لا يزال داء اللشمانيا الجلدية المعروف باسم الحبة البسكرية، يضرب في أوساط سكان بلديتي نقرين وفركان 150 كلم جنوبتبسة ، حيث تم إحصاء أكثر من 50 حالة إصابة بالداء المذكور منذ بداية العام الجاري، وهو ما اعتبره القائمون على مصلحة الوقاية بالوحدة العمومية للصحة الجوارية مؤشرا خطيرا على عودة المرضى الذي عرف تراجعا في السنوات الأخيرة بفضل الإمكانات الكبيرة التي سخرتها مديرية الصحة للقضاء على داء الليشمانيوز، مقارنة بالسنوات الماضية. ويقوم الطاقم الطبي والشبه الطبي العامل على مستوى العيادة المتعددة الخدمات ببلدية نقرين بالكشف عن المصابين من خلال التحاليل والمعاينة أين تمنح للمصاب وصفة طبية وبطاقة علاج طبية للمتابعة لمدة 15 يوما حيث يتم علاج المريض عن طريق الحقن في موضع الإصابة وعن طريق العضلة. وبغرض السيطرة على الداء والقضاء عليه فقد استفادت مؤسسة الصحة الجوارية من تجهيزات طبية حديثة موجهة للتحاليل لا تتوفر عليها الكثير من البلديات، وهو ما من شأنه أن يغني المصابين مشقة التنقل إلى الصيدليات الخاصة لإجراء تحاليل الكشف عن الداء المذكور والذي يكلفهم أموالا باهظة. وقد أرجع القائمون على مصلحة الوقاية أسباب تزايد عدد المصابين بالداء المذكور إلى كثرة الأوساخ عبر أحياء المدينة و الردوم وعدم فعالية عمليات الرش التي تتم مرتين في العام خلال شهري أفريل وأكتوبر فضلا عن جهل المواطنين بخطورة هذا الداء الذي يؤدي بصاحبه في حالة التراخي عن العلاج إلى الموت المحقق. وحسب ذات المصادر فإنه رغم انخفاض عدد الحالات المسجلة من سنة لأخرى مقارنة بعدد المصابين في التسعينيات، إلا أن هذا لا يعني أبدا أنه تم القضاء على داء الليشمانيا بصورة جذرية، وإنما يتطلب المزيد من الجهود والتنسيق بين مختلف المصالح المعنية كالبلدية والفلاحة والصحة حتى تكون النتائج إيجابية ويتم بذلك القضاء على هذا الداء. ونبهت المصالح الصحية أنه إذا كان علاج اللشمانيا الجلدية أمرا ميسورا في أغلب الحالات، فإنه بالمقابل يوجد مرض اللشمانيا الحشوية وهي أخطر الأمراض التي قد تصيب الإنسان لأنها تصيب أحشاءه الداخلية مما يصعب من علاجها ، ولعل ذلك ما يدفع الجميع إلى توخي الحيطة والحذر منها والقضاء على مسبباتها.