غار الجماعة بقالمة يغلق رسميا بعد عمليات تخريب طالت تحفا أثرية و طبيعية نادرة تم رسميا غلق المعلم السياحي و الأثري النادر غار الجماعة الواقع ببلدية بوحمدان غرب قالمة تنفيذا لقرار اتخذه والي قالمة السابق، بعد شكاوى تقدم بها مستكشفون شباب من المنطقة تمكنوا من التوغل مسافات طويلة داخل إحدى أكبر المغارات عمقا و أهمية تاريخية و أثرية بالجزائر، و اكتشفوا عمليات تخريب و سرقة طالت التحف النادرة و لوحات مكتوبة باللاتينية يعود تاريخها إلى آلاف السنين. و قد أشرفت بلدية بوحمدان. رفقة مديريتي السياحة و الثقافة على عملية الغلق خلال الساعات الماضية، و تم وضع بوابة من القضبان المعدنية على مدخل المغارة العجيبة لمنع الدخول في انتظار إيجاد صيغة لتسيير المعلم الأثري الذي يحتوي مناظر طبيعية ساحرة و كنوزا ثمينة أصبحت هدفا للمخربين و عصابات الآثار التي تكون قد توغلت إلى عمق كبير و قطعت صواعد و نوازل تشكلت منذ آلاف السنين و أخذت أشكالا و ألوانا مختلفة. و عبر سكان المنطقة و مستكشفون هواة عن ارتياحهم بعد غلق غار الجماعة في وجه المخربين و عصابات الآثار، حيث لم يعد الدخول إليه ممكنا دون ترخيص مسبق من الجهات المختصة كالبلدية و مديريتي السياحة و الثقافة و الدرك الوطني الذي كثف من الدوريات حول المغارة و على طول الطريق المؤدي إليها، لمنع المجموعات التي تختفي وراء قوافل السياح لدخول المغارة التي ظلت هدفا لمستكشفين أجانب منذ مئات السنين. و قال رئيس بلدية بوحمدان عيسى حميدي للنصر أمس الأحد بأن عملية غلق الموقع السياحي قد تمت بالفعل و أنه يجري حاليا إيجاد صيغة قانونية لتسيير المرفق السياحي الهام و حمايته من الاعتداء نظرا لوقوعه في منطقة بعيدة عن السكان. و كان والي قالمة السابق العربي مرزوق قد زار المعلم السياحي و الأثري النادر و توغل داخله مسافة قصيرة و استمع إلى شروح و شاهد صورا نادرة التقطها شباب هواة من المنطقة طالبوا باتخاذ إجراءات لحماية الموقع من المخربين و عصابات الآثار. و تمت الاستجابة لمطلبهم أخيرا و أصبح غار الجماعة محميا و تحت الرقابة المشددة للدرك الوطني و سكان المنطقة الذين ينتظرون بعث مشاريع سياحية، قد تغيّر وجه الإقليم الغربي المتاخم لحدود ولاية سكيكدة. و توجد داخل غار الجماعة كتابات قديمة في شكل نقوش على الجدران الصخرية و شلالات عجيبة تشبه شلال حمام دباغ الشهير في الألوان المتعددة و تدفق المياه و صواعد بأشكال مختلفة و بلورات مختلفة الألوان و حمامات و غرف شكلتها الطبيعة على عمق كبير من سطح الأرض. و حسب الكتابات الموجودة على مداخل غار الجماعة، فإن أمما عديدة تعاقبت على المنطقة و بنت فيها حضارات على سفوح الجبال الصخرية العالية و جعلت من غار الجماعة موقعا مقدسا، و كان الفرنسيون آخر من دخله سنة 1894، و منذ ذالك الحين بقي الموقع هدفا للمستكشفين الأجانب، لكنه ظل عرضة للإهمال و النسيان بعد الاستقلال و حوّله السكان المحليون إلى ملجأ لقطعان المواشي خلال عواصف الشتاء القطبي الذي يضرب المنطقة كل سنة و يعزلها عن العالم بسبب الثلوج و البرودة الشديدة. و يتوقع إنجاز دراسة جديدة للموقع و تعبيد طريق يؤدي إليه تحت سفح جبل طاية و بناء قرية سياحية صغيرة ربما ستكون بداية لتحوّل كبير لقطاع السياحة بولاية قالمة التي تنام على كنوز سياحية و معالم أثرية نادرة لم تنل حقها من الرعاية و الاهتمام حتى الآن.