مواقف البلدين متماثلة بخصوص احترام السيادة الترابية للدول و رفض التدخل الأجنبي أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس الثلاثاء بالعاصمة، أن الجزائروإيران اتفقتا على تكثيف التعاون الاستراتيجي بينهما، فضلا عن عقد الاجتماعات التحضيرية للجنة العليا المشتركة الجزائرية-الإيرانية. وقال ظريف في تصريح له عقب استقباله من طرف رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أنه تم التطرق خلال هذا اللقاء إلى مجالات التعاون الثنائي، حيث تم التوصل إلى «قرار ثنائي بعقد الاجتماعات التي تندرج في إطار التحضير للجنة العليا المشتركة الجزائرية-الإيرانية».وأضاف بأن اللقاء شكل بالنسبة إليه فرصة للإستماع الى آراء الرئيس بوتفليقة في عدة مجالات، من بينها تلك المتصلة بالمحادثات النووية. و أوضح بهذا الخصوص: «لقد كانت هناك آراء و مواقف مماثلة فيما يتعلق بحق الدول النامية في استخدام الطاقة النووية السلمية»، منوها بالدعم الذي تبديه الجزائر حكومة و شعبا في هذا المنحى.من جهة أخرى، تطرق الجانبان إلى المساعي التي يجري بذلها من أجل استعادة الهدوء في المنطقة العربية، خاصة في سوريا و اليمن، حيث سجل وزير الخارجية الإيراني أن الجزائر وبلاده يتبنيان مواقف مماثلة و «يؤمنان بضرورة البحث عن حل سياسي يسمح بوقف إراقة الدماء دون تدخل أجنبي مع الأخذ بعين الاعتبار ما يريده الشعبان فيما يتعلق بتقرير مصيرهما».وأشار في هذا السياق إلى أن الرئيس بوتفليقة «قد أكد على ضرورة إيجاد خطوات عملية في هذا الإتجاه»، مضيفا بأن إيران «موافقة تماما على هذه الفكرة الحكيمة».و قام ظريف بتسليم رسالة من الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. و قبل ذلك قال وزير الشؤون الخارجية الإيراني في تصريح للصحافة لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي، "إننا (الجزائر و إيران) بحاجة إلى العمل سويا لأنه لدينا مواقف مماثلة بخصوص احترام السيادة الترابية للدول كما أننا نؤيد عدم استعمال القوة و تسوية المشاكل عبر الحوار". و أضاف ظريف بأن "الشعوب هي التي يجب أن تقرر مصيرها بنفسها بعيدا عن أي تدخل أجنبي". و في هذا السياق، أكد رئيس الدبلوماسية الإيرانية أن الجزائر و إيران يجمعهما تعاون وثيق في عديد القطاعات و أن زيارته للجزائر التي تدوم يومين ستكون أيضا فرصة لتكثيفه في المجالات الاقتصادية و الثقافية و التجارية. و أوضح ظريف أنه سيدرس مع المسؤولين السامين الجزائريين المسائل ذات الاهتمام المشترك، مشيرا إلى ضرورة العمل معا خاصة في «منطقتنا التي تعرف العديد من المشاكل منها القضاء على العنف و التطرف». و كان في استقبال رئيس الدبلوماسية الإيرانية نظيره الجزائري رمطان لعمامرة الذي أجرى معه محادثات فور وصوله. كما تندرج هذه الزيارة التي تدوم يومين في إطار المشاورات المنتظمة بين البلدين حيث ستسمح «للطرفين بتبادل الرؤى حول الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط و المسائل التي تهم البلدين و كذا التطرق إلى سبل و وسائل تعزيز مكافحة الإرهاب.كما ستسمح بدراسة رزنامة اللقاءات المقبلة المدرجة في إطار تعزيز التعاون و التشاور بين البلدين. ق و