عجزت مولودية العلمة عن اجتياز عقبة جمعية الخروب مكتفية بتعادل يحمل طعم الخسارة، في مقابلة ذات مستوى فني متوسط، نظرا لإدراك كل طرف بضيق هامش المناورة، ولو أن المحليين كانوا السباقين إلى صنع اللعب بواسطة الهجمات المعاكسة والضغط على منطقة الحارس عيساني، الذي تلقى هدفا مباغتا حمل توقيع قريشي برأسية محكمة إثر ركنية لتشيكو (د10). هدف كان بمثابة إنذار للزوار الذين لم يفقدوا ثقتهم في النفس، فحاولوا الرد عن طريق الهجمات المرتدة التي كان وراءها جاهل و ذيب، غير أنها لم تشكل خطرا حقيقيا على مرمى البابية ولم تستغل بالشكل الضروري، خاصة عن طريق جاهل(د19)، في وقت فضل أصحاب الأرض تنظيم صفوفهم، مع تحصين مواقعهم الخلفية، ما جعلهم يتحملون سيطرة «لايسكا». الضيوف، حتى وإن حاولوا تدارك التأخر، إلا أنهم عجزوا عن إبراز قدراتهم، بفعل قلة التركيز ونقص الفعالية، رغم فرصة لدرع (د29) وأخرى لجاهل (د36). الانتشار الجيد للخروبية و حيويتهم في وسط الميدان، جعل المولودية تسلك منهج الحيطة والحذر، و الاعتماد على الجناحين ولو أنهم لم ينجحوا في مضاعفة النتيجة وهز شباك عيساني الذي أجهض محاولة قادري(د35)، فيما فوت بوزامة على فريقه فرصة إضافة هدف ثان (د41). لتأتي الدقيقة (44) التي كادت أن تبتسم لبرينيس لو أحسن استغلال أخطر فرصة المتاحة له. دفاع المولودية الذي عانى الأمرين في ال45 دقيقة الأولى، وجد صعوبات كبيرة في صد الهجمات المتتالية للحمراء الخروبية خلال المرحلة الثانية التي دخلها الزوار بكثير من العزم على إعادة الأمور إلى نصابها في ظل انتعاش قاطرتها الأمامية، إلى درجة أنه لم تمض (7) دقائق حتى يرتكب لاعب البابية همامي خطأ بتسجيل هدف ضد مرماه وتعديل النتيجة للضيوف(د52). ومع مرور الوقت، صعد أشبال المدرب الجديد سعدي من حملاتهم في غياب التركيز تزامنا مع إقدام الزوار على غلق كل المنافذ في محاولة لامتصاص حماس المحليين الذين رموا بكامل ثقلهم في المعسكر المقابل دون جدوى إلى غاية الدقيقة (77) التي نجح فيها البديل العوفي في صنع الفارق برأسية، قبل أن يتمكن بلحمري من تعديل النتيجة بواسطة ضربة جزاء بعد لمس بلهادي الكرة بيده داخل منطقة العمليات(د90)، لتبقى الأمور على حالها إلى غاية نهاية اللقاء بتعادل يرضي أكثر الزوار، و وسط غضب الأنصار الذين شتموا اللاعبين و المسيرين مع التصفيق للضيوف.