ودعت بلدية بوحمدان بقالمة سنوات طويلة من العزلة الخانقة في كل الاتجاهات و عادت إليها الحركة من جديد بعد نهاية أشغال تعبيد الطريق الولائي 27 منذ أيام قليلة، حيث تمكنت شركة الإنجاز من قهر الطبيعة الصعبة و إنهاء آخر شطر من المشروع الحلم الذي انتظره السكان طويلا و أصبح اليوم حقيقة على الأرض. و قال سكان من بلدية بوحمدان النائية بأن الخرسانة المزفتة قد غطت آخر مقطع من الطريق يمتد من منخفض وادي بوحمدان إلى مركز البلدية على مسافة 3 كلم تقريبا، و أضافوا بأن حركة السير قد عادت إلى طبيعتها و أصبحت أكثر مرونة و تدفقا بين بوحمدان و بلديتي برج صباط و حمام دباغ، و منهما إلى باقي مناطق الولاية الأخرى. و بدأت أشغال تعبيد الطريق الولائي 27 منذ نحو 4 سنوات حيث كانت البداية بشطر بوحمدان برج صباط على مسافة تتجاوز 10 كلم ثم شطر بوحمدان حمام دباغ على مسافة 15 كلم تقريبا انتهى آخر مقطع منها منذ أيام قليلة. و مرت بلدية بوحمدان الواقعة وسط تضاريس جبلية صعبة بعزلة خانقة استمرت مدة طويلة بعد انهيار الطريق المذكور بسبب عوامل الطبيعة و الزمن و تراجع عمليات الصيانة و الحماية من الفيضانات و الانزلاقات الأرضية التي ضربت عدة مقاطع منه بمحاذاة جبل مرمورة و مدخل بوحمدان و منطقة الماجن إلى غاية مشارف بلدية برج صباط. و بالرغم من تعبيد الطريق و إنجاز أنظمة الحماية من الفيضانات و جدران إسناد بالمواقع الهشة فإن خطر الانزلاقات مازال يهدد عدة مقاطع كما يحدث قرب منجم الآجر و الماجن و غيرها من النقاط السوداء الواقعة وسط طبيعة جيولوجية معقدة تتحرك طبقاتها كل شتاء و تدمر عدة مقاطع من الطريق الذي يتميز أيضا بانحدار حاد بمقاطع عديدة مما يصعب من حركة الوزن الثقيل و خاصة بين قرية مرمورة و منخفض وادي بوحمدان. و عبر سكان بوحمدان عن ارتياحهم بعد نهاية مشروع تعبيد الطريق و القضاء النهائي على الانكسارات و الحفر و المقاطع الترابية التي شكلت متاعب كبيرة لأهالي المنطقة الذين يعانون من الفقر و نقص الخدمات و يعيشون على الزراعات البسيطة و الأنشطة الرعوية و يتطلعون إلى مزيد من التنمية و الاهتمام بعد القضاء على العزلة و عودة الحياة من جديد إلى المنطقة الجبلية النائية.