اذا كانت بعض الأحزاب اضطرت إلى تأجيل نشاط الجامعة الصيفية الذي دأبت عليه في السنوات الأخيرة إلى ما بعد شهر رمضان على غرار الحزب العتيد الذي برمجها أيام 7 و8 و9 سبتمبر المقبل، فان أحزابا أخرى مثلما هو الشأن بالنسبة للتجمع الوطني الديمقراطي وجبهة التغيير لم تبرمجها حسبما أكده ممثلوها ل«الشعب»، فيما دخلت التشكيلات السياسية الفتية المعتمدة مؤخرا بينها جبهة المستقبل في سباق مع الزمن لتنظيمها. أكد عبد الله جاب الله رئيس جبهة العدالة والتنمية في تصريح ل«الشعب» أمس بأن فكرة تنظيم جامعة صيفية من قبل تشكيلته وارد بعد رمضان لكنه حرص على الإشارة إلى أنه لم يتم بعد تحديد موعدها، وبذلك فان الحزب المنتمي إلى التيار الإسلامي الذي كان ضمن كوكبة الأحزاب المعتمدة بعد صدور قانون الأحزاب الجديد المندرج في إطار الإصلاحات السياسية، سار على نفس خطى زملائه في الطبقة السياسية المتمسكين بهذا التقليد. وعلى عكس جبهة العدالة والتنمية، فإن جبهة التغيير لا تفكر في تنظيم جامعة صيفية وفق ما أكده المكلف بالإعلام إدريس ربوح على مستواها في تصريحه بقوله «مبدئيا لم نبرمج جامعة صيفية، شهر رمضان وشيك، وكذلك الدخول الاجتماعي، وفي حال التفكير في تنظيمها فان التوقيت المناسب قد يكون شهر سبتمبر» غير أنه خلص إلى القول «تنظيمها مستبعد جدا». وذهب مصطفى هميسي، الناطق الرسمي باسم حزب الحرية والعدالة في نفس الاتجاه، موضحا بأن الحزب لم يبرمج هذا النوع من النشاطات ويكتفي في فترة الصائفة بالنشاطات الداخلية العادية الواردة في برنامجه، مقرا بأن الحزب لحد الآن ليس له «ثقافة الجامعات الصيفية». من جهته أشار ميلود شرفي عضو قيادي على مستوى «الأرندي» إلى أن الحزب لم يبادر بتنظيمها منذ سنوات ولن تشكل هذه السنة استثناء على ما يبدو رغم أن الجزائر على موعد مع الاستحقاقات المحلية المقررة قبل انقضاء العام الجاري، فيما لم يفوت حزب جبهة التحرير الوطني احتفال الجزائر بمرور 50 سنة كاملة عن استرجاع الاستقلال الذي سيكون موضوع الجامعة الصيفية حسبما أكده المكلف بالإعلام على مستواه قاسى عيسي، وإلى ذلك سيتم تناول موضوع الانتخابات المحلية، على أن تنظم في سبتمبر المقبل أي بعد انقضاء شهر رمضان وتتزامن بذلك مع الدخول الاجتماعي. وجاء على لسان عبد العزيز بلعيد رئيس جبهة المستقبل بأن التحضيرات جارية لتنظيمها بعد شهر رمضان، وأشار موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية إلى أن حزبه برمج سلسلة لقاءات على المستوى الولائي، كما أعطى تعليمات للانطلاق في العمل الميداني النضالي والتحضير للانتخابات المقبلة من خلال الندوات الجهوية الأربع والندوة الوطنية التي تكلل نتائجها والمقررة في شهر سبتمبر. وأقر في نفس السياق تواتي بأن حزبه لم يعتد على تنظيم الجامعة الصيفية التي تنظم عادة من قبل الأحزاب التي لديها إمكانيات أضاف يقول كما أن «الأفنا تفضل اللقاء مع العامة وليس الخاصة»، ورغم ذلك إلا أن «الحزب فكر في تنظيمها قبل أن يتراجع بسبب التوقيت، لأننا مقبلون على شهر رمضان وعلى الدخول الاجتماعي».