كل يوم بمدينة الحروش تجمع الشباب الباحث عن العمل. فيأتي الفلاحون الى هذه السوق / البورصة /لانتداب ما يحتاجون من العمال. و الأجرة اليومية كما قيل لنا هي 700 دينار. ويكاد النشاط ينحصر غالبا في الفلاحة كزرع أو محصود البطاطا، و البصل و الثوم... الفلاحة ببلدية الحروش تتوفر على مؤسسة متخصصة في إنتاج بذور البطاطا ، وهو تخصص نادر كما هو معروف على مستوى السوق الوطني مما يحتم من أجل سد العجز الوطني الذي تصل نسبته إلى 50 بالمائة اللجوء إلى الإستيراد. مؤسسة قدماني لإنتاج بذور البطاطا و القمح استطاعت أن تحصل على عدة جوائز دولية ووطنية لما تتميز به من نوعية منتوجها. فلقد تحصلت سنة 2010 في مكناس بالمغرب على الجائزة الأولى افريقيا أمام مؤسسة أوروبية مشهود لها بالنوعية وهي المؤسسة الاسبانية المختصة في بذور البطاطا. كما حصلت على الجائزة الأولى لوزارة الفلاحة بالجزائر سنة 2009 في بذور البطاطا كذلك. و حصلت على الجائزة الوطنية الأولى في نوعية بذور البطاطا كذلك سنة 2008 من طرف منظمة التغذية العالمية. و ذكر المهندس المختص في إنتاج بذور البطاطا و القمح السيد عبد العزيز بوغليطة العامل بنفس المؤسسة أن إنتاجهم السنوي من بذور البطاطا يصل إلى 4000 طن. و قال أن باستطاعتهم مضاعفة الإنتاج مرات عديدة لو وجدوا مساحات كافية من الأراضي .