سكان بوقاعة يتمسكون بعادة "الوزيعة" في المولد النبوي تعد ظاهرة "الوزيعة" من العادات والتقاليد الراسخة عند سكان منطقة بوقاعة الواقعة شمال ولاية سطيف الذين توارثوها أبا عن جدّ منذ غابر السنين، وتقام كما جرت العادة قبل يومين من الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف تجسيدا لقيم التكافل والتآزر والتضامن بين العائلات. مدينة بوقاعة كانت أول أمس على موعد مع إحياء هذه العادة وسط أجواء مفعمة بالايمان والقيم الروحية الاسلامية الخالدة، حيث التقى العديد من السكان عند سفح جبل "المعادن" الواقع بأعالي قرية "الخنوسة" وقاموا بذبح العديد من رؤوس الأبقار وتوزيع لحومها مناصفة على كل العائلات القاطنة بقرى "بوشقوف" و"العش" و"الخنوسة" وذلك تحت اشراف أعيان المنطقة وبمشاركة كل السكان من مختلف الفئات والأعمار بما في ذلك الأطفال الذين كان حضورهم قويا في هذه التظاهرة، وهذا من أجل ترسيخ هذه العادة الطيبة في أذهانهم، ومن ثمة المحافظة عليها من الاندثار، مع العلم أن العائلات المعوزة تستفيد مجانا من هذه اللحوم، أما العائلات الميسورة الحال، فتقوم مسبقا بدفع مبلغ مالي يتم تحديده من طرف أعيان وشيوخ القرى والمداشر، وهو المبلغ الذي يتم تخصيصه لشراء رؤوس الأبقار حسب عدد العائلات. العملية مست هذه السنة أزيد من 310 عائلة من سكان القرى المذكورة، حيث استفادت بموجبها كل عائلة من كمية معتبرة من اللحوم ستخصصها ربات البيوت لإعداد الأطباق والمأكولات التي تشتهر بها المنطقة على غرار طبقي "البربوشة" و"لمفرسة" وهما من الأطباق التي لايمكن الاستغناء عنها في هذه المناسبة الدينية، الى جانب أطباق الحلويات والمكسرات، والتي تكون مرفقة بإشعال الشموع وسط أجواء عائلية حميمية مملوءة بالبهجة والمحبة والفرح. عادة "الوزيعة" لم تقتصر على المداشر والقرى المذكورة، بل شملت أيضا معظم التجمعات الريفية الأخرى الواقعة بمحاذاة جبال "طافيت" على غرار قرية "تافرنت" التي شهدت لنفس المناسبة نحر عدد من رؤوس الأبقار تم توزيع لحومها على أزيد من 200 عائلة وسط أجواء من الرحمة والتضامن الاجتماعي، الأمر الذي أدخل البهجة في نفوس الجميع.